يعد متنزه شيبانة (غرب مدينة سبت العلايا بمحافظة بلقرن) أحد أجمل المتنزهات الطبيعية بمنطقة عسير من حيث الطبيعة الساحرة والمياه الجارية والغطاء النباتي الكثيف رغم ما يعتري هذا المتنزه هذه الأيام من تعدٍ وقصور في الخدمات وعبث بطبيعته الساحرة. منتزه شيبانة تبلغ مساحته الإجمالية نحو 200ألف كيلو متر مربع وتتوافر فيه جميع المقومات السياحية الطبيعية والخدمات من مساجد وطرق وإنارة وأماكن الجلوس والترفيه ودورات مياه. جهود بلدية ولكن! بذلت بلدية بلقرن جهوداً جبارة في هذا المنتزه لجعله وجهة السياح والزوار وعشاق الخضرة والطبيعة ، فقامت بإنشاء منتجعين سياحيين به يقع الأول على قمة جبل عبيد وسط شيبانة ويطل على كامل المنتزه ، وتتوفر به جميع الخدمات التي يحتاج إليها الزوار وخصوصا العوائل كما تم انشاء مطلات في ثلاث جهات شمالاً وجنوباً وغرباً . أما المنتجع الثاني فيقع في وادي شيبانة ويتميز عن المنتجع الأول بوفرة الجلسات الطبيعية ووفرة أشجاره المعمرة من الطلح والعرر والعتم. وفي بداية منتزه شيبانة قامت البلدية بإنشاء استراحة على مساحة تقدر ب 20.000متر مربع وتتميز بموقعها المطل على المدينة من الجهة الغربية ، ووفرت البلدية كل مايرغب المستخدمون لهذه الاستراحة في المناسبات العامة والاحتفالات. كما ربطت البلدية منتزه شيبانة بطريق سياحي يصل مابين مدينة سبت العلاية ومدينة باشوت بطول 11كلم وإنارته ب 177عمود إنارة ، وتمت توسعة الطريق السياحي في هذا المنتزه بتكلفة قدرها مليون ومئة ألف ريال. اغتيال للطبيعة واليوم ومع قرب انتهاء موسم الاصطياف ، تجلت كثير من الحقائق التي أطلت بشكل غير معتاد لتبدأ تنهش في جسم المنتزه . ولعل أخطر تلك الأفعال وأشدها وطأة ما سجلته عدسة ال (الرياض) من قطع للأشجار الخضراء وحرق لجذوع أخرى وبتر للأشجار المعمرة في ظل غياب الرقيب وبالتالي الأمن من العقوبة. ويعود قطع الأشجار من قبل البعض لاستخدامها في إيقاد النار أو للاستفادة منها في تصنيع الأواني الشعبية المنزلية القديمة. كما شهد المنتزه هذا العام خلاف الأعوام السابقة تدنياً في مستوى النظافة حيث تشاهد في بعض اجزائه موجة من النفايات المتراكمة حتى أضحت بعض المواقع الجميلة لا تطاق، إلى ذلك أدى إغلاق المطل الجديد والذي تتوفر به الجلسات العائلية وألعاب الأطفال ودورات المياه وخدمات الحراسة إلى صدمة المصطافين والزائرين خاصة في مثل هذا الوقت من العام ووقوف لجان التنشيط السياحي والبلدية مكتوفي الأيدي أمام إقفاله من قبل المشغل. كما أن الزائر للمنتزه مساءً يتفاجأ بالازدحام الكثيف من قبل مجموعات من الشباب اتخذت مدخل المنتزه مسرحا للإستعراض والتفحيط بشكل شبه يومي. عواقب الإهمال .. الغريب في الأمر أن من يقطع الأشجار يهدف لاستخدامها بعد قطعها في صنع الأواني المنزلية الشعبية القديمة مثل الصحفه وهي صحن خشبي دائري توضع به بعض الوجبات الشعبية القديمة مثل المشغوث ، العيش .. او لصنع وحدات القياس القديمة ك المد .. وهذه ندر استخدامها ، أو تقطع الأشجار لإيقاد النار لغرض طبخ الطعام أثناء التنزه ، ولاشك ان هناك البديل والرخيص والأوفر جهدا وهو الحطب والفحم الجاهز والذي يباع بأطراف المنتزه وبالأسواق الملاصقة ولا تتجاوز العشرين ريالا للحطب. الجميع يتطلع لوقفة صادقة لحماية المتنزه الأكبر والأجمل بالمحافظة لنحمي الطبيعة البكر والحياة الفطرية به من عبث عابث او نزوة متطفل او طمع تاجر.