تسعى قطر التي قالت انها تمكنت بعد "جهود حثيثة" من الحصول على الافراج عن صحافي اميركي كان مختطفا في سوريا، الى تلميع صورتها واثبات تعاونها في مكافحة المجموعات المسلحة المتطرفة التي تتهم في بعض الاحيان بدعمها، بحسب محللين. وفي بيان رسمي، اكدت وزارة الخارجية القطرية ان "جهود دولة قطر نجحت في اطلاق سراح الصحافي الأميركي بيتر ثيو كورتيس الذي تم اختطافه في سوريا منذ عام 2012". وكان كورتيس مخطوفا لدى جبهة النصرة منذ 22 شهرا، وقد اكدت قطر انها تحركت "من منطلق انساني" و"حرصا على حياة الأفراد وحقهم في الحرية والكرامة". وبحسب والدة الرهينة السابق، فان "ممثلين عن الحكومة القطرية اكدوا (لها) مرارا انهم يقومون بوساطة للافراج عن ثيو من منطلق انساني ومن دون دفع اموال". وافادت وكالة الانباء القطرية الاثنين ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اتصل بنظيره القطري خالد العطية وشكره على "جهود قطر" في سبيل تأمين الافراج عن الصحافي الفرنسي. ومنذ بث شريط مصور قبل ستة ايام اظهر اعدام الرهينة الاميركي جيمس فولي، هو صحافي ايضا، على يد تنظيم "داعش" ردا على الضربات الاميركي في العراق، ضاعفت قطر الخطوات والتصريحات للتأكيد على رفضها للتطرف. وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية في بيان وزع السبت ان "قطر لا تدعم المجموعات المتطرفة التي من بينها تنظيم "داعش" باي شكل من الاشكال". واضاف العطية "ان اراء وطموحات والاساليب العنيفة لهذه المجموعات تصدمنا" معتبرا انه "يجب بشكل قاطع وقف الاموال التي تصل الى هذه المجموعات في المنطقة". ومنذ بروز قطر على الساحة العالمية في نهاية التسعينات، تعرض هذا البلد الغازي الغني والحليف للولايات المتحدة بشكل متكرر لاتهامات بدعم الحركات المتمردة في العالم العربي، خصوصا في الفترة الاخيرة في سوريا. وفي مقابلة نشرت الاربعاء غداة نشر شريط اعدام الصحافي الاميركي جيمس فولي، وجه الوزير الالماني غيرد مولر بشكل مباشر اتهاما لقطر بتمويل تنظيم "داعش". وفي حديث بثته قناة التلفزيون العامة زد.دي.اف الاربعاء اعتبر مولر، وهو وزير المساعدة الانمائية وينتمي الى حزب المستشارة انغيلا ميركل المحافظ، ان وضعا مثل الوضع الحالي في العراق "له دائما سبب تاريخي" وتساءل "من يمول هذه القوات؟" مضيفا "اعتقد انها قطر". واعربت برلين الجمعة للدوحة عن اسفها عما يمكن ان تكون شعرت به من اهانة بعد تصريحات مولر. وعلى الصعيد الدبلوماسي، كان نشاط امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بارزا الاسبوع الماضي اذ استضاف اجتماعا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي يعيش في الدوحة، وذلك في محاولة للوصول الى حل للازمة مع اسرائيل في قطاع غزة. والاحد، وبالرغم من العلاقات المتردية بين قطر من جهة، والسعودية والامارات ومصر من جهة اخرى، شارك خالد العطية في اجتماع في جدة مع نظرائه السعودي والمصري والاماراتي وممثل عن الاردن للبحث في الملف السوري وفي مشكلة التطرف في الاقليم. وقال بيان صدر عن الاجتماع ان المشاركين بحثوا "نمو الفكر الإرهابي المتطرف والاضطرابات التي تشهدها بعض الدول العربية وانعكاساتها الخطيرة على دول المنطقة وتهديدها للأمن والسلم الدوليين". كما ذكر البيان ان الاجتماع اتسم بالتطابق في وجهات النظر". وبحسب خبراء، فإن قطر لا تملك اليوم الا خيار اتباع الاميركيين والسعوديين في الجهود التي تبذل في مواجهة تقدم المتطرفين. واعتبر المحلل الاماراتي عبدالخالق عبدالله ان تنظيم "داعش"، "يشكل خطرا على الجميع بما في ذلك على دول الخليج ومن بينها قطر". واضاف عبدالله في هذا السياق ان المسؤولين القطريين "لا يريدون ان يديروا ظهرهم للجميع" وعليهم الآن ان "يفعلوا كل ما بوسعهم للتعاون والتنسيق مع الرياض". وكان سماحة مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ اعتبر الاسبوع الماضي ان افعال تنظيم القاعدة وتنظيم "داعش" هي "العدو الاول" للاسلام.