أعادت كرة القدم الخليجية إلى الاذهان تاريخا رياضيا مجيدا عندما اسند الى السعودية تنظيم كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها الثانية والعشرين، بعد مرور قرابة نصف قرن على بداية انطلاق هذه التظاهرة العربية الخليجية التي تعد عرسا رياضيا خليجيا ظل صامدا نحو ستة واربعين عاما، تحديدا منذ عام 1968م، رغم ما شهدت من تعثرات ومنغصات لم تؤثر على اقامتها كثيرا، وتدين الدورة بالفضل لصاحب فكرتها صاحب السمو الامير خالد الفيصل، وتقف السعودية اليوم على مشارف الاستضافة الرابعة لهذا العرس الخليجي، إذ نظمت كأس الخليج للمرة الاولى في العام 1972م وتحديدا في النسخة الثانية التي حلت فيها السعودية وصيفا للبطل الكويت، ثم اعادت الكرة في العام 1988م باستضافة النسخة التاسعة التي حقق لقبها المنتخب العراقي الشقيق، وحلت الامارات وصيفا لها، أما النسخة الثالثة التي شهدت السعودية تنظيمها فكانت في العام 2002م والتي حققت لقبها وحل منتخب الامارات وصيفا، ليسند إلى السعودية وللمرة الرابعة في تاريخ الدورة تنظيم البطولة في مدينة الرياض هذا العام 2014، في ظل تطور الكرة الخليجية وبزوغ نجمها قاريا حتى وصلت إلى العالمية، فمنتخبات السعودية والكويتوالامارات والعراق اربعة منتخبات من اصل سبعة تأهلت لنهائيات كأس العالم، وهذا تطور مرده كأس الخليج، كما فرضت منتخبات الكويت والسعودية والعراق تواجدها على خارطة القارة الآسيوية بتحقيق بطولة كأس أمم آسيا، وحقق منتخب المملكة العربية السعودية لقب دورة الخليج لثلاثة مرات اعوام 1994، 2002، 2003، في حين حققت الكويت اللقب لعشرة مرات اعوام 1970م ،1972،1974،1976،1982،1986،1990،1996 ،1998 ،2010 ، بينما حقق المنتخب العراقي اللقب ثلاث مرات في الاعوام 1979،1984،1988، اما المنتخب الاماراتي فسجل نفسه بطلا لنسختين في الاعوام 2007، 2013، في حين حقق القطريون اللقب لنسختين في الاعوام 1992، 2004، وجاء منتخب عمان المتطور بطلا في النسخة الثانية والعشرين والتي كانت في ضيافتهم في مسقط عام 2009، بينما لم يحقق المنتخب البحريني لقب الخليج في تاريخه، رغم انه تطورا كثيرا واقترب من اللقب في النسخة الماضية التي كانت في ضيافتهم، ويشاركه في ذلك الحدث مشاركة منتخب اليمن اذ بدأت مشاركته ضمن منتخبات الخليج بداية من البطولة السادسة عشرة والتي اقيمت في الكويت عام 2004.