واصلت عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، تخريبها المتعمد باستهداف منشآت خدمية، في مناطق متفرقة من مصر. وبينما أعلن صباحاً عن انفجار قنبلة بمحطة كهرباء بمنطقة العباسية الشهيرة، وكذا العثور على عبوة هيكلية أخرى ببرج كهرباء آخر بميدان العباسية، تمكن ضباط المفرقعات بقسم الحماية المدنية بالعاشر من رمضان من إحباط مفعول عبوة ناسفة بدائية الصنع وضعت بالقرب من كمين للشرطة بمدخل المدينة بطريق بلبيس العاشر. وتم فرض كردون امنى حول المنطقة ومنع مرور السيارات وتفكيكها وتمشيط المنطقة. كما أشعل مجهولون النيران في إطارات وضعوها على شريط السكة الحديد أمام إحدى القري في محافظة بني سويف، ما أدى لتعطل حركة قطارات الوجه القبلي في الاتجاهين، وتوقف ثمانية قطارات لأكثر من ساعتين. وفي خبر لاحق، أحبطت أجهزة الأمن بالجيزة محاولة تفجير، شريط السكك الحديدية بمنطقة العياط، وتفكيك أربع عبوات ناسفة، زرعت أسفل القضبان. بالسياق، تفاعلت في القاهرة، أصداء فيديو، بثته مواقع التواصل الاجتماعي، الليلة قبل الماضية، يظهر ملثمين، بملابس عسكرية، وهم يتوعدون الداخلية المصرية، فيما عرف إعلامياً ب«كتائب حلوان». وبينما حاول المشاركون في الفيديو نفي صفة أنهم أعضاء تابعين لجماعة الإخوان، إلا أن عباراتهم وتهديداتهم باتت متسقة تماماً مع تهديدات الجماعة، ووعيدها باستهداف عناصر الجيش والشرطة. ومن جهته، تحفظ مساعد الوزير للإعلام، اللواء عبدالفتاح عثمان، على إعطاء أي معلومات تفصيلية، داعياً للانتظار حتى اكتمال الصورة، إلا أن مصدراً أمنياً رفيعاً، حدد مكان تصوير الفيديو المسرب، بأنه في منطقة «عزبة عرب الوالدة» بحلوان، مشيراً إلى أن عدد المشاركين في الفيديو 12 فرداً، تم تحديد أسمائهم، والتوصل إلى أماكن إقامتهم. وأضاف إن هؤلاء مجموعة من شباب الإخوان، الذين شاركوا في اعتصام رابعة، وتأمين مكتب «الإرشاد» وكذا الاعتداء على المتظاهرين، وتربطهم علاقة قوية مع خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان، وأحمد المغير، أحد كوادر التنظيم الشبابية، الهارب خارج مصر. وتعقيباً على بيان نشره السبت القيادي التكفيري، ياسر السري، المقيم بالخارج، وتناول فيه خطة المتظاهرين لمواجهة الجيش والشرطة، تتضمن شل حركة المرور على الطرق العمومية والكباري خصوصاً 6 أكتوبر وكوبري المطار، والطريق الدائري، عن طريق سكب زيت السيارات على الأسفلت وإشعاله، اعتبر نائب رئيس جهاز الأمن الوطني السابق، اللواء عبدالحميد خيرت، كل هذه الخطط من قبيل الإفلاس السياسي، بعد انتحار الجماعة سياسياً، وانكشاف خداعها في الشارع المصري. وأوضح خيرت -في اتصال هاتفي مع (اليوم) أمس- أن مرور ما تعتبره الجماعة ذكرى فض رابعة، بهذا الشكل الضعيف، كشف أن ما تدعيه جماعة الإخوان من قوة ليس إلا تضليلاً يخفي انهياراً حقيقياً للتنظيم في مصر، وأضاف إنه رغم أن التوقعات كانت ترجح عنفاً كبيراً، لكن ما رأيناه بالشارع المصري، عبر بصدق عن تهاوي الجماعة وحلفائها من الميليشيات الإرهابية، التي لم تجد أمامها إلا محطات توليد الطاقة لتفجرها انتقاماً من الشعب. سياسيا، استقبل الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، بقصر الرئاسة أمس، وفداً من الكونجرس الأمريكي، يرأسه النائب داريل عيسى. وقال عيسى، في مؤتمر صحفي بقصر الاتحادية ظهر أمس، إنه بحث مع الرئيس السيسي، عدداً من القضايا الاقليمية والدولية وتفعيل العلاقات بين الكونجرس ومصر، وتم بحث الأوضاع في العراق وليبيا وسوريا. واعتبر مصر حليفاً قوياً قادراً على مواجهة خطر الإرهاب القادم من الشرق والغرب نظراً لدورها الرائد والقيادي في تحجيم الإرهاب في المنطقة. وعن رد فعل زيارة السيسي إلى روسيا قال «عيسى» إن مصر دولة محورية في المنطقة والولاياتالمتحدة لم تشعر بأي قلق، بل على العكس فمصر دولة مهمة للمنطقة وللأمن ومن الطبيعي أن تسعى روسيا لدعم العلاقات معها. وحول وجود ترتيبات لزيارة السيسي للولايات المتحدة ولقاء محتمل قريبا مع الرئيس أوباما، قال عيسى إنه إذا قرر الرئيس زيارة الولاياتالمتحدة سيكون هناك ترحيب من جانب الإدارة الأمريكية وستكون لها أهميتها، حيث إن مصر حليف استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة. وعن الموقف الأمريكي من تنظيم دولة البغدادي «داعش» ولماذا لم تتخذ واشنطن إجراء بقصف داعش في سوريا مثلما فعلت في العراق، قال إن أحد أسباب زيارته لمصر هو القلق الأمريكي من الجماعات الإرهابية في المنطقة، وخاصة التنظيمات المتشددة منها، والتي تؤثر على خيارات الشعوب والأقليات مثل «داعش» وبطريقة ما الإخوان المسلمون هنا. وعن مدى تقدم المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قال عضو الكونجرس إن الدور المصري ناجح حتى الآن في جمع الجانبين في مفاوضات لوقف إطلاق النار. وطالب الفلسطينيين أن يكون للسلطة الفلسطينية اعتراف ودور وقرار في قطاع غزة. واعتبر أن مصر نجحت في وقف إطلاق العنف في قطاع غزة، مضيفا إن واشنطن تعمل على تقليل الخسائر وضمان أمن إسرائيل وضمان عدم إطلاق الصواريخ مجددا تجاه إسرائيل وإغلاق الأنفاق.