سبونج بوب مسلسل رسوم متحركة أمريكي يُعرض حاليا بنسخته العربية على القنوات العربية، وينافس سبايدرمان في شهرته وانجذاب الأطفال له، وصور أبطاله تنتشر على ملابسهم وألعابهم وميدالياتهم وأنتج منه ألعاب فيديو وغيره، ويحقق نسبة مشاهدة منقطعة النظير بين الأطفال العرب مقارنة مع مسلسلات تلفزيونية أخرى. يتحدث المسلسل عن أسفنجة مربعة الشكل صفراء اللون، الغريب أنها تشبه أسفنجة المطبخ أكثر منها أسفنجة بحر. ويسكن «سبونج بوب» في قاع المحيط الهادئ في مدينة تدعى Bikini Bottom تحاكي المدن الأمريكية في نمط الحياة.. يفترض أن تحدث أشياء مضحكة وطريفة مع «سبونج بوب» وأصدقائة وخصوصا «بسيط»، وهو نجم بحر بطيء الاستيعاب، و«شفيق» الحبار، و«ساندي» صديقة «سبونج بوب»، إلا أن هذه الطرافة مغموسة برسائل مخبأة ومبطنة ننقل جلها حسبما وردت في المصادر الغربية. ولا شك أن غالبية الآباء يعرفون شخصية «سبونج بوب» الكرتونية، فهم لا بد أن يكونوا قد شاهدوا لقطات من هذه السلسلة ذات الشعبية الكبيرة في الولاياتالمتحدة وأوروبا وحتى العالم العربي، أو اشتروا لأطفالهم حقائب مدرسية على شكل «سبونج بوب» أو ألعابا تجسده أو تجسد الشخصيات التي تتشارك معه البطولة. وقد سبق لآباء أن عبروا في أنحاء متفرقة من العالم عن استيائهم من رداءة محتوى هذه السلسلة «السخيفة والمملة»، لكنها المرة الأولى التي تخرج فيها دراسة قائمة بذاتها أجراها علماء نفس واجتماع، وتخلص إلى نفس النتيجة التي توصلت إليها آراء واجتهادات آباء ومربين، بل وأسوأ منها. فقد اكتشف باحثون نفسيون أن مشاهدة شخصيات سبونج بوب وباتريك وسكويدوارد وباقي الشخصيات تؤثر سلباً على طاقة أدمغة أطفال الروضات والحضانات وتضعف عملية التفكير لديهم وتنحدر بذكائهم إلى مستويات متدنية. وتوصلت الباحثتان أنجلين ليلارد وجينيفر بيترسون من قسم علم النفس بجامعة فيرجينيا إلى هذه النتيجة بعد أن حاولتا معرفة تأثير مشاهدة حلقات هذه السلسلة الكرتونية على الوظائف التنفيذية للأطفال الصغار، وتشمل هذه الوظائف مهارات الانتباه وعمل الذاكرة ومهارة حل المشكلات ومهارات أخرى لها علاقة بالنجاح في المدرسة. وقالت الباحثتان إن غرضهما من هذه الدراسة هو كشف الآثار الفورية لمشاهدة المواد التلفزيونية على المشاهد باعتبار أن الآثار بعيدة المدى معروفة بسبب تطرق دراسات سابقة لها. وقامت الباحثتان بتكليف مجموعة تتكون من 60 طفلا يبلغ كل واحد منهم أربع سنوات، ووزعتهم على ثلاث مجموعات، بحيث شاهد أفراد المجموعة الأولى تسع دقائق من إحدى حلقات سلسلة «سبونج بوب» التي يلعب دور البطولة فيها أسفنجة تعيش تحت البحر، فيما شاهد أفراد المجموعة الثانية حلقة كرتونية على تلفزيون «بي بي إس PBS» تروي قصة طفل أمريكي لم يصل بعد سن التمدرس، هذا بينما طلب من أعضاء المجموعة الثالثة الرسم باستخدام ملونات شمعية وحبرية. وبعد انتهاء أفراد المجموعات الثلاث من مهامهم في التفرج والرسم، طلب منهم إنجاز أربعة اختبارات لتقييم وظائفهم التنفيذية فكانت النتيجة أن الأطفال الذين تفرجوا على سلسلة «سبونج بوب» لمدة تسع دقائق حصلوا على علامات أسوأ بكثير من العلامات التي حصل عليها أطفال المجموعتين الأخريين. وكتب الدكتور ديميتري كريستاكيس، أستاذ طب الأطفال بجامعة واشنطن والمتخصص في مجال الأطفال والإعلام تعليقاً له على هذه الدراسة «إن ربط مشاهدة المسلسلات التلفزيونية الكرتونية السريعة بمشكلات الوظائف التنفيذية له آثار عميقة على نمو الأطفال الإدراكي والاجتماعي، وهو ما يستدعي معالجة وتعاطيا خاصا لتلافي العواقب الوخيمة التي يتركها ذلك على شخصيات الأطفال». وردا على نتائج هذه الدراسة، قال مسؤول قناة «نيكولوديين» الأمريكية التي تبث سلسلة «سبونج بوب» في تصريح له لقناة «سي إن إن» الأمريكية الإخبارية «إن منهجية جمع 60 طفلا من بيئات اجتماعية غير مختلفة وغير متنوعة وجعلهم يُشاهدون مدة تسع دقائق إحدى حلقات «سبونج بوب» هي طريقة بحثية غير منهجية ومثيرة للتساؤل، ولا يمكنها أن تُقدم أساسا صلبا لأي نتائج موثوقة أو تستحق أن يُصدقها الآباء أو يثقوا بها». وأضاف «سلسلة «سبونج بوب» موجهة بالأساس إلى الأطفال البالغة أعمارهم ما بين 6 و11 سنةً، وليس إلى أطفال الحضانات والروضات الأصغر سناً». وقد لقيت نتائج هذه الدراسة ترحيبا واسعا من الآباء الذين كانوا يكرهونها لكن لم تكن لهم الشجاعة لمنع أطفالهم من مشاهدتها، أما وقد صار لهم دليل علمي وحجة بحثية، فإنهم عبروا عن استعدادهم لبذل كل ما في وسعهم لإنقاذ أبنائهم من كل ما قد يؤثر سلبا على قدراتهم العقلية ويبطئ نمو أدمغتهم ويؤخر نمو قدراتهم التعلمية والإنتاجية والتواصلية. من جهته أوضح عدد من الآباء أن جيل اليوم متغير عن الجيل السابق بفارق كبير جدا إذ أننا نقوم بمساعدتهم ما وراء عمر ال 25 وهذا أمر مرفوض ولابد أن يكون هناك اعتماد كلي على نفسه وعدم مطالبة الأبناء آبائهم مساعدتهم وهم في هذا العمر، مؤكدين أن أبناء الجيل دائما ما يقلدون الغرب بأطباعهم وثقافات الغرب ونسو عادات وثقافات أجدادهم، مؤكدين أنه لابد من برامج تحث على تجنب سلوكيات الغرب. وأضافوا يجب علينا نحن الآباء أن نكون واعين وعارفين لرسوم الكرتون التي يشاهدها أبنائنا لأن فيها حث لذهنهم بإفقار سواء سلبا أو إيجابا ونحاول التدخل من بعيد دون أن يتنبهوا بأننا نقيد اختيارهم كما أننا نساهم دائما نساهم في مشاهدة ما هو مفيد وتربوي ومسلي بنفس الوقت للأبناء، وبينوا أن المشكلة التي نعانيها في الوطن العربي أنه لا توجد شخصية كرتونية نتفق عليها ولا يوجد مشروع عربي لعمل شخصية أو عدد من الشخصيات الكرتونية يتفق عليها أطفال الوطن العربي، لذلك يلجأ الأطفال لمشاهدة رسوم متحركة أجنبية تبث له عادات وتقاليد مرفوضة والغريب أن هناك قنوات عربية تشجع على بث مثل هذه الأعمال. الرسوم المتحركة تشكل نهجا سلبيا للصغار تشكل الأغلبية من أفلام الكرتون أو الرسوم المتحركة جانبا سلبيا كبيرا في سلوكيات الأطفال في المراحل المبكرة من العمر فتؤثر وجدانيا عليه إلى الحد الذي يحقق حالة التماثل القصوى لأن الصورة التي يشاهدها الطفل مصحوبة بالصوت فتتجاوب مع الوعي الحسي الحركي لديه وتحدث استجابات معينة في إدراكه ومع تزايدها تتكون حصيلة وجدانية مشوهة عن تصوره للأشياء مما يؤدي إلى نزعات من العنف والعدوانية فينشأ طفل جانح قد ارتكب بسببها سلوكيات خاطئة نتيجة الصور الذهنية المخزنة، والبعض منها لا تحترم عقليات الطفل في المادة المعروضة فتكون أكثر سخف وسذاجة بدلا من كونها مادة تثقيفية متلقاة يستطيع الطفل من خلالها اكتساب مهارات جديدة تساعده أيضا بعض الرسوم المتحركة دون المستوى العقلي فتزيد من تراجع نموه ودرجة ذكائه وتحصيله العلمي وتقلل من التحصيل اللغوي الناتج من التلقين اللغوي السلبي عبر الدبلجة للهجات العامية بدلا من الفصحى، وكثير من الرسوم المتحركة لا تتفق مع الإسلام ولا العقيدة كالقوة الخارقة والقدرات المستحيلة وتعمل على إحلال القدوة الخاطئة كمنهج متبع عوضا عن القادة الفاتحين والأئمة المصلحين وتحليل الحرام وتحريم الحلال. وتحدثت الأخصائية النفسية بنان عيوني بأنه يجب على الوالدين وتحديدا الأم مراقبة ومتابعة أطفالها وماذا يشاهدون ويستحسن أن تشاهده قبل أن يشاهده طفلها لتقرر إن كان سلبيا أم إيجابيا عليه وتقليل عدد ساعات مشاهدة التلفاز وجعلها مكافئة له نتيجة سلوك إيجابي قام به وليس هروبا من المسؤولية ووضعهم أمامه لساعات طوال تؤدي إلى سمنة مفرطة من خلال العادات السيئة في تناول الطعام بشكل مفرط مما يؤدي إلى ظهور الأمراض كالسكر في عمر مبكر كذلك يقلل من اختلاط الطفل بالعلاقات الاجتماعية واحتكاكه بذويه فينشأ طفل تجنبي منعزل اجتماعيا ويفضل الوحدة وعدم مشاركة الآخرين نشاطاتهم. فالحذر من الرسوم المتحركة الهادمة لأخلاقيات الطفل والبعيدة عن تطوير مهاراته وقدراته العقلية.