دعا البيت الأبيض موسكو إلى وقف أعمالها "الاستفزازية والخطيرة" بعدما أكدت أوكرانيا أنها دمرت عدداً من آليات رتل لمدرعات روسية دخلت أراضيها. وأكدت كايتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الجمعة، أن "التصعيد في النشاط الروسي الرامي لزعزعة استقرار أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة خطير جداً واستفزازي". وأضافت: إن "روسيا لا يحق لها أن ترسل آليات أو أشخاصاً أو شحنات من أي نوع إلى أوكرانيا، تحت أي ذريعة، من دون الحصول على إذن من الحكومة الأوكرانية". وتصاعد التوتر منذ أن ذكر صحافيون بريطانيون أن 23 آلية مدرعة روسية لنقل الجنود، تساندهم عربات لوجستية، عبرت الحدود، مساء الخميس، بالقرب من مركز دونيتسك الحدودي الذي يفترض أن تمر منه قافلة المساعدات الإنسانية الروسية المرسلة إلى سكان شرق أوكرانيا. وأبلغ الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أن "المدفعية الأوكرانية دمرت جزءاً كبيراً" من قافلة عسكرية صغيرة دخلت البلاد. وأكد الناطق باسم الجيش الأوكراني اندري ليسينكو أن "تحركاً مناسباً جرى ضد الرتل وتم تدمير جزء منه". إلا أن وزارة الدفاع الروسية نفت دخول قافلة عسكرية روسية إلى أراضي أوكرانيا، مدينة "محاولات إفشال" دخول قافلة للمساعدات الإنسانية الروسية إلى أوكرانيا. وحذرت موسكو من "عواقب" خطط من هذا النوع. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن الجنرال ايغور كوناشينكوف المسؤول في الوزارة قوله: "لم تعبر أية قافلة عسكرية روسية الحدود بين روسياوأوكرانيا". وأضاف ساخراً: إن القوات الأوكرانية "تدمر أشباحاً". خفض التوتر ولمحاولة خفض التوتر، أعلن وزير الخارجية الأوكراني بافلو كليمكين الجمعة، أنه سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في برلين، الأحد، مع وزيري الخارجية الألماني والفرنسي. وقال كليمين: "لا يهم أن كانت الطاولة مستديرة أو مربعة، المهم أن نتحاور". ونفت روسيا باستمرار عبور أية قوات روسية أو معدات الحدود كما اتهمتها كييف، والغربيون مراراً. وطالبت المستشارة الألمانية، انغيلا ميركل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية، الجمعة، بالعمل على "وقف تدفق معدات عسكرية ومستشارين عسكريين وأشخاص مسلحين عبر الحدود مع أوكرانيا". وقال ستيفن سايبرت المتحدث باسم ميركل في بيان: إن المكالمة الهاتفية جرت في إطار "الاجتماع المقرر، الأحد، في برلين لوزراء خارجية فرنساوروسياوأوكرانيا وألمانيا". واستدعت وزارة الخارجية البريطانية سفير روسيا في لندن الكسندر ياكوفينكو "لتوضيح المعلومات حول توغل روسي في أوكرانيا"، بينما دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الجمعة، روسيا إلى "احترام وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا". من جهته، اتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ادنرس فوغ راسموسين، روسيا بالتورط في "زعزعة استقرار" شرق أوكرانيا، حيث يقاتل الانفصاليون الموالون للكرملين ضد كييف منذ أربعة أشهر. تراجع البورصات وسجل العديد من البورصات الأوروبية، تراجعاً بعد الإعلان عن الاشتباك العسكري في أوكرانيا. وتراجعت بورصة فرانكفورت خصوصاً 1,44 بالمائة وبورصة باريس 0,74 بالمائة. وأكد الحلف الأطلسي وكييف، توغل الآليات الروسية. من جهته، قال رئيس بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الامن والتعاون، في أوروبا وفي المنطقة بول ريكار: إن مراقبي البعثة "لم يروا أية شاحنة أو آلية مدرعة تعبر الحدود". وأضافوا: إنهم لا يستطيعون تأكيد هذه المعلومات إلا "عند نقطتي مراقبة في غوكوفو ودونيتسك". واتهمت موسكو كييف أوكرانيا "بتصعيد العمليات العسكرية" في الشرق، معتبرة أن ذلك "يهدف بالتأكيد إلى قطع الطريق المتفق عليه مع كييف" لعبور قافلة إنسانية روسية. كما تحدثت موسكو عن "قوات (أوكرانية) تريد تنفيذ عمليات استفزازية مفتوحة يمكن من تفاقم الوضع في منطقة النزاع". المساعدات الروسية وكانت حوالى 300 شاحنة روسية تحمل 1800 من المساعدات الإنسانية حسب موسكو، ما زالت متمركزة، مساء الجمعة، في كامينسك شاختينسكي على بعد ثلاثين كيلومتراً عن مركز دونيتسك الحدودي في شرق أوكرانيا، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس. وقال ناطق عسكري أوكراني: إن 41 من عناصر حرس الحدود الأوكراني و18 جمركياً عبروا ووصلوا إلى دونيتسك لتفتيش الشاحنات لكنهم لم يبدأوا بعد بانتظار وثائق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي يفترض أن تتولى توزيع المساعدات. وقد اتهم رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد الكسندر زخارتشينكو كييف بتأخير المساعدات الإنسانية الروسية عمداً بالرغم من أن سكان المنطقة بحاجة لها بشدة. وقال: إن "جمهورية دونيتسك الشعبية تعيش وضعاً إنسانياً مقلقاً جداً، ونحن بحاجة إلى المساعدة التي أرسلتها روسيا ولم تصلنا". وأضاف: "ليس الجيش الأوكراني وحده، الذي لا يريد أن نحصل على المساعدة الإنسانية ويمنع وصولها، بل في الحقيقة (...) تمنعها الحكومة الأوكرانية نفسها عبر وضع كل العقبات المتاحة". وفي دونيتسك، حيث تتكثف المعارك، أعلنت بلدية المدينة مقتل أحد عشر مدنياً خلال أربع وعشرين ساعة.