لقد تملك المسافرون على متن الرحلة SQ11، شعوراً رائعاً وتمتعوا برحلة مثالية ولكنها ما هي الا بداية لمرحلة جديدة وهامة في مجال الطيران المدني. وفي هذا السياق غادرت طائرة بوينغ 747-400 لوس انجليس في 31 كانون الثاني / يناير وصولاً الى سنغافورة عن طريق طوكيو، حيث قامت برحلة من اكثر الرحلات كفاءة من الناحية البيئية عبر شمال المحيط الهادئ. وتعتبر هذه الرحلة هي الأولى في مظاهرة الرحلة الخضراء التي يتعين الاضطلاع بها في إطار منطقة آسيا والمحيط في مبادرة للحد من الانبعاثات (اسباير)، وهو البرنامج الذي يهدف إلى تعزيز الإشراف البيئي في المنطقة. ومن خلال العمل مع سلطات الطيران المدني في سنغافورة، والولايات المتحدة واليابان لضمان أفضل ظروف لحركة المرور الجوية حيث تم توظيف سلسلة من تدابير الكفاءة لجميع مراحل الرحلة، SQ11 تستخدم نحو 6 في المائة وقود أقل من المطلوب عادة لرحلة مماثلة. وقد بينت التقارير الختامية أن 10.686 كغم من الوقود تم حفظها، وكذلك 33.769 كغم من انبعاثات الكربون، وهذا معدل أعلى من التوقعات الأولية لحفظ 10.000 كيلوغرام من الوقود وخفض 31.300 كجم من انبعاثات الكربون. وقد شرح السيد جيرارد ييب، نائب اول لرئيس العمليات في شركة الخطوط السنغافورية، قائلاً: "إن مسار اي طائرة وارتفاعها بالجو بالاضافة الى عوامل الطقس كل ذلك يؤثر على كمية الوقود التي تحرقها وعلى الكمية المنبعثة من ثاني أكسيد الكربون. لذا فإن إدارة هذه العوامل بشكل فعال وفي الوقت المناسب مهم جدا، بالنسبة للناقل الجوي وللبيئة على حد سواء ". لجعل هذه الرحلة صديقة للبيئة قدر المستطاع، لقد اتخذت الخطوط السنغافورية مجموعة شاملة من التدابير التي يتم تنفيذها في كل مرحلة من مراحل الرحلة. لقد خضعت الطائرة قبل الرحلة لبرنامج خاص لغسل المحركات الأربعة عبر استخدام المياه المعاد تدويرها لرفع مستوى الكفاءة في استخدام الوقود. كما تم صقل هيكل الطائرة للحد من السحب. هذه التدابير تجاوزت البرامج العادية التي كانت تعتمدها الخطوط الجوية السنغافورية في صيانة محركات وهيكل الطائرة. لمزيد من خفض استهلاك الوقود، تم استخدام تيار كهربائي ارضي لتشغيل الطائرات بدلاً من وحدة الطاقة المستخدمة سابقاً على متن الطائرة وذلك لضمان عدم وجود المزيد من الوقود على متن الطائرة، وضمان تطابق أفضل لاقلاع الطائرات مع الوزن الفعلي. بعد الاقلاع، تستطيع الطائرة التحليق دون قيود الى اقصى ارتفاع حيث يتم توفير الجزء الأكبر من الوقود عن طريق استخدام (الاستعراض الدوري الشامل) التي تم توليدها من نظام تخطيط الرحلات الجوية ليدو التابعة لانظمة لوفتهانزا للطيران. وقد اوضح كابتن بيب انه "واستنادا إلى حالة الطقس الحالية يعتبر الاستعراض الدوري الشامل هو الطريق الأكثر فعالية للطائرة بالمقارنة مع ما سبق لتحديد الطريق. ومن خلال هذه الاستخدامات تمكنا من تحقيق هذا التوفير الكبير للوقود بالاضافة الى خفض الانبعاثات" أضف الى ذلك، مع اقتراب الطائرة الى مطار شانغي في سنغافورة في وقت مبكر من صباح اليوم، قام الطيارون بانزلاق سلس نحو المدرج بدلا من اعتماد النهج المعتاد مسبقاً في الهبوط مما أدى الى توفير في نسبة الوقود المستهلكة هذا فضلاً عن خفض نسبة الضجيج التي تحدثه الطائرة عادة عند الهبوط. عند الهبوط، وبدلاً من اعتماد الاتجاه العكسي الكامل للفرامل للحد من سرعة الطائرة عند اقترابها من نقطة التوقف تم اغلاق واحد من المحركات الاربعة لمواصلة الحفاظ على الوقود. وفي هذا الاطار علق الكابتن بيب قائلاً: ان هذا يدل على أن "رحلة اسباير" التي تؤدي الى توفير الوقود وتخفيض انبعاثات الكربون يمكن تحقيقها عندما يعمل كل أصحاب المصلحة في مجال صناعة الطيران جميعا معا" "وأضاف ان الخطوط الجوية السنغافورية ملتزمة بالقيام بدورها من أجل الحفاظ على البيئة. وسوف نستمر في العمل مع الحكومات والسلطات التنظيمية والمصنعين والموردين بهدف تحقيق مستقبل مستدام للصناعة". لم تكن رحلة "اسباير" صديقة للبيئة فحسب بل انها قدمت فوائد ملموسة للمسافرين حيث انخفض زمن الرحلات حوالي 30 دقيقة.