قال الجيش الأوكراني الاثنين: إن قوات روسية متنكرة بزي المقاتلين الانفصاليين الأوكرانيين عبرت الحدود بين البلدين إلى جنوب غرب أوكرانيا، ومعها عشر دبابات وناقلتا جند مدرعتان بهدف فتح جبهة قتال جديدة في الحرب مع الحكومة المركزية في كييف. وفي وقت سابق امس ذكر بيان عسكري منفصل أن قوات حرس الحدود الأوكراني أوقفت تقدم طابور مدرع قرب بلدة نوفوازوفسك التي تقع في ابعد نقطة في جنوب غرب أوكرانيا على بحر آزوف. في حين قال سكان محليون في مقابلات معهم عبر الهاتف: إنهم شاهدوا دبابات ومركبات مدرعة تتحرك على مقربة من البلدة. وقال المتحدث أندريه ليسينكو للصحفيين: "هذا الصباح كانت هناك محاولة من جانب الجيش الروسي تحت ستار مقاتلي دونباس لفتح منطقة جديدة من المواجهة العسكرية في منطقة دونيتسك الجنوبية". ويطلق السكان المحليون اسم دونباس على المنطقة الصناعية الشرقية التي تشهد قتالا مستمرا منذ خمسة أشهر. وتركز القتال حتى الساعة حول مدينتي دونيتسك ولوجانسك في شمال شرق أوكرانيا. واتهمت أوكرانياموسكو بقصف مستمر عبر الحدود لمواقع القوات الحكومية لتعويم المقاتلين الانفصاليين الذين تحكم القوات الحكومية الحصار عليهم باضطراد. كما اتهمت كييف موسكو بالتوغل عسكريا عبر الحدود لتنفيذ عمليات داخل الأراضي الأوكرانية دعما للانفصاليين، في حين تنفي موسكو هذه الاتهامات. ومن المؤكد أن تفسد الاتهامات الأخيرة لروسيا بتنفيذ توغل عسكري سافر داخل الأراضي الأوكرانية الأجواء بين البلدين قبيل محادثات المزمعة يوم اليوم الثلاثاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الاوكراني بيترو بوروشينكو. ومن المتوقع ان تشمل المحادثات في مينسك عاصمة روسيا البيضاء كبار المسؤولين في الاتحاد الاوروبي، وهي ستشكل اول لقاء مباشر بين الزعيمين الروسي والأوكراني منذ يونيو الماضي. ولكن يبدو أن فرص تحقيق انفراجة في الأزمة تبدو ضعيفة مع القاء الجانب الروسي باللوم في تدهور الوضع على العملية العسكرية الأوكرانية، في مقابل رفض أوكرانيا ضبط النفس إلى أن توقف روسيا دعمها للانفصاليين. ويبدو أن التوجه العسكري الجديد سواء للانفصاليين وحدهم أو بمساعدة الجنود الروس هو فتح جبهة قتال جديدة تهدف إلى احتلال ماريوبول، وهي مدينة ساحلية رئيسية على بحر آزوف تسيطر عليها القوات الحكومية. وأضاف ليسينكو: إن الطريق السريع الرئيسي الذي يربط نوفوازوفسك بماريوبول - التي تقع على بعد 30 كيلو مترا غربي الشريط الساحلي - لا تزال تحت سيطرة القوات الحكومية. وقال: "لم يحتلوا نوفوازوفسك. لا يزال الطريق السريع تحت سيطرة قوات عملية مكافحة الارهاب. لدينا ما يكفي من الموارد في ماريوبول نفسها لردع أي هجمات". وقال قائد وحدة من الحرس الوطني الاوكراني في منطقة على مقربة من نوفوازوفسك حيث يقال إن القتال دائر هناك لرويترز عبر الهاتف: "لقد اندلعت معركة هناك". وأنهى المكالمة قائلا: إنه لا يستطيع الكلام. وكتب سيمن سيمنشنكو وهو قائد ميليشيا آزوف الموالية للحكومة على صفحته على موقع فيسبوك: إن نحو 50 مدرعة عبرت الحدود من روسيا. وأشار إلى ان 40 منها تحاول التحرك باتجاه ماريوبول، في حين تتوجه البقية شمالا صوب امفروسييفكا. وقال سيمنشنكو: "إن اجتياح المحتلين الروس جار الآن". وأضاف: إن القوات المهاجمة حتى الآن "محددة الموقع ويمكن تحييدها بسهولة"، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يندلع القتال حول ماريوبول نفسها. وأشار إلى أن تحرك الرتل العسكري صوب نوفوازوفسك رافقه قصف مدفعي عبر الحدود. وقالت لودميلا وهي إحدى سكان نوفوازوفسك: إن "كل شيء بدأ عند الساعة الثامنة صباحا اذ ظهرت الدبابات.. على الأقل سبعة منها وصواريخ جراد والمدرعات". وقالت: إن عددا من الدبابات كانت تحمل اعلاما عليها شعار مجموعة انفصالية تطلق على نفسها اسم جيش التحرير الأرثوذوكسي. وأضافت: إن قوات الانفصاليين احتلت بلدة ماركين التي تبعد سبعة كيلو مترات عن نوفوازوفسك وانهم يطلقون النار على البلدة. وقالت: "لقد شلت الحركة في نوفوازوفسك. يختبئ الناس من القصف. لقد سمعنا شائعات عن حصول اجتياح قبل يومين فقط وقد انزلوا العلم الأوكراني عن مباني المجلس البلدي للمدينة". وعلق وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لدى سؤاله في مؤتمر صحفي في موسكو عن الأنباء الواردة عن حدوث توغل عبر الحدود روسيا إلى منطقة في أوكرانيا بالقرب من مركين بالقول: "لم اسمع عن هذا الأمر، لكن هناك الكثير من المعلومات الخاطئة التي تقال عن توغلاتنا". وقال الجيش الأوكراني يوم الأحد: إن العدد الاجمالي لقتلاه بلغ 722 على الرغم من أن ليسينكو قال في تصريحه: إن أربعة جنود إضافيين قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.