من أهم اللحظات في الحياة المهنية للطبيب هي القسم عند التخرج، وكم كنا نخشى أن نتفوه بكلماته لإدراكنا مدى عظم هذا الأمر وتهيبنا منه، نسأل الله أن يعيننا لنبر بيميننا (اذ أقسمنا باسمه العظيم أن نراقب الله في مهنتنا وأن نصون حياة الإنسان في كافة أدوارها، في كل الظروف والأحوال، باذلين كل وسعنا في استنقاذها من الموت والمرض والألم و القلق). أخي المريض..أختي المريضة.. إنما الطبيب بشر يسهو ويخطئ ويتوتر من ضغوط الحياة شأنه في ذلك شأن غيره، لذا يقع على كل مريض مسؤولية ادراك حقوقه وواجباته خلال توجيه الرعاية الصحية له حتى نتعاون سويا لتحقيق نتائج أفضل ونقلل من احتمالية التقصير والمشاكل غير المتعمدة. يحق لك كمريض معرفة اسم كل من يعتني بك، على أن يعاملوك معاملة كريمة وبطريقة مهذبة يحافظون فيها على خصوصيتك وسريتك، كما يحق لك الاطلاع على جميع ما لدينا من فحوصات ومعلومات عن حالتك الصحية، والحصول على تقرير طبي بذلك وايضا نسخة من الأشعة التشخيصية. من حقك عزيزي المريض أن تناقش الخطة العلاجية وكافة الاحتمالات والتوقعات، كذلك قبول العلاج أو رفضه على أن تتحمل مسؤولية كافة التبعات والمضاعفات في حال رفضت تلقي العلاج، واذا واجهت صعوبة في فهم طبيبك لاختلاف لغته يحق لك طلب الترجمة، كما يمكنك تعيين وكيل صحي يتحدث نيابة عنك ويتخذ القرارات. أما عن واجباتك فيلزم عليك تقديم معلوماتك الشخصية بشكل كامل ودقيق وتحديثها عند تغيرها، ففي كثير من الأحيان تكون أرقام التواصل غير صحيحة ونواجه مشكلة في التحدث مع المريض أو ذويه إذا لزم الأمر، كما يعمد البعض إلى اخفاء شيء من الحقيقة عن حالته علما بأن ذلك ليس من مصلحته وانما يعطل سير العناية به ويؤخر التشخيص، لذا ينبغي تزويدنا بجميع المعلومات اللازمة بكل صدق وشفافية من تاريخ مرضي وأدوية طبية أو تكميلية، وكذلك أي نوع من الحساسيات. أما بالنسبة لزيارة العيادة، فعلى المريض الحرص على حضور الموعد المحدد واحترام تسلسل المرضى وأدوارهم، بالرغم من اني أعلم علم اليقين أن الانتظار قد يكون مملا جدا وطويلا في بعض المرات، الا أن ذلك لا يعني القرع المتواصل للباب إن كان مغلقا والولوج المفاجئ في العيادة ان كان بابها مفتوحا فذلك يزعج كل الأطراف ولا يعود بنفع بل بالعكس، لذا علينا جميعا أن نتحلى بالصبر والحلم ليحصل الجميع على حقهم من الاهتمام، علما بأننا نحرص على مراعاة الحالات الخاصة من كبار في السن ومقعدين. أيها المريض.. التزامنا نحن واياك بما ذكر يضمن سلاسة تجربتنا معا، فنحن حريصون كل الحرص أن تنتهي حكايتنا معك نهاية طيبة والله ولي التوفيق.