في الوقت الذي يشهد فيه سوق الرطب في الأحساء هذه الأيام نشاطاً ملحوظاً وإقبالاً متزايداً من المشترين وخاصة مع الإفطار في شهر رمضان المبارك، في الوقت الذي يغيب فيه الفلاح الحساوي عن المشهد، الذي عُرف بتعلقه بالنخلة، حيث تسيطر العمالة الوافدة على السوق في ظاهرة خطيرة انتشرت في السوق منذ عدة سنوات. تساؤلات ومشهد واقعي ويتساءل المستهلكون: لماذا تترك هذه الثروة في أيدي هذه العمالة يتلاعبون بأسعارها، وتصديرها دون حسيب أو رقيب من الجهات المعنية كجمعية النخلة التعاونية والتجارة والأمانة؟؟ ومؤخراً أظهر موسم جني رطب هذا العام في الاحساء والذي تزامن مع دخول شهر رمضان المبارك تفشي ظاهرة خطيرة جداً على الاقتصاد المحلي والوطني، حيث أحكمت العمالة الآسيوية الوافدة سيطرتها التامة على تسويق الرطب، سواءً في الأسواق أو على الطرقات وبين المزارع، وهذا يعني تمكن هؤلاء الوافدون من وضع يدهم على مفصل اقتصادي استراتيجي، ما حدا بالكثير من المواطنين والاقتصاديين لدعوة الجهات المعنية للقضاء على هذه الظاهرة في أسرع وقت، فالزائر للمحافظة ومنذ دخول شهر رمضان يلحظ أن الوافدين لم يكتفوا بإحكام قبضتهم على الرطب وحسب، بل إنهم باتوا هم المسوقون لكل الفاكهة التي تنتجها تربةالأحساء الطيبة، ومنها العنب والتين والليمون والبطيخ وغيرها، وبات مشهد تواجد كشكات الوافدين في الميادين وتقاطع الطرق الرئيسية والزراعية مألوفاً، إلا أن الأمر المستغرب هو أن هذا المنظر لم يحرك أياً من الجهات المعنية، مما يثير تساؤلات وعلامات استفهام. ضعف الرقابة وأشار رجل الأعمال أحمد الحسين الى أن الجانب الصحي ليس بالمستوى المطلوب للبائعين فعلى الرغم من قيام أمانة الأحساء مشكورة بتوزيع عبوات كرتونية على البائعين بالمجان، إلا أنهم يقابلون ذلك بعدم الالتزام، ويُصرُّون على وضع منتج الرطب داخل الصناديق الملوثة بشتى أنواع الملوثات، مما يشكل خطورة على المحصول الذي يُباع مباشرة إلى المستهلكين، وخاصة أن خامة علب الكراتين التي تقوم الأمانة بتوزيعها مجاناً على الباعة في كل عام صديقة للبيئة، ويمكن إعادة تدويرها، وسهولة التخلص منها، وأنه سيتم العمل بها إلزاماً، وعدم السماح بدخول الرطب الذي لم يُعبَّأ داخل هذه العبوات إلى الأسواق ومعاقبة المخالفين، إلا أن ما يجري حالياً في السوق من غش وتضليل من قِبل الوافدة للمستهلك، يدلل على ضعف الرقابة، وتصدي الأمانة للمخالفين بحزم. مجموعات ضد الفلاح من جهته استاء شيخ سوق التمور في الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي من ترك ثروتنا الاقتصادية الثانية بعد النفط في أيدي الوافدين يتلاعبون بها وفي أسعارها، ولفت الحليبي أنه ومن خلال متابعته لوضع الرطب وجد أن هناك تضامنا من الباعة (المقيمين) في بيعه بسعر مرتفع، فيما الفلاح لا يتمكن من بيعه بذات السعر كون هذه العمالة استطاعت تكوين مجموعات تتفق فيما بينها على تحديد السعر ونظام البيع بدون حسيب او رقيب، وكميات الرطب لهذا العام ممتازة، واستدرك أن شدة الحرارة والرطوبة في رمضان قلصتا جني الرطب حيث لا يستطيع الفلاح جمعه، وأوضح أن الرطب الحساوي «كالغر والشيشي» يصدر في رمضان لدولتي الكويت وقطر فقط، فيما يستهلك الجزء الأكبر منه محلياً. وتشهد الطرق الرئيسية والإشارات المرورية بالأحساء خلال هذه الأيام تجمعات كبيرة لعمالة وافدة تخصصت في بيع الرطب وسط تسابق من المواطنين على عملية الشراء، ما ساهم في انخفاض الأسعار بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية خصوصا أن هذه العمالة الوافدة والتي تعمل في هذه المزارع تجني الثمار من المزارع القريبة وتحاول الاستفادة بأكبر قدر ممكن من هذا الموسم. هبوط الاسعار وبين متعاملون في سوق الرطب أن مايعرض الآن في السوق كانت في البداية أسعاره مرتفعة ولكن تسابق العمالة ساهم في انخفاض الأسعار خصوصا أنهم يتواجدون في أماكن كثيرة من الواحة، وبين توفيق المهنا أن تواجد هذه العمالة سيضر بأصحاب المزارع وكذلك أصحاب محلات الخضار والرطب التي يعمل بها مواطنون، لأن الوافد يجلب معه كميات كبيرة أخذها من المزرعة ويبيعها حتى لو بسعر زهيد مما جعل الأسعار تهبط إلى أكثر من 75% خلال أسابيع. وفيما يتعلق بتصدير التمور أشار عبدالرحمن الحليبي الى أن التصدير ينشط في شهر رمضان المبارك الذي يشكل وجبة رئيسية على مائدة المسلمين، مضيفاً انه يصدر إلى مختلف الدول العربية والإسلامية والآسيوية، ويصل إلى أوروبا وأمريكا. استغلال الحاجة صالح الفريهيدي، أحد خبراء التمور قال ان نبتة (المنيعي وأم حمام والحساوية)، هي أول الثمار نزولاً للسوق حيثُ نزلت للسوق قبل شهر رمضان الماضي، أي في بداية موسم جني الثمار، وكانت أسعارها مرتفة نوعاً ما، وأفاد بأن آخر ثمرةٍ تجلب للسوق هي نبتة (الخَصَابة وأم الخشب)، علماً بأن ثمرة الخَصَابة غير مرغوب فيها لدى الناس. وأوضح فهد العبدالسلام أن العمالة استغلت كثرة الطلب على الرطب وأخذت تسوقه بأسعار مرتفعة مستغلين لهفة الناس للرطب في البداية، ولكن في الأيام الأخيرة ومع كثرة المعروض أخذوا يبيعونه بأسعار قليلة خصوصا أنهم لا يخسرون فيه شيئا ويجنونه من المزارع وربما يبيعه بعضهم دون علم من صاحب المزرعة. من جهته أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة الأحساء بدر فهد الشهاب أن هناك تعليمات بالسماح ببيع المنتجات الحساوية في أي مكان وذلك كدعم للمزارعين، وبيع الرطب هو أحد هذه المنتجات، مبينا ان الأمانة أمهلت باعة محصول الرطب بانتهاءالالتزام بالبيع بوحدة الكيلوجرام، وانه تم تجهيز وتوزيع حوالي 500 ألف عبوة كرتونية كانت مخصصة لتسويق الرطب في العام الماضي والعام الحالي بالتعاون مع الغرفة التجارية. أحد الباعة افترش الرصيف ومارس بيع الرطب