يوشك خمول الإجازة الصيفية على الانتهاء، ويوشك نشاط العام الدراسي على البدء، ونحن على مشارف مرحلة جديدة مختلفة عن سابقاتها، حيث إنها بقيادة رجل مختلف مهتم جداً بعمله، وهو صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل آل سعود، وكونه وزيراً للتربية، لا شك أن هذا سيجعل المرحلة مميزة بقيادته للمنظومة التعليمية منذ بدء العام الدراسي، وعلى الجميع تنفيذ مرئياته ومعاونته بصدق على الرقي بمستوى التعليم العام في وطن الخير، في تغيير أنفسهم وفيما يقدمونه من أساليب وطرق التدريس، فالمرء كثير بإخوانه، خاصة وقد بلغت سمعة التعليم العام من السوء مبلغا جعل كثيرا من أولياء الأمور ينأون بفلذات أكبادهم إلى التعليم الخاص وأقسامه المكلفة، ولكن الراحة تشترى بالمال، وقد قيل في الأمثال العامة(ضع فلوسك في الشمس واسترح في الظل)، وإليه أكتب قبلاً ثم إليكم: المعلم هو الحب الأول للطفل خارج أسرته، وإن كانت أسرة الطفل قاسية فإن المعلم هو الصرح الملاذ، وهو المهرب، وهو القدوة الحسنة التي يرتمي فيها الطفل، بحثا عن الحنان والراحة، فإن صدمته بقسوتها، فقد ثقته بالعالم كله، وأصيب بخلل في مرئياته لأفراد المجتمع كله. المعلم ذكراً كان أو أنثى، بحاجة لدورات تأهيل ليكون معلماً بمعنى كلمة معلم، وأن يعطي عطاء مساوياً أو يتفوق على ما يحصل عليه من مخصص مالي، مقابل ساعات تعليمه لأجيال المستقبل، الذين سيتسلمون دفة القيادة بعد أجيال ليست بالبعيدة. المعلم هو القدوة الأولى بعد الوالدين، وهو الذي يتبرعم عليه الطفل، ويشتد عوده بين يديه، جسداً وعقلاً، فلابد من الإخلاص في العمل المؤدى له، والتربية قبل التعليم. المعلم له النصيب الأكبر من حب الطلبة في الصفوف الابتدائية، فلا يستغل أحد سذاجتهم وحبهم له فيما لاينفعهم في حاضر ومستقبل أيامهم، ويعقّد عليهم طريق الفلاح، ويسدّ عليهم سبيل النجاح. الوزير صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، هو الرجل الصحيح في المكان الصحيح، وصاحب الذوق الرفيع في كل شيء ، فنحن منذ عرفناه، وكل شيء مسه فكره نما وتحول إلى شجرة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. بقيادته سوف يصبح للتربية والتعليم وجه آخر مبدع غير الذي عهدناه من قبل، وإذ يحدث هذا الإنجاز الفذ فهو لايحدث إلا بقيادة نموذجية، وفكر أكثر طموحاً وأكثر إرادة في الخير تهب جميعها من أجل تلميذ واحد اذا اقتضى الأمر نصراً وتمكيناً. الآمال كثيرة، وحقوق الدارسين على مدرسيهم أكثر ضخامة من حقوق المعلمين على الطلبة، فالمعلم هو الأب، والدارس طفل لايكاد يفقه قولاً، ويرى معلمه هو النموذج الأمثل، وحتى معرفة الطفل لخالقه تأتي من خلال معلمه ومربي فصله، فيأيها المربي الفاضل كن على مستوى الآمال المعلقة عليك، ونأمل لك التوفيق. أعينوا وزيركم على الرقي بالتعليم العام، وجعله تعليماً جيداً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى لها في القواميس ونفذوه بلا تذمر. أيها المعلم، اجعل نهاية الدوام والخروج من المدرسة هو ختام اليوم الدراسي بالنسبة للدارسين، ولا تجعلوا اليوم كله دراسة، يملها الطفل ولا يكاد يطيقها لثقل ما وضعتم عليه من واجبات تستهلك يومه كله بحل الواجبات. أيها المعلم ابتسم وأشعر التلاميذ الصغار بالأمن لعل الله أن يؤمن خوفك يوم القيامة. أيها المعلم كن مصدر أمن لا مصدر خوف فليس الخوف هو كما يظن البعض أنه شخصية قوية فالقوة والعزة لله جميعا. وختاما تحية مباركة لكافة منسوبي وزارة التربية والتعليم وفي مقدمتهم قائد الأوركسترا المجيد الأمير خالد الفيصل، ولكل ما تمسه يداه من إبداع، ولكل من يضع لبنة بناء قوية في صرح الوطن الذي هو كبير وقوي بأبنائه، وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية مباركة.