تنتشر في أرجاء حي ضاحية الملك فهد بالدمام مستنقعات من مياه الامطار التي تحولت إلى بؤر تلوث "عائمة" تستقر في باطنها الأمراض والحشرات، ولا تزال المستنقعات تهدد السكان رغم تعدد مطالبات سكان الحي بمعالجة المشكلة قبل أن تتفاقم وتتحول لكارثة بيئية. وكشف عدد من سكان الحي ل«اليوم» عن تجاهل أمانة الشرقية لمطالبهم بالقضاء على المستنقعات من خلال سحب المياه أو ردمها، وعبر إبراهيم الزهراني وهو أحد سكان حي ضاحية الملك فهد بالدمام عن معاناته اليومية مع الحشرات والروائح الكريهة التي لم تفارق الحي منذ هطول الأمطار حتى الان، ويقول: نعاني من ظهور المستنقعات في الحي، والتي سببت لنا الكثير من الأذى والروائح الكريهة التي تنبعث منها، إضافة لكثرة الحشرات مثل الذباب والبعوض، لدرجة أننا أصبحنا نخجل من ضيوفنا ونضطر للاعتذار عن استقبالهم بسبب انتشار الذباب الناتج عن المستنقعات. ويضيف: أصبح من المؤسف النظر لمثل هذه الأحياء "الكاملة والمأهولة" وقد احاطت بكل عمارة مستنقعات من الامام والخلف، وأضاف: إن أطفاله اصيبوا بطفح جلدي وانتقلت العدوى بينهم بسبب قيامهم بفتح نافذة غرفتهم قبل النوم، وأبدى "الزهراني" استغرابه من موقف الأمانة متسائلا: لماذا لا نقتلع المرض من جذوره، ولماذا نردم الجمر بالتراب، بينما نستطيع إطفاءه بالماء؟، ولماذا حلولنا دائما ثانوية؟، وطالب البلدية والقائمين عليها أن يضعوا لهذا الوباء العائم حَدا والنظر بعين الاعتبار لهذه المستنقعات المستفحلة والمعاناة المستمرة. روائح نتنة وقاذورات متراكمة ومستنقعات في كل مكان، هكذا وصف ناصر القحطاني حي ضاحية الملك فهد بالدمام والذي يراه خارج منظومة اهتمامات أمانة الشرقية، وقال: لقد خاطبنا بلدية غرب الدماممرات عديدة ونقلنا للمسؤولين معاناتنا مع الكثير من المخالفات الواقعة بالحي، ولكن دون جدوى، وتقدم أهالي الحي بخطاب أوضحوا فيه آثار مياه الأمطار التي شكلت بحيرات في كل مكان بالحي، وباءت جميع المراجعات بالفشل، وما زال البعوض منتشراً في كل منزل، والروائح الكريهة تجوب الشوارع، والحشرات أصبحت شريكة في المساكن، بسبب ندرة عمليات الرش فلا نراها إلا نادرا، وأضاف القحطاني: إن الحي الثاني في ضاحية الملك فهد بالدمام في دائرة الخطر، لما تحمله تلك المياه الراكدة من يرقات الباعوض الحاملة لمرض الملاريا والقواقع الناقلة للبلهارسيا، وتوالد باعوض الأنوفيلس في أرجاء الحي، إضافة للفئران والزواحف بشكل كبير في أحدث أحياء الدمام، وعلق عبدالله الزهيري على منظر مخلفات المباني الملقاة على ضفاف المستنقعات قائلاً: إن حال أحدث أحياء مدينة الدمام عبارة عن مخلفات تعيش فيها الجرذان وأسراب البعوض. ومن ناحيته، أكد مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان -تعليقا على شكاوى أهالي الحي- أن الخدمات البلدية تتضمن فرقاً لرش المبيدات بصفة دورية وتوقيع المخالفات على من يقوم برمي المخلفات، وعمل جولات رقابية للإنشات والوقاية الصحية، علما أن البلدية رفعت مشاريع وتم إدراجها بمشاريع الأمانة، وجار العمل على إعداد الدراسات استعدادا لطرحها، وتشمل دراسة لمشروع تصريف مياه الامطار "تخفيض منسوب مياه الأمطار"، إضافة لمشروع آخر لتمديد شبكات للصرف الصحي وهو من اختصاص مديرية المياه.