ا ف ب -تعتبر فرنسا من البلدان الأكثر استقطابا للسياح الأجانب الذي يقدرون سحر مناطقها وجمالها ويشيدون أيضا، وخلافا للأفكار السائدة، بحفاوة الاستقبال فيها ونوعية خدماتها. وخلافا للنظرة التي ينظر فيها الفرنسيون إلى أنفسهم، يحظى لطف المواطنين والجهود التي يبذلونها لمساعدة السياح بتقدير عدد كبير من المسافرين الأجانب، بحسب ما أظهرت دراسة نشرتها جامعة باري-دوفين ومعهد "سي أس أيه" للنصائح والاستطلاعات والتحاليل. وبشكل عام، يعتبر أكثر من ثمانية مسافرين على عشرة (85%) الاستقبال في فرنسا مرضيا. ويشكل مطار رواسي-شارل ديغول الذي استقبل 61 مليون زائر سنة 2011 بوابة الدخول الرئيسية بالنسبة إلى السياح الأجانب، وواجهة فرنسا. وبينت الدراسة أن 91% من المسافرين الأجانب راضون عن تجربتهم في داخل المطار بشكل عام. ويقول البروفسور في جامعة باري-دوفين، ميشال شوفالييه "خلافا لبعض الأفكار السائدة، فإن نظرة السياح الأولية للمطار تختلف كثيرا عن نظرتهم عندما ينزلون فيه". وفي ما يتعلق بنقاط القوة التي يتمتع بها المطار، بينت الدراسة أن المسافرين الأجانب راضون عن نوعية وسائل النقل (90%) وعن المعلومات والمساعدة التي يقدمها الموظفون (89%) وعن الراحة في قاعة الانتظار (91%) وعن نظافة المراحيض (91%). ويقول فرانسوا روبيشون نائب المدير العام لمطار باريس إن "هذه الدراسة لا تفاجئنا، فهي دليل على نجاح الجهود التي نبذلها منذ سنوات عدة، ومنها استثمار 250 مليون يورو من أجل المحطة 1 في المطار وتجديد إشارات التوجيه في محطاتنا وتحسين خدماتنا". لكن المسافرين يشتكون من غياب خدمة الإنترنت و"واي فاي"، و70% منهم فقط أعربوا عن رضاهم بشأن خدمات المطاعم. ويشرح ميشال شوفالييه أن "انخفاض هذه النسبة يعزى إلى المسافرين الصينيين والهنود الذين لا يجدون طعاما ملائما عند وصولهم إلى باريس". وتعتبر الأسعار في فرنسا، ولا سيما تعرفات الأجرة، من النقاط السلبية الأخرى في نظر أكثر من ثلث المسافرين (36%). وعلى الرغم من نقاط الضعف هذه، يبقى مطار باريس منافسا قويا. ف76% من المسافرين الأجانب يجدون أن نوعية خدماته أفضل من تلك المتوافرة في المطارات الدولية الأخيرة التي زاروها أو مساوية لها. ومن الناحية الجغرافية، يعتبر موقف المسافرين الروس من المطار الباريسي الأكثر إيجابية، فيما يعتبر البريطانيون أكثر انتقادا له. وتعد فرنسا البلد السياحي الأول في العالم إذ إنها تستقبل 80 مليون زائر سنويا، وتحتل المرتبة الثالثة بعد الولاياتالمتحدة واسبانيا من حيث العائدات السياحية. وقد أجريت الدراسة من 18 نيسان/أبريل إلى 7 أيار/مايو في مطار باريس-شارل ديغول وشملت 816 مسافرا أجنبيا من ست جنسيات مختلفة (بريطانيا والولاياتالمتحدة وروسيا والهند والصين والبرازيل).