علمت «اليوم» من مصادر خاصة بقطاع الطيران عن إخطار إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكية نهاية الاسبوع الماضي كافة هيئات الطيران في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بتصنيفها 5 مناطق جوية شديدة الخطورة الأمر الذي أسهم بشكل كبير في تغيير العديد من شركات الطيران مساراتها الجوية في هذه المناطق واتخاذ مسارات آمنة تفاديًا للحفاظ على مسافريها وطائراتها المدنية التجارية. وقالت المصادر ل«اليوم»: إن المسارات الجوية الآمنة أسهمت في وقت إضافي جديد غير المجدول في الرحلة الجوية مما سيوثر سلبًا حال استمرار الأوضاع غير المستقرة في مناطق الصراعات التي تشهدها المنطقة على شركات الطيران خاصة الطيران الاقتصادي، مما ترتب عليه فرض زيادة جديدة جراء استهلاك الوقود وطول مدة الوصول للدولة المستهدفة. وأوضح الكابتن سليمان الصالح الخبير الجوي في قطاع الطيران أن التحذير الصادر من إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكية لكافة هيئات الطيران في العالم أكد تصنيف أجواء العراق وليبيا وأوكرانيا وفلسطين المحتلة والصومال وأجزاء من جيبوتي بشديدة الخطورة، وتصنيف أجواء سيناء وأفغانستان ومالي وإيران واليمن وسوريا بالدرجة الثانية المتوسطة، والتي من المحتمل حال زيادة الأوضاع غير المستقرة رفعها لتحذير شديدة الخطورة مشيرًا إلى أن شركات الطيران اتخذت إجراءات جديدة في تحوطها وحماية ركابها المدنيون وطائراتها. وقال الكابتن الصالح: إن كافة شركات الطيران اتخذت إجراءات جديدة في تفادي مناطق الصراعات، وذلك في استحداث مسارات جوية آمنة بعيدة عن مناطق الصراعات الأمر الذي أدى إلى فرض زيادة جديدة في أسعار التذاكر نتيجة ارتفاع معدلات استهلاك الوقود إلى الدول المستهدف السفر إليها، وهذا الأمر سيوثر سلبًا على شركات الطيران الاقتصادي نتيجة تغيير خطوطها الجوية، مما سيؤدي بنهاية المطاف إلى التوقف عن العمل حال استمرار حظر الطيران على مناطق الصراعات. وبيّن الكابتن الصالح أن إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكية كشفت عن خرائط جوية جديدة آمنة يمكن لشركات الطيران اتباعها وعدم تعرض طائراتها وركابها لمخاطر الحروب مبينًا أن بعض شركات الطيران كانت تغادر في الرحلات الجوية من جدة إلى بيروت في وقت زمني 1.50 ساعة، وبعد تدهور الأوضاع في سوريا أصبحت تبتعد عن أجواء سوريا، وأصبح وقت الرحلة الزمني أكثر من 3 ساعات مرورًا بأجواء مصر، وثم البحر المتوسط، والدخول للأجواء اللبنانية، وهذا مكلف اقتصاديًا لشركات الطيران. من جانب آخر أوضح الدكتور ناصر الطيار خبير الطيران الجوي السعودي أن الأوضاع الحالية التي تشهدها مناطق الصراعات وخاصة بعد سقوط الطائرة الماليزية دون أي أسباب تسهم في حالة من التوتر والقلق خاصة في الأجواء المضطربة في مناطق الصراعات، مما يهدد هذا الأمر صناعة النقل الجوي، وبالتالي فإن كافة شركات الطيران تتحوط احترازيًا لتغيير مساراتها الحالية، وذلك لمسارات آمنة بعيدة عن مناطق الصراعات، وهذا يكلف الشركة الناقلة خسائر اقتصادية جراء استهلاك الوقود بشكل أكثر نتيجة طول المسافة، مما يؤدي إلى فرضها إجراءات جديدة تتمثل في إضافة جديدة في أسعار تذاكر السفر للشركات الناقلة للمسافرين. من جهته أكد عثمان أوغلو المدير الإقليمي لطيران الخطوط الجوية التركية بجدة أن الشركة أعلنت حزمة إجراءات جديدة تتمثل في تسيير رحلات لمسارات آمنة بعيدة عن مناطق الصراعات، وذلك كخطة طارئة تعمل عليها كافة وسائط النقل الجوية التركية لحمايتها من المخاطر المحتملة. وكانت الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس) والألمانية (لوفتهانزا) قد قررتا وقف رحلاتهما الجوية يوم الجمعة الماضي فوق اجواء مناطق الصراعات، وعمدت بعض شركات الطيران العالمية إلى وقف كافة أنشطة رحلاتها في الأجواء العراقية كليًا. وضمن هذا التوجه أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية وقفها الرحلات الجوية فوق الأجواء العراقية، فيما قالت لوفتهانزا الألمانية: إنها ستجمد رحلاتها وأنشطتها في مدينة أربيل شمال العراق. كما عمدت شركة فيرجن أتلانتك الجوية إلى وقف طيرانها فوق العراق، مصرحة بالقول: «إن الأمن والأمان يمثلان أهم أولوياتنا، وإننا سنتبع دومًا نصائح الحكومة فيما يخص هذه القضايا». أما شركة طيران الإمارات التي تعد إحدى أكبر شركات النقل الجوي في العالم من حيث عدد الرحلات فتقول: إنها بصدد إيقاف رحلاتها.