عيد الماضي أشد بهجة وفرحة في النفوس ، كنا نفرح بالملابس الجديدة البسيطة الجاهزة ، كنا نفرح (بالطراطيع) التي كانت غير مدوية الانفجار . للحلويات طعمها اللذيذ . والسلام والمعايدة بين الأسر في يوم العيد ليس له حدود فلا أبواب مغلقة ولا رسائل نصية تكفي عن التواصل . في يوم العيد لانوم بل معايدة ، وقلوب طاهرة ، ووجوه تلبس ثوبا من نور كأنها بدوراً تمشي على الأرض . آه ما ألذ ( الثريد) و( المرسة ) و ( الكبسة) ومختلف الأطعمة التي كانت توضع للإفطار في الحي وكل بيت يأتي بنوع من الطعام . ما أصدق دعوة الكبار وأجملها عندما يقولون للشاب ( بنت حلال) فيرد الشاب آمين ثم يدعو ولك ياعم ( حجة وتمدينة) ويتبعها بابتسامة عريضة وعبارة ( بنت حلال) ليسود الضحك والفرح بين الصغير والكبير . ليت العيد استمر كما كان ولم يطرأ عليه تغيير لماذا غاب مظهر الإفطار الجماعي ؟ واختفت تبادل الزيارات والتهنئة بالعيد؟ وأصبحت الأبواب مغلقة ونهار العيد للنوم؟ فقدنا لذة العيد وبهجته برغم الملابس الجديدة والأنيقة جداً فقدنا التواصل الاجتماعي واستخدمنا (الإتصال) حتى مع الجيران والأقارب . ولكم مني دعوة بعيد له بهجة ما مضى من الأعياد وأن يجعل الله عيدكم أسعد الأعياد و( بنت حلال) لكل شاب . رسالة خاصة يوم العيد يوم بهجة لكل إنسان إلا النازحين فحالهم لن يسر صديقاً ، ولسان حالهم في قول المعتمد بن عباد : فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا وكان عيدك باللذات معمورا فالطفل لن يجد صديقه والطفله لن تجد صديقتها وإن لبسوا الجديد فلن تكون للعيد فرحة في قلوبهم والأب بعيد عما بناه ومرتع صباه وإن سكن في الفنادق الفخمة والأم تفتقد الدار والعناية بها وإن سكنت في قصر منيف والأسرة تغيب عن شفاههم إبتسامة الفرحة بالعيد وتسكب أعينهم ( دمعة حارة) أشد سخونة من ماء العين الحارة وكما يقول المعتمد أيضاً : برزن نحوك للتسليم خاشعةً عيونهنّ فعاد القلب موتورا قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّرةً أبصارهنّ حسيراتٍ مكاسيرا لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهره وقبل كان بماء الورد مغمورا لكنه بسيول الحزن مُخترقٌ وليس إلا مع الأنفاس ممطورا لكم الله أيها النازحون ثم أبو متعب فنحن لانملك إلا الدعاء لكم بالعودة للديار وعودة البهجة لنفوسكم .