فوز الشباب بكأس السوبر السعودي لكرة القدم على شقيقه النصر، لا يعكس أنه الفريق الأقوى والأفضل والأجدر، ولا يعطي أية مؤشرات على الأحقية والتميز، لأن ركلات الجزاء تدخلت في الحسم والفصل، وعندما أتكلم على قمة السوبر، أتوكأ منذ البداية على حقيقة قالها المأمون قبل مئات السنين: (إذا السيوف تكسرت أنصالها ... فشجاعة الكلمات ليس تفيد) مستوى الأداء الفني للفريقين جاء متواضعاً ومتكافئاً حافلاً بالأخطاء الفردية والجماعية والتحكيمية، وإضاعة الأهداف على نحو لا يليق بقمة بطولة. استدرجت القارئ إلى سطور المقدمة المقتضبة، قبل أن أدخل إلى جد الجد، فالشباب والنصر كانا يدركان أهمية المباراة نفسياً، ويعرفان تداعيات الهزيمة وانعكاساتها، لذا كانت حالة القلق والحذر والتوجس أمرا متوقعا ومفروضا على أجواء المباراة، وهو رد فعل طبيعي عكس التوتر وسوء الأداء المشترك وكان جهدا ضائعا دون فائدة، ولا وعي ولا تركيز وهجمات وكرات مقطوعة مع أفضلية شبابية نسبية في انضباط وتنظيم الهجمات، وتنظيم الهجمات بالمقابل تميز نصراوي في عدد وخطورة الهجمات المتسرعة. وإذا كانت فرحة الفوز تغمر الشباب وهذا حقه.. فلا أعتقد أنه راض عن أدائه بالمجمل، ولا عن كيفية فوزه. كان الشوط الأول أقوى ما في المباراة، استهله السهلاوي صاحب الغريزة التهديفية الشهية بهدف رأسي مبكر من وضع بالغ الصعوبة، ظهره للمرمى حولها لولبية داخل الشباك الشبابية، ورد عليه نايف هزازي بعد سبع دقائق مستفيداً من خطأ المدافعين خالد الغامدي ومحمد حسين، وكان بإمكان العالمي أن يحسم المباراة لصالحه في هذا الشوط لولا تسابق لاعبيه في إضاعة الأهداف. وانتظرنا الشوط الثاني حيناً تلو حين متعلقين بحبال الأمل طامعين بانفراج العقم، وانقراض الأخطاء، لكنه جاء أسوأ وأنيل فقل الحماس والعطاء وزاد العك وانحسر اللعب وسط الملعب، وكان مملاً فاتراً يدل على عدم استعداد وجاهزية الفريقين الفنية والنفسية، وهذا ذكرني بالمثل الشعبي (هذا الكعك من ذاك العجين!)، وحاول فريق النصر التماسك في الوقت الإضافي بالاستحواز والمرتدات رغم طرد ابراهيم غالب فلم يفلح (كرت غالب الأول ظالم)، واضاع النصر الفوز مرتين مرة لتغاضي الحكم عن ركلة جزاء واضحة للنصر، بعد أن رد حسن معاذ الكرة بيده، والمرة الثانية انفراد الشهري بالحارس وإضاعته هدفاً شاب له الولدان. وأخيراً، وبعد الاحتكام لضربات الجزاء الترجيحية لكسر التعادل وحسم المباراة، استطاع حارس الشباب الدولي وليد عبدالله أن يقود فريقه للفوز بعد إبعاده ركلتي جزاء وحسم النتيجة 4/ 3، وأنا على قناعة أن الخمسة الذين نفذوا ركلات الجزاء النصرواية ليسوا هم الأفضل، ولا بد من الإشارة إلى أن الحكم فهد المرداسي ظلم النصر غير مرة، وسبق لإدارة النصر الاعتراض على الحكم المذكور بالموسم الماضي، وتحفظت على تكليفه بمباراة كأس السوبر، وأصدرت أمس الأول إدارة النصر بيانا شددت فيه بعدم تكليف المرداسي في أي مباراة يكون النصر طرفاً فيها هذا الموسم. الزعيم عائد بقوة فوزان متوقعان حققهما الهلال والاتحاد على العروبة والفيصلي في المباراتين المُرحَلتين من الجولة الثانية لدوري جميل؛ بسبب استحقاقات الزعيم والعميد في البطولة الآسيوية، أداء الهلال القوي والمقنع وفوزه الصريح على العروبة 4/1 أعطى إشارات مبكرة أن الهلال قادم نحو الصدارة، وهو لا يحتاج إلى أسرارها وخفاياها وأساليبها ودروبها، ونجح الإتحاد في جندلة الفيصلي 2/1 بلقاء تكافأ شوطه الأول وتفوق العميد في الثاني.. وإلى اللقاء