تنظيم «داعش» على نشر فيديو يظهر من خلاله تنفيذ تهديداته بقطع رأس الصحافي الامريكي ستيفن سوتلوف لينضم بذلك الى زميله ومواطنه الامريكي جيمس فولي، فيما نجحت الحكومة القطرية عبر اتصالاتها الخاصة للافراج عن الصحافي الامريكي بيتر كيرتس، وذلك بعد تردده الدائم على سوريا عبر انطاكيا. «داعش» التي جاءت بسرعة البرق وخطفت الابصار من تنظيم القاعدة، والتي سيطرت على مساحات شاسعة من سورياوالعراق وتمتلك امكانات مالية تقارب ما بين 50 مليون دولار الى 100 مليون دولار شهريا من العائدات النفطية التي يتم تهريبها عبر الاراضي التركية ومنها لشركات آسيوية وبسعر يقل عن 50 دولارا للبرميل وذلك حسب ما اكده وزير النفط العراقي السابق عصام الجلبي. الذبح والقتل لدى «داعش» ترى ما السر وراء لجوء «داعش» الى اساليب القتل والموت وجز الرؤوس، والتفنن في اخراجها وتوزيعها ونشرها على اليوتيوب وفي مواقعهم الالكترونية، لا بل ان قامت «داعش» بالربط بين فيديو قتل الصحافي الامريكي وخطاب الرئيس اوباما بعد مقتل جيمس فولي، والذي اكد فيه ان امريكا مستمرة في محاربة الارهاب، وستعمل على انشاء جبهة وجهد دولي لمحاربة تنظيم «داعش» مشبها «داعش» بأنها اشبه ما تكون بالمرض السرطاني الذي يصيب الجسم ويهتك بالخلايا والذي يحتاج الى معالجة مبكرة ودون ابطاء، وبعد ان تغيب صورة الرئيس الامريكي، يظهر عنوان الفيديو الثاني باللغتين العربية والانجليزية بعنوان «رسالة ثانية الى امريكا». تحد لأمريكا ام خداع اختيرت رسالة سوتلوف بعناية ودقة هذه المرة، قال مخاطبا الرئيس الامريكي، أوباما: سياستك الخارجية وتدخلك في العراق كان من المفترض أن يكون للحفاظ على أرواح الأمريكيين ومصالحهم، لماذا ادفع انا ثمن حياتي لتدخلك، ألست امريكيا؟ فيما يقوم عنصر «داعش» المكلف بعملية الذبح مقنعا بالاسود، موجها رسالة للرئيس الامريكي ملوحا بسكينته قائلا: لقد عدت أوباما. لقد عدت بسبب استمرارك بسياستك المتكبرة تجاه الدولة الإسلامية، وعندما تستمر صواريخك بضرب شعبنا، سوف تستمر سكاكيننا بضرب أعناق شعبك. كما وجهت «داعش» في الفيديو تهديدا بقتل الرهينة الثالث الذي يحمل الجنسية البريطانية، دايفد هاينز. والدة سوتلوف، كانت قد وجهت رسالة مصورة قبل أيام إلى زعيم «داعش» أبي بكر البغدادي طالبته فيها الإفراج عن ابنها، قائلةً ان ستيفن لا يملك سلطة على ما تفعله الحكومة الأمريكية، إنه صحفي بريء. وكوالدة أطلب منك أن تمنح العدل والرأفة لابني، وأن تستخدم سلطتك لإنقاذ حياته مصادر هولندية رجحت ان من قام بعملية ذبح الصحافي الامريكي جيمس فولي هو مهندس هولندي من اصول مغاربية يدعى ابوعبيدة المغربي، وذلك استنادا الى لقبه، ولم تكشف صحيفة تيلغراف الهولندية عن اسم السجان الحقيقي غير انها قالت انه هولندي، إلا أن الصحافة الهولندية أكدت على أنه مغربي يحمل الجنسية الهولندية، وكان يتابع دراسته في مجال الهندسة، قبل أن يتحول إلى سوريا ويلتحق بصفوف «داعش». سجون «داعش» للترويع المعتقل البلجيكي جوجون بونتانك، والذي تمكن من الهرب من معتقله تحت سيطرة «داعش» وعاد إلى بلجيكا لتعتقله السلطات البلجيكية في المطار، أكد على أنه كان قضى فترة حبسه في زنزانة واحدة لمدة لم تتجاوز الأربع وعشرين ساعة مع الصحفي الأمريكي جيمس فولي، قبل أن يتمكن من الهرب من عملية ذبح كانت تنتظره، مظهرا جانبا مروعا من جحيم «داعش» وعن العلاقة الشخصية العميقة التي توطدت بينه وبين فولي، مؤكدا أنه سجن بتهمة رفض