ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأحد، مذبحة في حي الشجاعية، راح ضحيتها أكثر من 60 شهيداً، ومئات الجرحى، ومثلهم تحت الأنقاض، إضافة إلى استمرار القصف والغارات على كافة مناطق قطاع غزة. وزعمت قوات الاحتلال بوقف العدوان على القطاع لمدة ساعتين للسماح للطواقم الطبية بنقل جثامين الشهداء، الا ان الاحتلال قصف الشجاعية بقوة خلال تواجد الطواقم الطبية التي تحاول نقل الجثث والجرحى ومنعت الصحافة التي تحاول نقل الصورة للعالم ليرى بشاعة المشهد. وحسب القيادة الميدانية لفصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس :"انهمرت القذائف المدفعية على منازل المواطنين بشكل كثيف وعشوائي، حيث بلغ عدد الشهداء الذين نقلوا اكثر من 67 شهيداً وأكثر من (200) جريح، فيما لا يزال تحت الانقاض عشرات المواطنين بين شهيد وجريح، فيما لا تتوقف طواقم الإسعاف عن نقل الإصابات إلى مستشفى الشفاء والتي غالبيتها من النساء والأطفال وكبار السن. وقال أبو حمد، الناطق بلسان الجهاد الإسلامي: إن عدد الشهداء قد يصل الأحد، إلى أكثر من 70 شهيداً، بعد استهداف الحي بصواريخ كل دقيقة 3 صواريخ، منذ التاسعة من مساء السبت وحتى مطلع الفجر. وأضاف: إن القصف استهدف 6 سيارات إسعاف أيضا،ً وطاقما إعلاميا، ونحو 13 سيارة مدنية، كانت تنقل النازحين من مناطق القصف العشوائي. وقال الناطق بلسان القسام الجناح العسكري لحركة حماس: إن جيش الاحتلال حاول اختراق حي الشجاعية فتصدت له الكتائب بقوة ووقعت معارك تكبد فيها العدو 11 دبابة تم تدميرها بالعبوات الناسفة الأرضية والصواريخ، وكذلك بالبنزين بإحراقها بمن فيها. مشيراً الى ان الجنود فروا من وسط المعركة مخلفين اسلحتهم. وقال الناطق باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة: إن قوات الاحتلال تمنع نقل الجرحى والمصابين، وتطلق قذائفها بشكل كثيف على سيارات الإسعاف والدفاع المدني. وأشار القدرة في بيان له، إلى أن هذه الساعات والتي مضت تعتبر الأعنف استهدافاً لمنازل المواطنين، حيث تعالت مناشدات المواطنين منذ الساعة 12 ليلاً بوجود عدد كبير من الضحايا في منازلهم التى تنهال عليها القنابل والقذائف من كل صوب. وأضاف: "كانت التنسيقات تجري على قدم وساق بين الطواقم الطبية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والذي بدوره تواصل على الفور مع الجانب الإسرائيلي للسماح بدخول سيارات الإسعاف للمنطقة، ولكنه جوبه برفض قاطع من قبل الاحتلال". ونوه إلى أن الاحتلال رد على الصليب الأحمر بأن الشجاعية هي منطقة عمليات عسكرية مغلقة ويحظر دخول سيارات الإسعاف لها. وتابع: "مما دفع طواقمنا الطبية أن تبادر من تلقاء نفسها رغم المخاطر الجمة محاولة منها لإنقاذ المواطنين وانتشال الضحايا، ولازالت الطواقم الطبية تقوم بواجبها المقدس، وسط استهداف مركز للمناطق الشرقية لمدينة غزة". وقالت مصادر طبية: إن طواقم الدفاع المدني والإسعاف تمكنت من انتشال 44 شهيداً وإصابة أكثر من مائتي جريح، ضاقت بهم مستشفى الشفاء التي وصل إليها أيضاً عشرات الآلاف من سكان الحي الذين اضطروا لمغادرته تحت النار. وأفاد الناطق باسم وزارة الصحة بغزة د.أشرف القدرة، أن من بين الشهداء أسامة الحية ابن القيادي في حركة حماس خليل الحية، وزوجته هالة أبو هين وطفليه خليل وأمامة، في قصف استهدفهم في حي الشجاعية شرق غزة، مضيفاً، أن هناك أعداداً كبيرة من الشهداء لا زالوا مجهولي الهوية، ووصلوا إلى المستشفى عرف منهم: الشهيد أحمد إسحاق الرملاوي، والشهيدة مروة سليمان السرساوي، والشهيد رائد منصور نايفة، والشهيد أسامة ربحي عياد، والشهيد عاهد موسى السرسك. إضافة إلى المسعف فؤاد جابر، والصحفي خالد حامد. وقال القدرة: إن الفتاة هبة حامد الشيخ خليل 14 عاماً استشهدت في القصف