كشفت دراسة حديثة أجريت على دماغ نحو 800 طفل تصل أعمارهم إلى 6 سنين أن الأطفال الذين يبقى التلفاز مفتوحاً بشكل دائم أو غالباً في منازلهم يواجهون ثلاثة أضعاف خطر عدم إجادة القراءة لدى انتهاء الدروس الإعدادية، بغض النظر عن مستوى تعليم أولياء أمورهم. وأرجعت الدراسة السبب في ذلك إلى أن المطالعة تقل لدى الاطفال نتيجة وجود التلفاز مفتوحاً في الخلفية دائماً أو شبه دائم غالباً بل إنهم يواجهون صعوبة في التركيز، حيث إنه مهم في تعلم القراءة، فيما تعتبر نمو الوظائف الدماغية رهناً لطبيعة التأثيرات الخارجية الحسية والعاطفية والثقافية. وأثبتت الدراسة التي تعد ضمن اصدارات مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أن للشاشات بمختلف أنواعها تأثيراً فعلياً على قدرات الأطفال العقلية المتعلقة بالتعلم والذكاء والرؤية والانتباه والمخيلة. وأشارت أنه تم إجراء دراسة على 122 طفلاً تتراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنين، أظهرت أن من لديه حاسوباً يتمتع بمعدل ذكاء أعلى من الآخرين، وهناك علاقة وثيقة بين درجة تطور النشاطات المرحة العفوية وبعض جوانب التطور اللغوي وبين الذكاء والأهلية اللغوية ومن ثم فإن إحداث ضرر في هذا الرابط سيضر حتماً بالذكاء. وحول تفاوت ضرر الشاشات باختلاف أنواعها أكدت الدراسة إلى أن أثر الشاشات على القدرات العقلية للأطفال غير مرتبط بخصائصها التقنية كالحجم واللمعان، فالشاشات ليست بحد ذاتها خطرة، وإنما الخطورة تكمن في طريقة استخدامها. وهنا يؤكد الطبيب النفسي لوران باغ، أن هنالك امكانية فعلية لاستخدام هذه الأدوات لاكتساب وتطوير بعض قدرات الأطفال المعرفية وكفاءتهم عبر الشاشات، ولكن لابد أن يكون هناك حيز أكبر للتفاعل المباشر مع البشر. وفي ذات الشأن أجريت أبحاث على 72طفلاً بين الأشهر 12 وال18 تبين أن الاطفال الذي يشاهدون طيلة 4 اسابيع وبشكل مكثف خمسة عروض اسبوعياً فيديو أعد لتعليمهم تعليماً غير تفاعلي كلمات مرتبطة بالبيت والحديقة، لا يتعلمون كلمات جديدة أكثر ممن لم يشاهد أي فيديو. ووفقاً للدراسة فإن مشاهدة التلفاز والتسجيلات الفيديوية بالنسبة للأطفال من 8 إلى 16 شهراً مرتبطة بضعف تطور اللغة بينما لاوجود لرابط كبير بين الامرين لدى الاطفال دون السنة الدراسية من 17 إلى 24 شهراً. وبحسب دراسة كندية أجريت لقياس تأثير الشاشات على حاسة التخيل لدى الاطفال، فإن الاولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و12 سنة ممن لا يعيشون بلا تلفاز يزيد نسبة تخيلهم لاستخدامات متعددة لشيء معين وذلك بنسبة تزيد عن 40 % مقارنة بالأطفال الذي يشاهدون التلفاز. وتعود الاسباب وفقاً للدراسة إلى أن التلفاز يحد من المدة المخصصة للعب، حيث إن مدة اللعب مهمة لتحفيز الإبداع كما أن التلفاز يتولى الرواية مكان الطفل، ولا يتيح له فرصة تخيل عوالم أخرى ممكنة. وفيما يخص قدرة الطفل على الانتباه، أظهرت دراسة أمريكية أن كل ساعة يتم قضاؤها في مشاهدة برامج غير عنيفة قبل عمر الثلاث سنين تزيد بنسبة 75 % احتمال بروز مشاكل في الانتباه عند بلوغ سن 8 سنوات , ويتضاعف هذا الخطر في حال مشاهدة برامج عنيفة , بيدا أن الباحثين لم يلاحظوا وجود نفس العلاقة لدى الاطفال المنتمين إلى هذه الشريحة العمرية المعتادين على البرامج التربوية .