القتال. صحيفة تايمز البريطانية، كشفت أيضًا، عن تعرّف الاستخبارات البريطانية على هوية مقاتل تنظيم «داعش» الذي ظهر ملثّمًا في فيديو ذبح الصحفي الأمريكي وتكلم بلكنة بريطانية. ورجحت أن يكون مواطنًا بريطانيًّا لا يتجاوز الثالثة والعشرين من العمر، عاش في العاصمة لندن، ويدعى عبدالمجيد عبدالباري. وأكدت الصحيفة أن عبدالباري استعمل سابقًا أسماء مستعارة. ذبح سوتلوف الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، كاثلين هايدن، قالت إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية وصلت إلى خلاصة تؤكد صحة الفيديو، واعدة بتقديم المزيد من التفاصيل عند توافرها. وكان تنظيم «داعش» قد نشرت تسجيلا مصورا يظهر قطع رأس الصحفي الأمريكي، ستيفن سوتلوف، بحسب ما نشره موقع SITE. من هو سوتلوف؟ يعتبر سوتلوف من مواليد ميامي (فلوريدا، جنوب شرق) وهو متخرج من جامعة سنترال فلوريدا، عمل كصحافي حر في مجلة تايم ثم في اسبوعية كريستيان سايانس مونيتور الامريكية ونشرة فورن بوليسي وفي صحيفة وورلد افير، وتقول عنه مقربة منه انها التقته خلال النزاع في ليبيا، وعاش لسنوات طويلة في اليمن، ويتكلم العربية بطلاقة، ومهتم جدا بالعالم العربي والاسلامي واضافت في لقاء معها اجرته صحيفة ميامي هيرالد: لقد اثار اعجابي نضجه ورصانته، لم يكن مغامرا بتاتا، مؤكدة انه كان يحترم كثيرا الثقافة الاسلامية، وكان يرسل على انستاغرام وفايسبوك صورا مثيرة لمدنيين اسرى في نزاعات مثل اطفال مخيم لاجئين سوريين، وعلى تويتر كان يتطرق الى النزاع في سوريا بعد ما يسمى بالربيع العربي في مصر وسقوط النظام الليبي وكان يحبذ ايضا الحديث عن فريقه المفضل لكرة السلة ميامي هيت. أما الصحافية جانين جيوفاني في فرع الشرق الاوسط في مجلة نيوزويك التي اشتغلت معه في سوريا قالت: ان سوتلوف شاب، انه صاحب نكتة ولا يحبذ الوقار، كان يعيش في بنغازي في ليبيا، كان فعلا يعيش هناك، كان من المراسلين العاملين لحسابهم الخاص القلائل الذين يعتقدون انه يجب الاقامة على ارض الواقع للقيام بعمله كما ينبغي. ووصفه صاحب «وولرد افير» في حديث الى قناة ايه بي سي بانه «صحافي رصين وشريف يهتم بفهم الامور من وجهة النظر المحلية والتعبير عن رأيه بصراحة، انه بلا شك شجاع، والتقى بن توب سوتلوف في تركيا عند الحدود مع سوريا قبيل خطفه ودار حديث بينهما حول الرجل الذي سيساعدهما في عبور الحدود في آخر زيارة لسوريا. وكتب الصحافي في دايلي بيست «كان محنكا» وكان «حذرا، وقال لي انه منهك». واضاف قال لي سوتلوف انه تعب من تعرضه للضرب واطلاق النار واتهامه بالتجسس وانه يريد ان يتوقف لفترة ما عن تحقيقاته على الاقل حول النزاعات في الشرق الاوسط وربما يستأنف دراسته في فلوريدا، لكنه بالنهاية كان يريد القيام بآخر رحلة الى سوريا. لعبة الدم والدمى لعبة الدم والدمى تظهر جانبا مخفيا في وجود «داعش» التي بنت شبكة من العلاقات مع النظام السوري، ومع قيادات تركية، ساهم في حضورها وفي امدادها بالمجندين وتحديدا من تونس، حيث تكشفت المعلومات عن وجود تعاون استخباراتي تركي تونسي في تجنيد المقاتلين للذهاب الى سورياوالعراق، بينما لا يزال البعض يؤكد ان بعضا من قياديي «داعش» مخترق من قبل المخابرات الامريكية، وان ما يجري في العراق هي محاولات ومبررات تبحث عنها الادارة الامريكية للعودة الى العراق، خاصة وأن شركات النفط المتنافسة على النفط العراقي والسوري، قد مدت خيوطها الى «داعش» منذ وقت مبكر.