في الوقت الذي يشهد فيه سوق الرطب في الأحساء هذه الأيام نشاطاً ملحوظاً وإقبالاً متزايداً من المشترين وخاصة مع قرب دخول شهر رمضان المبارك، تنتاب المستهلك حالة من القلق بسبب المخاوف من تأثير عمليات البيع الواسعة والمعتادة لبعض الدول المجاورة في نقص الكميات المعروضة في الأسواق، وفي الوقت الذي يغيب فيه الفلاح الحساوي عن المشهد، الذي عُرف بتعلقه بالنخلة، تسيطر العمالة الوافدة على السوق في ظاهرة خطيرة تتفشى في السوق منذ سنوات، ويطرح المستهلك لهذه الفاكهة اللذيذة سؤالاً كبيراً بحجم المعاناة، لماذا تترك هذه الثروة في أيدي هذه العمالة يتلاعبون بأسعارها، وتصديرها دون حسيب أو رقيب من الجهات المعنية كجمعية النخلة التعاونية والتجارة والأمانة؟ الأمر المستغرب منذ سنوات هو أن أحداً من هذه الجهات لم يحرك ساكناً، مما يطرح علامات استفهام كبيرة، نأمل ألا تطول الإجابة عنها. أما الجانب الصحي فحدِّث ولا حرج، فعلى الرغم من قيام أمانة الأحساء مشكورة بتوزيع عبوات كرتونية على البائعين بالمجان، إلا أنهم يقابلون ذلك بعدم الالتزام، ويُصرُّون على وضع منتج الرطب داخل الصناديق الملوثة بشتى أنواع الملوثات، مما يشكل خطورة على المحصول الذي يُباع مباشرة إلى المستهلكين، أتذكر في تصريح سابق لوكيل أمانة الأحساء للخدمات قوله إن خامة علب الكراتين التي تقوم الأمانة بتوزيعها مجاناً على الباعة في كل عام صديقة للبيئة، ويمكن إعادة تدويرها، وسهولة التخلص منها، وأنه سيتم العمل بها إلزاماً وعدم السماح بدخول الرطب الذي لم يُعبَّأ داخل هذه العبوات إلى الأسواق ومعاقبة المخالفين، إلا أن ما يجري حالياً في السوق من غش وتضليل من قِبل الوافدة للمستهلك، يدلل على ضعف الرقابة، وتصدي الأمانة للمخالفين بحزم، وفي الجانب الأمني المهم نتساءل هنا: هل اللجان المكلفة بمتابعة تصحيح أوضاع العمالة الوافدة تعلم أن لدينا سوق تمور موسمي يعجُّ بالمخالفين؟ أشك في ذلك!! للكاتب : سعيد الدوسري نقلا عن الشرق