أثار فيديو لإعدام الصحافي الأمريكي ستيفن سوتلوف الذي نشره تنظيم «داعش» أول أمس الثلاثاء ردًا على ضربات الولاياتالمتحدة موجة تنديد عالمية واسعة. وجاء ذلك بعد 14 يومًا على إعدام الصحافي الأمريكي جيمس فولي، نفذ تنظيم «داعش» تهديداته بقتل الصحافي سوتلوف الذي خطف في أغسطس 2013 في سوريا بحسب شريط فيديو نشره المركز الأمريكي لرصد المواقع على شبكة الإنترنت «سايت». وأكدت الولاياتالمتحدة صحة الفيديو الذي يظهر إعدام الصحافي كما أعلن البيت الأبيض أمس الأربعاء. وقالت كايتلين هايدن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي: «إن الاستخبارات الأمريكية حللت الفيديو الذي بث في الآونة الأخيرة ويظهر المواطن الأمريكي ستيفن سوتلوف وتوصلت إلى تأكيد صحته». وفي الشريط يدين المسلح الملثم الهجمات الأمريكية على «داعش» ويقطع عنق سوتلوف، ثم يعرض رهينة آخرى بريطانيًا عرف باسم ديفيد كوثورن هاينس متوعدًا بقتله. وقال المسلح: «لقد عدت يا أوباما. لقد عدت بسبب سياستك الخارجية المتغطرسة». واعتبر سوتلوف مفقودًا منذ 12 شهرًا بعدما خطف في الرابع من أغسطس 2013 في حلب بشمال سوريا قرب الحدود التركية، وكان يغطي الأحداث في العالم الإسلامي منذ أعوام عدة. وسوتلوف من مواليد ميامي (فلوريدا، جنوب شرق) ويحمل شهادة في الصحافة من جامعة سنترال فلوريدا، وقد عمل لمجلات تايم وكريستشن سيانس مونيتور وفورن بوليسي وأخيرا لمجلة وورلد أفيرز. البيت الأبيض سيواصل النهج وجاء ذلك قبيل مغادرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى أستونيا عشية قمة حلف شمال الأطلسي الخميس في ويلز. وأعلن البيت الأبيض أن أوباما سيجري مشاورات مع دول حلف الأطلسي «لتطوير تحالف دولي يهدف وضع استراتيجية»، وأعلن أنه سيواصل دعم العراق في مواجهته تنظيم «داعش». واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن شريط الفيديو الذي تبنى فيه تنظيم «داعش» قتل الصحافي الأمريكي «يثير الاشمئزاز». بان ساخط لقتل الرهينة كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأربعاء عن «سخطه» لإقدام «داعش» على قطع رأس ستيفن سوتلوف. وقال الأمين العام خلال زيارة إلى نيوزيلندا: «نحن جميعًا ساخطون للمعلومات الواردة من العراق بشأن جرائم رهيبة يرتكبها بحق مدنيين تنظيم «داعش» بما في ذلك الذبح المروع لصحافي آخر». وأضاف «أدين بكل قوة كل الجرائم المشينة من هذا النوع، وأرفض القبول بأن تكون هناك مجموعات كاملة مهددة بالتعرض لجرائم فظيعة بسبب معتقداتها». كما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «أن هذا العمل الهمجي بعد قتل صحافي آخر هو جيمس فولي يجسد الطبيعة الدنيئة لتنظيم «داعش» الذي تبنى قطع رأس الصحافي الأمريكي في شريط فيديو قالت واشنطن أنها لا تزال تتحقق من صحته». ويظهر الفيديو الذي حمل عنوان «رسالة ثانية إلى أمريكا» سوتلوف راكعًا على ركبتيه ومرتديًا قميصًا برتقاليًا وإلى جانبه مسلح ملثم يحمل سكينًا، وفي الشريط يقوم المسلح بقطع عنق سوتلوف منددًا بالضربات الأمريكية على تنظيم «داعش». بريطانيا تعقد اجتماع أزمة من جانبه دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صباح الأربعاء لعقد اجتماع أزمة وزاري فيما يواجه رهينة بريطاني خطر الموت بعد قطع رأس صحافي أمريكي ثاني تبناه تنظيم «داعش». ومن المتوقع أن يتناول اجتماع لجنة كوبرا المكلفة بمواجهة أوضاع طارئة مصير المواطن البريطاني المحتجز رهينة لدى تنظيم «داعش» وعرف باسم ديفيد كوثورن هينز. وقد تبنى مقاتلو تنظيم «داعش» المتطرف أول أمس الثلاثاء إعدام الصحافي الأمريكي الثاني ستيفن سوتلوف بقطع الرأس في فيديو أثار «اشمئزاز» الغربيين. كاميرون يتعهد بحماية البريطانيين وقال كاميرون بخصوص وضع الرهينة البريطاني: «إن لندن تعمل بجد لتوفير أمن المواطنين البريطانيين وسنواصل العمل بكل ما بوسعنا لحماية بلادنا وشعبنا من هؤلاء الإرهابيين المتوحشين». علماء مسلمي أمريكا يشجبون كما شجب زعماء المسلمين الأمريكيين أول أمس الثلاثاء ذبح الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف. وقدم زعماء المسلمين الأمريكيين وممثلين آخرين لجماعات مصالح مسلمة في الولاياتالمتحدة تعازيهم في مؤتمر صحفي في واشنطن لأسرتي سوتلوف وجيمس فولي وهو صحفي أمريكي آخر قتل بالطريقة نفسها وعرض تسجيل لذبحه قبل أسبوعين. وقال سيف إمام المحلل السياسي في مجلس شؤون المسلمين العامة: «أفراد مجتمعنا ينعون موتاهم، أعرف أناسًا بكوا عند سماع خبر فقد أحبائكم. نحن نصلي من أجل أبنائكم وجميع ضحايا (داعش)». وتحت لافتة مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الذي يقول: إنه أكبر منظمة حقوق مدنية للمسلمين في الولاياتالمتحدة قال الزعماء: إن قتل سوتلوف يتناقض تمامًا مع تعاليم الدين الإسلامي وجوهره وأدانوا تنظيم «داعش» لاختطافه. وقال نهاد عواد رئيس المجلس: «سلوكهم منفر أخلاقيًا وقاسيًا. من المروع بالنسبة لنا أن نجد جماعة إرهابية إجرامية تزعم أنها تعمل باسم الإسلام». وقال رافي عدين أحمد رئيس رابطة مسلمي فرجينيا: «الإسلام يؤكد بشدة على طلب المعرفة من المهد إلى اللحد، وهذان الصحفيان كانا يسعيان لنشر المعرفة في العالم كله».