البداية القوية التي بدأ بها الكبار منافسات الدوري تنبئ بمنافسة طاحنة وحامية الوطيس، فقد أعطت فرق الهلال والاتحاد والنصر مؤشرات حقيقية بأن المنافسة على بطولة الدوري ستكون واسعة النطاق، وحتى كتابة هذه السطور لم أر بداية الأهلي والشباب كيف ستكون وإن كانت متوقعة أن تكون قوية جدا. وعلى عكس ما يحدث في المواسم الماضية والتي فيها تنحصر المنافسة بين فريقين أو ثلاثة على أبعد حد وهي في الغالب الهلال والاتحاد والشباب إلى أن دخل الفتح وتوج بالبطولة ودخل النصر وتوج بالبطولة. .. إن اتساع نطاق المنافسة على بطولة الدوري دليل قاطع على تطور مستوى الفرق السعودية ومؤشر حقيقي على قوة الدوري السعودي، ولا شك أن حالة التزاحم في مراكز المقدمة شيء جميل ويتيح الفرصة أكثر للاستمتاع ويعيد الجماهير للمدرجات وهذا ما نسعى إليه ونتمنى أن تستمر المنافسة إلى نهايتها بهذا الشكل. كل ما نخشاه وتخشاه الجماهير الرياضية أن تحدث ثمة عوامل مؤثرة من خارج ميدان اللعب وتؤثر على المنافسة وتحصر المنافسة بين فريق أو اثنين وهذا ما حدث في المواسم الماضية. .. فرق الدوري أظهرت فترات استعداد قوية جدا وضخت ملايين الريالات لترميم صفوفها وبذلت الجهود الجبارة للمنافسة على البطولات وبطولة الدوري على وجه الخصوص، وليس من الإنصاف أن تخسر الأندية كل هذه الجهود وهذه الأموال ثم تأتي النهاية غير السعيدة ولأسباب ساذجة وتخسر البطولة. صحيح إن بطل الدوري في النهاية فريق واحد ولكن يجب أن يكون هذا البطل جديرا بالبطولة بعيدا عن أي عوامل خارج ميدان اللعب. البطل يجب أن يستحق البطولة وليس كل بطل يستحق البطولة خاصة إذا تدخلت عوامل خارجية تدفعه دفعا لمنصة التتويج وحصد الذهب. .. أرجوا أن تترك المسابقة تسير في مسارها الطبيعي دون تدخلات مباشرة أو غير مباشرة ودون أخطاء متعمدة أو غير متعمدة مقصودة أو غير مقصودة لتحديد هوية البطل. في هذه الحالة فقط سوف نرى منافسة قوية متعددة الأطراف واسعة النطاق. منافسة شريفة لا يصاحبها احتقان جماهير وانحياز إعلامي. منافسة أعطت كل ذي حق حقه. منافسة صافية كالزجاج الشفاف والعطر الفواح. منافسة كالزهور المتفتحة والحديقة الغناء. لنزف بدورنا في نهايتها التهاني القلبية للبطل ونشد على يديه لأنه وصل بكل جدارة واستحقاق لمنصة التتويج . .. وإن كان لا بد من وجود أخطاء وهذا هو المتوقع فيجب أن تصب لمصلحة جميع الفرق ولا تخدم فريقا واحدا . نحن نؤمن بأن أي عمل لا يمكن أن يخلو من الأخطاء وهذا ليس عيبا أو منكرا فالذي لا يخطئ لا يعمل ولكن عندما تتجنب الأخطاء فريقا من الفرق وتعاني منها فرق أخرى فهذا هو المحظور الذي يجب ألا نقع فيه. قبل الوداع .. عندما خلت مباريات المرحلة الأولى لمسابقة كأس ولي العهد من الأخطاء تقريبا خرجت بعض الفرق الممتازة من المسابقة مبكرا، وإن تواصل تفادي الوقوع في الأخطاء فسوف تشهد المسابقة ذاتها مفاجآت غير سارة للفرق الممتازة وربما نشاهد أحد فرق الدرجة الأولى في مراحل متقدمة. خاطرة الوداع .. مثل شعبي مذهل اتخذاه شعارا لكما (الشيء لا زاد عن حده انقلب ضده)