المتواصل، إضافة إلى الشاب محمد علي محارب جندية 38 عاماً، إثر قصف الاحتلال على حي الشجاعية. كما واستشهد المواطن وسام حمودة 28 عاماً، باستهداف المواطنين في بلدة جباليا. وأعلنت المصادر الطبية وصول جثمان الشهيد توفيق مرشود 52 عاماً إلى مجمع الشفاء الطبي إثر استمرار العدوان الاسرائيلي المتواصل على شرق مدينة غزة. وأوضح القدرة أن مناشدات المواطنين تعالت منذ الساعة 12 ليلا بوجود عدد كبير من الضحايا في منازلهم التى تنهال عليها القنابل والقذائف من كل صوب. وفي قرية عبسان الصغيرة، شرق خانيونس، استشهد المواطن محمود أبو عنزة، وأصيب عدد آخر في قصف استهدف تجمعاً للمواطنين شرق المدينة، وفي مدينة رفح استشهد ثلاثة مواطنين، هم: حميد أبو فوجو (23 عاماً)، أحمد زنون (26 عاماً)، صهيب أبو قورة (21 عاماً) جراء قصف استهدفهم برفح. وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة عندما قصفت الطائرات الحربية شقة سكنية تعود لعائلة ال معمر ما أسفر عن استشهاد ثلاثة أشقاء. واستشهد الشقيقان: محمد يوسف معمر 30 عاما، وحمزة يوسف معمر 21 عاما، قبل أن يلحق بهما شقيقهما الثالث أنس يوسف معمر، متأثراً بجراحه التي أصيب بها جراء قصف منزلهم في حي الجنينة برفح فيما أصيب 10 آخرون. واستشهد، صباح الأحد، المصور الصحفي خالد حمد، في قصف إسرائيلي، استهدفه مع مسعف فلسطيني في حي الشجاعية شرق غزة، أثناء تغطيته للأحداث في حي الشجاعية، رغم ارتدائه زي الصحافة. رفض الهدنة وكشف الناطق باسم حركة "حماس"، سامي أبو زهري، في حديث تلفزيوني أن "حماس" وافقت على تهدئة إنسانية عرضها الصليب الأحمر لمدة 3 ساعات، وإسرائيل رفضت، مشيراً إلى أن "الجيش الاسرائيلي فشل في مجاراة المقاومة ويحاول الانتقام من المدنيين"، لافتاً إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي كاذب ومجرم، ونحن من حقنا ان ندافع عن أنفسنا، ونتعرض للقصف"، متسائلاً: "كيف نسكت عندما نرى القتلى والجرحى من الشعب الفلسطيني؟". وأكد أبو زهري أن "حماس ستواجه إلى الآخر"، مشيراً إلى أن "الموقف العربي ما زال دون المستوى"، لافتاً إلى أنه "يجب فتح معبر رفح في ظل النقص بالإمكانات الطبية"، مشدداً على أن "غزة بحاجة إلى المساعدة من العرب". جريمة حرب وقالت حركة "حماس": إن المجزرة التي ارتكبتها ولا تزال قوات الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة ضد المدنيين، هي جريمة حرب.وأضاف أبو زهري، إن هذه المجزرة لن تكسر إرادة شعبنا، والمقاومة ستستمر في تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة. وشدد أبو زهري على أن حماس والمقاومة الفلسطينية لن تسمح للاحتلال بأن تطأ قدمه أرض غزة. نفاد الغذاء والدواء وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن مخزون الغذاء والدواء اللازم لإغاثة النازحين، نفدت من مخازن الوكالة في قطاع غزة. وقال مدير عمليات وكالة "أونروا"، روبرت تيرنر في مؤتمر صحفي، عقده في مستشفى الشفاء بمدينة غزة الأحد: "إن كل إمدادات الغذاء والدواء اللازمة لإغاثة النازحين، نفدت من مخازن الوكالة". وأضاف: "سنطلب إمدادات من مفوضية شؤون اللاجئين في سوريا والأردن". واستنكر تيرنر، عمليات إجلاء السكان الواسعة التي نفذها جيش الاحتلال، شرقي مدينة غزة، وأعلن أن الوكالة حولت 6 مدارس تابعة لها، كمراكز إيواء لاستيعاب آلاف الفلسطينيين النازحين. اعاقة دخول الدواء وقال وزير الصحة د. جواد عواد: إن سلطات الاحتلال دمرت 25 مؤسسة ومنشأة صحية ومستشفيين ، وسمحت، صباح الأحد، لشاحنة أدوية من الدخول إلى قطاع غزة، بعد احتجازها ليومين، مضيفاً أن غرفة العمليات المشتركة للوزارة تسجل وضع كارثي وخطير نتيجة لاستهداف الطواقم الطبية والمؤسسات الصحية وسيارات الاسعاف والطواقم الطبية في خرق لكل المواثيق الدولية .