لن أتكلم عن داعش، أو من هي داعش، أو إلى من تتبع داعش، ولكن كما يعلم الجميع أن داعش الحركة العسكرية تسيطر على حوالي 60% من حقول نفط سوريا، والتي تبلغ قدرتها الإنتاجية 180 ألف برميل، هذا بالإضافة إلى بعض حقول النفط بالعراق، ويقدر خبراء بأن إنتاج داعش من النفط حوالي 80 ألف برميل يومياً، طبعاً هذه الكمية قيمتها بأسعار السوق تساوي ما يقارب 8 ملايين دولار يومياً. ولكن معهد تشاتهام هاوس للأبحاث في لندن، حيث تقدر الخبيرة فيلاري مارسيل أن نفط داعش يباع بحوالي من 10-22 دولارا للبرميل، وقد تستطيع داعش بيعه إذا خلى من الوسطاء ما بين 50 إلى 60 دولارا للبرميل بحسب الخبيرة مارسيل. ولكن السؤال هنا: كيف تنتج داعش النفط وعن أي طريق تصرف منتوجها النفطي ومن الزبون الذي يشتريه؟! يتفق جميع الخبراء أن داعش تصدر هذا النفط عن طريق تجارة السوق السوداء، الذي يمر بطريقه إلى تركيا، ومن هناك يتم بيعه إلى سوريا مرة أخرى، سواءً للمجموعات المعارضة أو حتى النظام السوري، هذا ما أكده إلياس وردة وزير الطاقة بالحكومة المؤقتة. كما أكد السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فينالي تشوريكي، أن هناك دولا مختلفة تشتري هذا النفط من خلال وسطاء، حيث إنها تشتريه بأسعار أقل بكثير من الأسعار في السوق الدولي للنفط، تجدر الإشارة هنا إلى أن مجلس الأمن الدولي تبنى إعلانا، يوصي بمنع المجموعات المسلحة بسوريا من بيع النفط، خصوصاً مقاتلي داعش، بحسب ما قاله دبلوماسيون، كما يدين مشروع النص بقوة أي عملية تجارية مباشرة أو غير مباشرة حول النقط السوري، تكون ضالعة فيه مجموعات مسلحة، وكذلك يشجع مشروع النص كل الدول الأعضاء على اتخاذ الإجراءات الضرورية لمنع مواطنيها من القيام بمثل هذه التجارة، إلا أن هذا البيان لا يتمتع بقوة القرارات الصادرة عن مجلس الأمن. وبالعودة إلى نفط داعش، يطرح سؤال: كيف تنتج داعش هذا البترول؟ إذا عرفنا أن من يشتغل في هذه الحقول هم من تعتبرهم داعش أتباع النظام، وأصلاً في الغالب يكون هؤلاء قد غادروا هذه الحقول قبل استيلاء داعش عليها وهذا سؤال محير! وأيضاً كيف تحصل داعش على العملة الصعبة هل هي عملية تبادل نقدي فوري، أو هناك حسابات مجهولة أو قد تكون معلومة للاستخبارات العالمية؟ وهل يوجد بنك مركزي تودع به داعش هذه الأموال، أم أن داعش تقايض النفط بالسلاح، وهل تصرف داعش رواتب لمقاتليها بالدولار أم تعوضهم بالليرة السورية التي تفقد قيمتها كل يوم؛ جراء فقدانها سندها الأول، ألا وهو النفط السوري. وهنا، نلاحظ أن ثروة الشعب السوري تذهب ما بين النظام السوري والجماعات المسلحة التي يُقتل فيها الشعب السوري.