أكد المفتي العام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ أن أفكار التطرُّف والتشدُّد والإرهاب الذي يفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل ليس من الإسلام في شيء، بل هو عدو الإسلام الأول، والمسلمون هم أول ضحاياه، كما هو مشاهد في جرائم ما يُسمّى ب«داعش» و«القاعدة» وما تفرع عنهما من جماعات. وقال في بيان له نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس): هذه الجماعات الخارجية لا تُحسب على الإسلام، ولا على أهله المتمسكين بهديه، بل هي امتدادٌ للخوارج الذين هم أول فرقة مرقت من الدين بسبب تكفيرها المسلمين بالذنوب، فاستحلت دماءهم وأموالهم، وعلينا في المملكة العربية السعودية -وقد أنعم الله علينا باجتماع الكلمة ووحدة الصف حول قيادتنا- أن نحافظ على هذا الكيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضًا، وألا نجعل من أسباب الشقاق والخلاف خارج الحدود أسبابًا للخلاف فيما بيننا، فكلنا ولله الحمد في السعودية موحدون ومسلمون. وأضاف: لا شك أن أكثر الأفكار خطرًا أفكارٌ تسوق باسم الأديان، ذلك أنها تكسبها قداسة تُسترخص في سبيلها الأرواح، وحينئذٍ ينتقل الناس -والعياذ بالله- من التفرق الذي يعصم منه الدين إلى التفرق في الدين نفسه، وهذا الذي حذّرنا الله -عزّ وجلّ- منه في قوله: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) الأنعام: 159، فإنه -تعالى- في هذه الآية يحذر المسلمين من أن يكونوا في دينهم كما كان المشركون في دينهم، وتفريق دين الإسلام هو تفريق أصوله بعد اجتماعها، وهو كلّ تفريق يفضي بأصحابه إلى تكفير بعضهم بعضًا، ومقاتلة بعضهم بعضًا في الدين، وليس في الإسلام جناية أعظم عند الله -تعالى- بعد الكفر من تفريق الجماعة التي بها تأتلف القلوب وتجتمع الكلمة. ودعا آل الشيخ إلى توحيد الجهود التربوية والتعليمية والدعوية والتنموية وتنسيقها لتعزيز فكر الوسطية والاعتدال النابع من شريعتنا الإسلامية الغراء بصياغة خطة كاملة ذات أهداف واضحة مدعمة بخطة تنفيذية تحقق تلك الأهداف المنشودة واقعًا ملموسًا. وقال: هذا وإن العالم اليوم وهو يضطرب من حولنا، علينا في المملكة العربية السعودية، وقد أنعم الله علينا باجتماع الكلمة ووحدة الصف حول قيادتنا المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد -حفظهم الله- علينا أن نحافظ على هذا الكيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضًا، وألا نجعل من أسباب الشقاق والخلاف خارج الحدود أسبابًا للخلاف فيما بيننا، فكلنا ولله الحمد في المملكة العربية السعودية موحدون ومسلمون، نحافظ على الجماعة، ونلتزم الطاعة في المعروف، ونحمل أمانة العلم والفكر والرأي والقلم، ويوالي بعضنا بعضًا ولاءً عامًا، ويعذر بعضنا بعضًا فيما أخطأنا فيه، سواء في ذلك العلماء والأساتذة والكتاب والمثقفون وسائر المواطنين، ندير حواراتنا حول ما يهمنا من قضايا الدين والوطن بأسلوب الحوار الراقي الذي لا يُخوَّن ولا يَتَّهم، فكلنا في هذا الوطن سواء، لنا حقوق وعلينا واجبات. وختم المفتي بيانه سائلًا الله -تعالى- أن يديم علينا نعمه ظاهرةً وباطنةً، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوءٍ، وأن يقيَنا وإياهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يصلح أحوال المسلمين. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.