أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، رغبة بلاده في إرسال قافلة مساعدات إنسانية ثانية إلى شرق أوكرانيا، ما يشكل نقطة خلاف جديدة ترافقت مع إعلان كييف أن قواتها اشتبكت مع رتل مدرعات للانفصاليين عبر حدود أوكرانيا ل «فتح جبهة قتال جديدة في الجنوب»، بعدما تركز القتال في الأسابيع الأخيرة حول مدينتي دونيتسك ولوغانسك (شمال شرق). وقال لافروف الذي أدخلت بلاده الجمعة الماضي 230 شاحنة مساعدات من دون نيل إذن رسمي من سلطات كييف، ما أثار استياء الأخيرة التي نددت ب «اجتياح مباشر» لأراضيها رغم عودة القافلة بسرعة إلى روسيا: «الوضع الإنساني لا يتحسن بل يتدهور، لذا أرسلنا مذكرة رسمية إلى وزارة الخارجية الأوكرانية من أجل التوصل إلى اتفاق على شروط إيصال قافلة ثانية عبر الطريق ذاته في الأيام المقبلة». لكن كييف اتهمت موسكو بمحاولة فتح جبهة قتال ثانية ضد قواتها، وبإرسال جنود روس متنكرين في زي الانفصاليين عبر مدرعات إلى أراضيها. وقال الناطق العسكري الأوكراني ليونيد ماتيوخين: «أوقف حرس الحدود رتلاً من 50 دبابة ومدرعة خرق الحدود الأوكرانية» في بلدة نوفوازوفسك القريبة من مدينة ماريوبول، والمعركة مستمرة». وكتب سيمن سيمنشنكو، قائد ميليشيا «آزوف» الموالية للحكومة على «فايسبوك»: «تحرك الرتل العسكري صوب نوفوازوفسك تحت غطاء قصف مدفعي عبر الحدود، ورفع عدد منها أعلاماً عليها شعار مجموعة «جيش التحرير الأرثوذوكسي» الانفصالية. وأضاف: «احتلت قوات الانفصاليين بلدة ماركين التي تبعد 7 كيلومترات عن نوفوازوفسك، وأطلقوا النار على البلدة، فيما لا يزالون بعيدين من مدينة ماريوبول الساحلية على بحر أزوف» التي تبعد 50 كيلومتراً عن حدود روسيا ونحو 110 كيلومترات عن دونيتسك. وكان سكان ماريوبول شاركوا في استفتاء نظمه الانفصاليون في 11 أيار (مايو) للانفصال عن كييف، لكن المدينة سقطت في أيدي القوات الحكومية. ورد لافروف بأنه لم يسمع هذه الأنباء، مشيراً إلى تداول معلومات مضللة أكثر من اللازم عن اجتياحنا أراضي أوكرانية، كما حصل الأسبوع الماضي، وقال: «لا شك في أن بعض الصحف الأجنبية ستنشر هذه الأنباء غداً». أسرى الحرب إلى ذلك، زاد عرض الانفصاليين الموالين لروسيا لعشرات من أسرى الحرب الأوكرانيين أمام الأهالي في دونيتسك التوتر. ولكن لافروف اعتبر ما حصل «ليس مهيناً، ولا يظهر معاملة سيئة لأسرى حرب». كما اتهم الدول الغربية وأوكرانيا ب «فقدان الاهتمام» بالتحقيق في سقوط الطائرة الماليزية في دونيتسك منتصف الشهر الماضي، ما أدى إلى مقتل 298 شخصاً، ودان غياب الشفافية عبر عدم نشر تسجيلات الصندوقين الأسودين. وأمس، تواصلت المعارك العنيفة جنوب دونيتسك، حيث سمع دوي انفجارات وتصاعد الدخان من بلدات عدة. وشرح انفصاليون أن دوي الانفجارات الآتي من جنوب دونيتسك ناتج عن إطلاقهم النار على منطقة أولينيفكا التي استعادتها القوات الحكومية الأسبوع الماضي. وكان قيادي انفصالي أعلن أن المتمردين شنوا هجوماً مضاداً في جنوب دونيتسك، وتحدث عن مصادرة دبابات ومدافع.