دوماً ما تطرح وسائل الإعلام قضايا تتعلق بالأمور الطبية التي تُتبع مع المرضى، ومن ضمن هذه القضايا ما يعرف بكيفية إجراء الفحوص على المرضى، ونحن في المملكة العربية السعودية وغيرنا من الدول العربية المحافظة تربطنا قيم دينية قبل أن تكون لدينا عاداتنا وتقاليدنا في الحفاظ على أسرار المرضى، والتعامل معهم بإنسانية في الحفاظ على خصوصياتهم قبل دخولهم وبعد خروجهم من المستشفى. ومما ينبغي على الطبيب الذي يتعامل مع مرضاه بصورة مباشرة أن يتقي الله في مرضاه، وأن يحترم ما يسمى ب«عقيدة الطبيب» وقبلها دينه وعاداته أثناء عملية الفحص والتشخيص والعلاج، وأن يحرص على عدم ارتكاب أي مخالفة شرعية مثل الخلوة بشخص من جنس آخر أو الكشف على عورة المريض إلاّ بالقدر الذي تقتضيه عملية الفحص والتشخيص والعلاج وبوجود شخص ثالث وبعد استئذان المريض نفسه. أتذكر أنني قبل سنوات ألقيت قسم الطبيب اثناء إلقائي كلمة زملائي الخريجين يوم التخرج من كلية الطب في جامعة الخليج العربي والذي ردده ورائي زملائي الأطباء من الخريجين أمام راعي حفل التخرج أمير دولة البحرين آنذاك الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وكان القسم كالتالي: «أقسم بالله العظيم أن أؤدي عملي بالأمانة والصدق والشرف، وأن أحافظ على سر المهنة وأن أحترم تقاليدها وأن أراقب الله في مهنتي، وأن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها وتحت كل الظروف والأحوال باذلاً ما في وسعي لاستنقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق، وأن أحفظ للناس كرامتهم وأستر عورتهم، وأكتم سرهم، وأن أكون على الدوام من وسائل رحمة الله، باذلاً رعايتي للقريب والبعيد، للصالح والطالح، وللصديق والعدو، وأن أثابر على طلب العلم، وأسخره لنفع الناس لا لضررهم، وأن أوقر من علمني، وأن أكون أخاً لكل زميل في المهنة» والله على ما أقول شهيد. ومن المعروف أخلاقياً أنه يجب على الطبيب أن يحرص على إجراء الفحوص الطبية اللازمة للمريض، دون إضافة فحوص لا تتطلبها حالته المرضية، وعليه أن يبني كل إجراءاته التشخيصية والعلاجية على أفضل ما يمكن من البيانات، وأن يمتنع عن استخدام طرق تشخيصية أو علاجية غير معتمدة أو غير متعارف عليها أو غير معترف بها علمياً، كما أن عليه أن يقتصر في وصف الدواء أو إجراء العمليات الجراحية على ما تتطلبه حالة المريض. المشرف العام على مركز بانوراما الطبي