التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها مثل جوجل جلاس (نظارة جوجل)، التي تسمح لك بالتقاط الصور بغمزة، أو الفيتبيت، الذي يتعقب خطواتك، كانت حتى الآن في معظمها موجهة نحو المستهلكين الذين يبحثون عن ألعاب جديدة. قريباً، بإمكان نفس التكنولوجيا مساعدة أصحاب العمل على تعقّب إنتاجية العامل وتحسينها. تقول شركة البرمجيات لإدارة مكان العمل، كرونوس Kronos: إنها تقوم بتوسيع عروض برامجها للعمل مع الأدوات التي يمكن ارتداؤها، والتي تملك قدرات تعقب واتصال لشركات التصنيع والتجزئة. حيث يتوقعون أن تقوم الشركات بطرح البرامج الجديدة هذا العام. ويقول بيل بارتو، نائب رئيس الشركة لإدارة الإنتاج العالمي: إن الأجهزة يمكن أن يكون لها فوائد كبيرة للإنتاجية والسلامة. وعلى سبيل المثال، بإمكان العاملين في مجال التمريض ارتداء جهاز استشعار على ملابسهم يقوم بالكشف على معدل دقات القلب، ويساعدهم على محاربة التعب في مناوبات العمل الطويلة. ويقول بارتو: إن شركات التصنيع، التي غالباً ما تحظر استخدام الهواتف الخلوية أثناء العمل، بإمكانها ربط ساعات ذكية تعمل بنظام تحديد المواقع على الموظفين لاستعجالهم في حال استغرقت استراحات التدخين مدة طويلة. و»بإمكان المدير معرفة مواقعهم والاتصال معهم من خلال ذلك الجهاز عن طريق تنبيه أو إخطار يقول: «نحن بحاجتك على الفور»». هل هذا أمر مزعج ومثير للخوف؟ من السهل رؤية كيف يمكن أن يصبح هذا بسرعة أمراً مزعجاً بالنسبة للعاملين، أو بكل بساطة نوعاً من التطفل. 66 في المائة من جيل الألفية قالوا: إنهم على استعداد لاستخدام التكنولوجيا التي يمكن ارتداؤها إذا أتاحت لهم القيام بعملهم بشكل أفضل، في حين أن 58 في المائة من إجمالي العاملين كانوا على استعداد أيضاً لذلك، وذلك وفقاً لاستبيان أجرته شركة كورنرستون أون ديماند العام الماضي. وذلك لا يزال يترك الكثير من الأشخاص الذين يشعرون بعدم الراحة من فكرة إعطاء أصحاب العمل إشعارا عن كل تحركاتهم. ويقول إيثان بيرنشتاين، الأستاذ المساعد في أساليب القيادة في كلية هارفارد لإدارة الأعمال: إن تلك المقاومة يمكن أن تؤذي الإنتاجية. ولقد قام بدارسة «مفارقة الشفافية»، التي تقول إن الإنتاجية والتجريب في مكان العمل يمكن أن تصبح أبطأ إذا كان الموظفون يعرفون بأن المدراء يراقبونهم. حيث يقول: «سيكون من الصعب جداً معرفة إذا كانت هذه الأجهزة تقوم بالفعل بتحسين الإنتاجية أو ما إذا كانوا، لأن الأشخاص يتغيرون عندما يتم مراقبتهم، يقومون بإنتاج نتيجة مختلفة عن التي يقصدها [أصحاب العمل]». وتقول أريانا ليفينسون، الأستاذة المساعدة في القانون في جامعة لويفيل التي قامت بدراسة تكنولوجيا وخصوصية مكان العمل: إن المخاوف المتعلقة بالخصوصية تكثُر أيضاً - لا سيما إذا قام أصحاب العمل بتعقب ما يفعله الموظفون خارج المكتب أو عند تبادل رسائل شخصية، حيث تقول: «إن المخاوف الموجودة لدى الأشخاص من منظور الخصوصية هي الآن: أنه يتم مراقبتك في كل وقت». وهناك سابقة قانونية تُشير إلى أن العاملين قد لا يكونون محميين حتى عندما يكونون في المنزل، كما في قضية «أونتاريو ضد كون»، حيث حكمت المحكمة العُليا عام 2010 أن أي مسؤول في حكومة المدينة يُسمح له دستورياً بالبحث في الرسائل الشخصية على جهاز اتصال الموظف الخاص بالعمل. وتقول ليفينسون: إن قوانين خصوصية مكان العمل لم تواكب التكنولوجيات الناشئة، وان الإدّعاءات القانونية التي تهاجم استخدام أصحاب العمل لأجهزة «متطفلة» من المحتمل أن تفشل. ورغم ذلك، تُضيف: إنه قد يكون هناك بعض الموارد: قام العاملون في اتحاد خدمة الطرود المتحدة (UPS) بعقد صفقة تقول إن الشركة لا يمكنها طرد العاملين على أساس معلومات تم استخلاصها من أجهزة تحديد المواقع الموجودة في شاحنات التوصيل. والمنظمات تحاول العمل على مكامن الخلل. الرئيس التنفيذي في الخطوط الجوية فيرجين أتلانتيك، كريج كريجر، قال في شهر حزيران (يونيو): إن بعض الموظفين في الخطوط الجوية الذين يقومون بالحجز لركاب درجة رجال الأعمال سوف يستخدمون جوجل جلاس هذا العام حتى يتمكنوا من التحقق بسهولة أكثر من رحلات الطيران وتحديثات الطقس. وعندما تم اختبار الجهاز هذا الربيع، واجه الموظفون بعض العقبات، مثل عمر البطارية القصير والاتصال المتقطع بالإنترنت. كما بدأ أساتذة كلية الطب أيضاً باستخدام جوجل جلاس لبث عمليات جراحية مباشرة للطلاب. وكشفت شركة الحوسبة السحابية سيلزفورس.كوم - وهي بائع محتمل للشركات التي تحتاج إلى تخزين البيانات التي قامت بجمعها عن العاملين - عن منصة مفتوحة المصدر في شهر حزيران (يونيو) من أجل المطوّرين، وذلك لابتكار تطبيقات أفضل للأدوات التي يمكن ارتداؤها. دانيال ديبو، نائب الرئيس الأول للتكنولوجيا الناشئة في سليزفورس.كوم، يقول: إن الأدوات التي يمكن ارتداؤها تساعد على القضاء على أوجه القصور التي بالكاد نلاحظها، مثل الوقت الذي نقضيه في إخراج هواتفنا الذكية من جيوبنا أو التحقق من رسائل البريد الإلكتروني. فمن الأسرع الضغط على زر في الساعة الذكية. ويقول ديبو: إن الشركات عليها «تطبيق حرية التصرف الإدارية والسيطرة على الموظفين الذين يستخدمون هذه الأدوات» بعناية، لكنه يعتقد أن العاملين سيحبون توفير الوقت. «الناس عموماً يقدرون القيمة عندما يكون لديهم القدرة ليصبحوا أكثر إنتاجية».