تلوح في الأفق بوادر رغبة خليجية لتأجيل موعد دورة الخليج الثانية والعشرين المقرر إقامتها بالرياض خلال شهر نوفمبر المقبل. ومبررات التأجيل مقنعة إلى حد بعيد، أهمها أن البطولة تأتي قبل فترة وجيزة من بطولة كأس أمم آسيا بأستراليا، والتي تقام مطلع شهر يناير المقبل بمشاركة كل منتخبات دورة الخليج باستثناء منتخب اليمن، وترى منتخبات المنطقة أن بطولة القارة تستحق تركيزًا كاملًا بعيدًا عن الضغوط الجماهيرية والإعلامية المصاحبة لأهم بطولة في تاريخ الكرة الخليجية ناهيك عن الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة، والتي قد تنعكس على أجواء الدورة، ومن الممكن أن يؤدي قرار التأجيل إلى عام 2015 إلى تنقية الأجواء مستقبلًا مما ينعكس بالإيجاب على نجاح الدورة. وإذا كانت ثلاثة اتحادات خليجية قد تقدمت حتى الآن بطلب تأجيل الدورة، فإن بقية الاتحادات في الطريق، وأتوقع من الآن أن ينتهي اجتماع أمناء سر الاتحادات الخليجية المزمع عقده يوم 11 أغسطس الجاري إلى تأجيل الدورة إلى موعد آخر، وغالبًا ما سيكون بعد كأس أمم آسيا بفترة كافية. ومن حق السعودية التي تنظم الدورة للمرة الرابعة في تاريخها أن تضمن أجواء مثالية تكفل نجاح الحدث التي تستضيفه بديلًا عن العراق، الذي لم يكن جاهزًا بما فيه الكفاية لاستضافة الأشقاء بعد سنوات طويلة من الانتظار. وستبقى دورة الخليج برغم ما يواجهها من عقبات في وجدان كل الخليجيين الذين يعتبرونها عرسًا كرويًا حقيقيًا يستعرضون من خلاله آخر ما توصلوا إليه في عالم الساحرة المستديرة، ولا أدل على ذلك من تلك الفرحة الطاغية التي غمرت كل الإماراتيين عقب فوزهم المثير بلقب الدورة لأول مرة خارج الديار الإماراتية عندما احتضنت المنامة (خليجي 21)، وتوجت في نهايته الأبيض عريسًا للكرة الخليجية على يد واحد من أفضل أجيال الكرة الإماراتية إن لم يكن أفضلها على الإطلاق. نقلا عن صحيفة الاتحاد الإماراتية