للمرة الثانية، سطا مسلحو تنظيم القاعدة في مدينة القطن التابعة لمحافظة حضرموت، على عدة بنوك في المدينة بعد عدة أشهر من نهبهم لبنوك في مدينة سيئون في مايو الماضي. وبحسب مصادر تحدثت ل(اليوم): إن ثلاثة بنوك حكومية وأهلية نهبت من قبل مسلحي التنظيم الذين كانوا يسيطرون عليها منذ عدة ايام، قبل فرارهم من المدنية على متن سيارات الى جهة غير معروفة. كما أحرق مسلحو التنظيم مكاتب حكومية وخدمية بشكل كامل. وفرض بضع عشرات من أعضاء القاعدة حصاراً على معسكر الأمن الخاص في مدينة القطن - الأمن المركزي سابقاً- قبل أن يفروا مع وصول تعزيزات عسكرية قادمة من مدينة سيئون مقر المنطقة العسكرية الأولى. وقال سكان: إن عدداً صغيراً من المتشددين أيضاً، استولوا لفترة قصيرة على العديد من المباني الحكومية، بما في ذلك مقر الشرطة ومكتب المخابرات في مدينة القطن القريبة، الخميس. وقال السكان: إنهم اقتحموا بنكاً زراعياً، وألقوا أموالاً في الشوارع ليأخذها الناس قبل الانسحاب عند وصول قوات الجيش. في الأثناء، صدت حراسة مقر المنطقة العسكرية الأولى في مدينة سيئون، هجوماً نفذه مسلحو تنظيم القاعدة في ساعات مبكرة من صباح أمس الخميس، وقالت وزارة الدفاع اليمنية: إن سبعة من مسلحي القاعدة لقوا مصرعهم في الهجوم. فيما مصادر عسكرية قالت ل(اليوم) عبر الهاتف، إن ثلاثة من المهاجمين تم القبض عليهم بعد إصابتهم في الهجوم. وقالت وزارة الدفاع على موقعها على الانترنت: إن هدف المتشددين كان مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى في سيئون ثاني أكبر مدن محافظة حضرموت الواقعة على بعد حوالي 650 كيلومتراً من عدن. واستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الأوضاع السياسية في اليمن، ليهيمن على مناطق في شرق وجنوب البلاد، عقب الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح في 2011. ولجأ المتشددون إلى مناطق نائية في مايو بعدما أجبرتهم حملة عسكرية على ترك معاقلهم في محافظتي شبوة وأبين. ويقول سكان محليون: إن المتشددين يسعون لفرض مفاهيمهم الدينية المتشددة في حضرموت. وقال سكان في سيئون الشهر الماضي: إن منشورات وزعت حذرت النساء من الخروج بدون محرم. وقتل تسعة يشتبه في انتمائهم للقاعدة في حضرموت، الأربعاء، عندما حاولوا نصب كمين لقوات متجهة إلى شرق اليمن، لتعزيز سلطة الدولة هناك. وتنظر الولاياتالمتحدة إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على أنه أحد أكثر أجنحة شبكة المتشددين التي أسسها أسامة بن لادن نشاطاً. وزادت واشنطن من دعمها للحكومة والجيش بوضع الهجمات الجوية بطائرات بدون طيار في قلب استراتيجيتها. وكان يوم الأربعاء، شهد يوماً دامياً للقاعدة بعد مقتل 18 من مسلحيها على يد وحدات من الجيش، كما تم القبض على ثلاثة مسلحين. ونشرت وزارة الدفاع اليمنية صوراً لثلاثة شباب، قالت انهم اعضاء في تنظيم القاعدة، وذلك خلال إفشالها لثلاثة كمائن نصبتها عناصر القاعدة في خط سير وحدات اللواء 135 مشاة الذي انتقل من مدنية المكلا إلى سيئون بمحافظة حضرموت. وقال موقع سبتمبر نت، التابع لوزارة الدفاع اليمنية، وحدات من الجيش قتلت ثمانية عشر من اعضاء تنظيم القاعدة، وألقت القبض على ثلاثة بالإضافة إلى سقوط عدد من الجرحى فيما لاذ من تبقى من العناصر الإرهابية بالفرار . وتحدث الموقع عن مقتل جندي في تلك المواجهات وجرح خمسة من أفراد القوة العسكرية. ونصبت ثلاث مجموعات من عناصر تنظيم القاعدة، ثلاثة كمائن لوقف تحرك اللواء 135 مشاة من مدينة المكلا إلى مدينة سئيون، والتي ينشط فيها تنظيم القاعدة بشكل كبير. على صعيد آخر، وردا على الاحتجاجات المناهضة لقرار الحكومة رفع أسعار الوقود التي تضاعفت تقريبا في الاسبوع الماضي، قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي: انه لم يكن امام الحكومة من خيار سوى التسريع بتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية الشاملة، بما يضمن دعم الاستقامة المالية والسيطرة على عجز الموازنة في الحدود الآمنة بما يضمن توفير تمويل من مصادر غير تضخمية " . وأضاف هادي خلال ترؤسه اجتماعاً مشتركاً لمجلس الوزراء، أن إجمالي دعم المشتقات النفطية بلغت خلال الفترة من عام 2000م الى2013م حوالي خمسة تريليونات ريال يمني وهو ما يعادل اكثر من ثلاثة وعشرين مليار دولار، وذلك ما جعل عجز الموازنة العامة تتجاوز الحدود الآمنة. وبين هادي، أن الاستمرار في الدعم كان سيؤدي وبلا شك إلى جملة من الصعوبات والآثار السلبية الخطيرة على سعر صرف العملات الوطنية وارتفاع معدلات التضخم وهو بالتالي ما سيؤدي الى تدني مستويات المعيشة وارتفاع مستحقات خدمة الدين المحلي واستنفاد متسارع لاحتياجات النقد الأجنبي وزيادة الضغوط على ميزان المدفوعات.