* من تاب وأصلح فيما بقي تقبل الله منه وكفاه ما مضى. ما أكرم ربنا تعالى، وما أشقى المصر المخذول! * يا رب إن في غزة وسوريا والعراق واليمن وغيرها قلوبًا تخفق خوفًا وألمًا وجوعًا وانقطاعًا. اللهم كن لهم معينًا ونصيرًا ومنعمًا والطف بهم يا أرحم الراحمين. * ليتنا نعد القلوب لتستقبل العيد كما نعد اللباس. ليتنا نزين الأفئدة بالتسامح قبل تزيين الموائد والبيوت. * وجه الأم ووجه الأب أجمل منظر في العيد. ما أصفى العيد بهما اللهم احفظهما من كل سوء، واجز كل من قدم لهما ما يسعدهما بعيد سعيد وعمر في الطاعة والخير مديد. * لا تفقد عفويتك في العيد. عد طفلًا فمحروم من معنى العيد من لم يعد طفلًا. * أعترف بأني أحب ابتسامة الفقير أكثر من حبي لابتسامة الغني وفي كل خير. وأعترف بأني إسعاد طفل واحد يشرق في نفسي أكثر من إسعاد الرهط من الكبار. * كن مأزومًا حانقًا حاقدًا متوترًا إن شئت، فلن تضر إلا نفسك ومن يحبك ممن حولك (أما من لا يحبك فلا تعني له شيئًا أصلًا)، ولن تضر عدوًا ولن ترد فائتًا، ولن تغير واقعًا بذلك. فثب إلى رشدك وارج الخير من ربك، واسلك سبل الموفقين السعداء تكن منهم. * أي قلوب لمن يكدرون أيام العيد؟ متى يتصالحون مع الدنيا من حولهم وقبل ذلك مع ذواتهم؟ * إن شعرت أنك أودعت في رمضان بعض عمل صالح فاسعد مع خوف من عدم القبول، ورجاء في رحمة الله. * وإن شعرت بتفريط عظيم في موسم الخير المنصرم فتدارك الساعات الخاتمة بتوبة جازمة وأوبة حازمة صادقًا في توجهك إلى الله تعالى لتكون من الفرحين بحق؛ لأنك مقبل على الله -عز وجل- راجيًا خائفًا محبًا، وتلك بحبوحة العبودية وخلاصة السعادة. * وسع على نفسك وأهلك في غير سرف ولا مخيلة، واعلم أن خير ما منحت من حولك العفو والتسامح. ألا تحب أن يغفر الله لك؟ * وجه ذهنك وكن لطيف التصريف له، فلا تتذكر عن أحد أو بلد إلا أجمل ما عندك، تصفو حتى أنفاسك، وترى في كل شيء جماله. * هو كريه النفس حقود غير متسامح... إلخ إذا قالت نفسك ذلك فقل لها: أريني أنت ما عندك من صفاء وتسامح وسمو في الروح والخلق، وإلا كنت مثله. إن وجود مثله -بوجه من الوجوه- نعمة. فالضد يظهر حسنه الضد. * إن استطعت أن تستنطق مدارج الصبا وذكريات الطفولة في هذا العيد فاذهب، وإني -شخصيًا- موجه ركائبي إن شاء الله إلى الغشامرة حيث قريتي، وعراء حيث مدرستي، وبقية بني ظبيان لأشتم عبق الأصالة، وأجد بعض نفسي الذي اشتقت إليه. أستودعكم الله إلى قرب منتصف شهر شوال حيث نعاود النظر -إن شاء الله- في آفاق الشريعة. وكل عام والزملاء الأعزاء في صحيفة (اليوم) الغراء والقارئين الكرام بخير وموفور صحة وتوفيق وهداية لما يحب ربنا ويرضى.