صحيح أن حظوظ الهلال حسابيا في بطولة الدوري مازالت قائمة ، لكنها حظوظ خارج نطاق السيطرة بمعنى أن التتويج ليس بيديه ويحسب للهلال أنه أكد مجددا وللجميع بأنه الركن الثابت في المنافسة على البطولات أو بمعنى أكثر دقة ( الجميع يتحرك والهلال ثابت ) . الهلال الذي لم يفقد المنافسة على الدوري حسابيا فقط مطالب بالتركيز على مركز الوصيف وهذا يتطلب منه الفوز في المباريات الأربع المتبقية له وهو في الوقت نفسه مطالب بالتخطيط والتفكير جديا في بطولة دوري كأس الأمير فيصل الغائب عنها منذ تسعة مواسم تقريبا، وهذا يحدث لو تم تدعيم هذا الفريق بلاعبين أولمبيين يتواجدون حاليا مع الفريق الأول ولم تتح لهم فرصة المشاركة بشكل أساس ومن ضمنهم سليمان العبد الله. فريق الهلال كسب كأس سمو ولي العهد وفي حالة فوزه بكأس الأمير فيصل بن فهد وخطط لنيل كأس الملك للأبطال التي لم تدخل خزائنه الذهبية العامرة بالبطولات ووفق في التأهل لدور الستة عشر من دوري أبطال آسيا فإن موسمه سيكون ناجحا وسيرضي عشاقه بعد أن فلتت من قبضته بطولة دوري زين. جماهير الهلال وعندما يتوج فريقها ببطولة فإنها تبحث عن الأخرى، لذلك فوز فريقهم بكأس سمو ولي العهد لا يروي ظمأها ، وتلك البطولة غالية ومهمة وتحققت أمام منافس تقليدي وعنيد وقد احتكرها ستة مواسم متتالية بخلاف تتويجه بها 12 مرة. كثيرون يتحدثون عن تراجع مستوى الفرق السعودية وهذا لا جدال فيه ومن لم يكن من الفرق السعودية مستواه متراجع فهو لم يتطور بل لم يثبت على هيبته باستثناء الفتح والهلال، فالأول في طريقه لنيل أقوى وأشهر البطولات المحلية وتحقق له ذلك بتصاعد وتطور مستواه الفني والثاني مازال صادما في المقدمة ومنافسا قويا على البطولات كعادته دائما, وتراجع مستوى الفرق لا يلغي تفوق الفتح والهلال على الجميع فهذا من شأنهم وكل أدرى بشئونه. فريق الهلال المرصع بالنجوم والمواهب أصيب بحالة عدم توازن فني منذ رحيل جيريتس البلجيكي وأجانبه الأربعة ( رادوي - وليهامسون - تياجو نيفيز - بيونج يونج ) وهذا لا يعني أن الهلال وصل لمرحلة الخطر برحيل هذا الخماسي، لكنه بحق افتقدهم، وقد اجتهد صناع القرار بنادي الهلال في جلب أسماء من العيار الثقيل وبمبالغ ربما أكثر وأعلى، لكن التوفيق لم يحالفهم سواء مدربين أو لاعبين أجانب. صحيح أن الهلال أنقذ موسمه بكأس سمو ولي العهد ، لكن هذا الإنقاذ ليس كاملا أمام الجماهير التي ترى فريقها دائما في القمة، والقمة مكان الهلال الطبيعي والمألوف. قبل الوداع .. سالم الدوسري موهبة كروية لا يشق لها غبار ومازال يخطو خطواته الأولى ولأن هذا النجم الصاعد في مقتبل مشواره الرياضي فهو يحتاج للكثير من التوجيه خاصة من المحيطين به والمقربين منه خاصة فيما يتعلق بالأدوار المنوطة به أولا والمبالغة في الاحتفاظ بالكرة حين يتطلب الأمر منه خلاف ذلك. خاطرة الوداع .. وصلت ملاحظات القيمة وستظل الينبوع الذي نرتوي منه والمعلم الذي تربينا على يديه. [email protected]