مع تعدد الوسائل الإعلامية التي أصبح الشاعر يستطيع الوصول للجمهور من خلالها، أصبح العديد من الشعراء في الآونة الأخيرة يتدللون ويختارون الموقع الذي يرون أنه يناسبهم أكثر للظهور، بعكس ما كان عليه الأمر في السنوات القليلة الماضية، حيث كان الشاعر هو من يبحث عن المنبر ولا يمانع في الظهور في أي وسيلة إعلامية؛ لأن مجرد الظهور كان يعتبر مكسباً في ذلك الوقت، لأنه وباختصار «لا يظهر إلا الجيد». وبطبيعة الحال، فإن تعدد قنوات الشعر الفضائية والمسابقات في الوقت الحالي، ساهمت في هذا الأمر، فهي تسعى لملء فراغها، والشاعر وحتى المستشعر هما المستفيدان من هذا الأمر بعد أن فتحت هذه الوسائل أبوابها لهم، بل إن البعض منهم تجده موجودا في كل القنوات والمواقع الشعرية في ظهور متكرر وممل بالنسبة للمتابعين، بينما هذا الشاعر «كثير الظهور» لا يدرك حجم الملل الذي انتاب المشاهد، الأمر الذي انعكس سلبياً عليه وجعله يشعر أنه قد أصبح نجماً بالفعل مما دفعه إلى أن يتنكر لمن ساندوه في بداياته ووقفوا معه، بل ويتهجم عليهم والسبب كما ذكرنا لأنه وجد البديل الذي يغنيه ويقدمه للجمهور حسب ظنه. مشكلة هؤلاء الشعراء، أنهم لا يعلمون أن الوسائل الإعلامية التي تقدمهم وتساندهم اليوم، ربما لا تقدمهم غداً بعد أن تستشعر الملل الذي أصاب الجمهور منهم فتبدأ بالبحث عن غيرهم. ومشكلة بعض تلك القنوات، أنها لا تعلم أن ملل الجمهور لا ينحصر على الشاعر فقط، بل يمتد إلى هذه الوسيلة، التي ربما ستضطر في أحد الأيام إلى إغلاق أبوابها كما فعلت المجلات من قبل.