تظاهر مئات الاشخاص بهدوء في بلدة فرغسن في ولاية ميزوري التي هزتها احتجاجات غاضبة، اثر مقتل شاب اسود على يد الشرطة، بعد ساعات على استبدال القوات المحلية بشرطة الولاية. والسبت قتلت الشرطة الشاب الأسود غير المسلح مايكل براون (18 عاما) في بلدة فرغسن في ولاية ميزوري، ما اثار احتجاجات غاضبة، وأدى الى تدخل الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وعمدت الى توقيف صحافيين. وأدى مقتل براون وتدخل قوة للشرطة مؤلفة اساسا من عناصر بيض في بلدة معظم سكانها من السود الى اطلاق اتهامات بالعنصرية، وإقامة مقارنة مع حادث قتل الشاب الاسود ترايفون مارتن في فلوريدا في فبراير 2012. وقال حاكم الولاية جاي نيكسون: ان قرار نشر شرطة الولاية اتخذ بعد ان تحولت فرغسن الى "ساحة حرب"؛ جراء اعمال شغب دامت اربعة ايام وسرعان ما تغيرت الاوضاع في شوارعها نتيجة هذا الاجراء. وتولى الضابط المحلي الاميركي من اصل افريقي الكابتن رون جونسون زمام الأمور، وشارك في المسيرة السلمية وصافح المتظاهرين، كما قال صحافيون على الارض. ونقل صحافي من الواشنطن بوست عن جونسون قوله في فرغسن: "كلنا يد واحدة (...)". وفي نيويورك تظاهر مئات الاشخاص احتجاجا على لجوء الشرطة الى العنف. وفي وقت سابق دعا الرئيس باراك اوباما الى "السلام والهدوء"، مضيفا: ان "الانفتاح والشفافية" من مسؤولية السلطات. وقال: "الآن هو وقت السلام والهدوء في شوارع فرغسن.. الآن هو وقت البدء بعملية مفتوحة وشفافة لتحقيق العدالة". وأضاف: "لا مبرر لتنظيم تظاهرة معادية للشرطة، ولا مبرر للشرطة لاستخدام القوة ضد متظاهرين سلميين". وكانت قوات الشرطة المحلية تلجأ يوميا الى العنف لتفريق تظاهرات نظمت بعد مقتل الشاب الاسود. وقال نيكسون: "في الايام الاخيرة بدت البلدة كساحة حرب، وهذا امر غير مقبول". وقال جونسون: ان الشرطة ستسعى الى فرض الامن بهدوء. وأضاف: "لقد نشأت هنا وأقيم هنا. ومن المهم جدا بالنسبة لي ان نوقف دوامة العنف هذه ونعيد الثقة ونظهر احتراما". موضحا انه يتفهم في المقابل "غضب وخوف سكان فرغسن". وكتبت الواشنطن بوست: ان جونسون وعد بعدم قطع الطرقات وانه سيحمي حق السكان في التجمع والتظاهر. وطلب من الضباط على الارض عدم استخدام اقنعة الغاز. لكن الحاكم لم يرضخ لمطلب اساسي تقدم به المتظاهرون. وستتولى مقاطعة سانت لويس التحقيق في حادث اطلاق الشرطة النار على براون، وأعلنت وزارة العدل الاميركية فتح تحقيق فدرالي مستقل. ويطالب العديد من سكان فرغسن بنشر معلومات منها اسم الضابط الذي اطلق النار على براون او عدد الرصاصات التي اطلقت. ودعت اسرة الشاب الى الهدوء وطلبت من السلطات الفدرالية اجراء عملية تشريح مستقلة. وقال بنجامن كرامب محامي الاسرة لقناة سي ان ان: "يستحيل ان يكون مايكل براون فعل شيئا يبرر اعدامه في وضح النهار، وهذا أسوأ حادث اطلاق نار للشرطة شاهدته". وأضاف: "علينا الحصول على اجوبة ويجب اعتماد الشفافية، ولذا نطلب من وزارة العدل والنائب العام اجراء عملية تشريح مستقلة". وقال اوباما: انه طلب من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) فتح تحقيق مستقل في مقتل براون بالتعاون مع مسؤولين محليين على الارض. وأضاف: انه اكد للنائب العام اريك هولدر "انه من الضروري اتخاذ كل الخطوات لتحديد ما حدث وإحقاق العدل". وقال شاهد عيان: ان مايكل براون لم يكن مسلحا، وكان يسير في الشارع عندما هاجمه رجل شرطة واطلق عليه النار عندما كان يرفع يديه مستسلما. من جهتها، قالت الشرطة: ان براون قتل بعدما هاجم شرطيا وحاول الاستيلاء على سلاحه.