رفضت وزارة التربية والتعليم اتهام الكتاب لها بضعف دورها التربوي والتحصين الفكري والسلوكي لطلابها، مما أدى إلى انجرار المراهقين ما دون العشرين إلى مواطن الفتن والصراعات. وشددت "الوزارة" على عدم مسؤولية المدارس عن سلوك الافراد خارجها وانها تؤدي واجبها التعليمي والتربوي على أكمل وجه، مستدركةً بأن المدرسة ليست المغذي الفكري والسلوكي الوحيد، فالمجتمع والاسرة والاعلام لهم دور في تقويم وتعديل السلوكيات والتأثير عليها". جاء ذلك خلال الامسية الرمضانية التي أقامتها الوزارة أمس بالرياض لمناقشة القضايا التربوية والتعليمية، والمشروعات والبرامج المطروحة، والنظام الفصلي للتعليم الثانوي الجديد مع نخبة من كتاب ومثقفي المملكة بحضور نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين الدكتور حمد آل الشيخ. وقال أحد الكتاب وهو أكاديمي في إحدى الجامعات إن هناك فجوة بين التعليم المهني والتعليم الثانوي في المملكة، وتقسيم أدوار العمل قد فشل، وأصبح من الضروري الآن إضافة ساعات تدريبية في مهارة معينة كحدادة أو نجارة أو غيرها ليتعلم الطالب مهنة في يده تفيده في المستقبل ويعمل على تطويرها. وأضاف: ان على الوزارة إعادة النظر ملياً في نظام الاختبار التكميلي للمادة عند تطبيقها نظام الساعات، وألا تخطئ خطأ الجامعات في هذا الجانب حيث ان المدة بين الاعلان عن الرسوب في المادة والاختبار التكميلي طويلة جداً تقارب السنة، وعلى الوزارة مراعاة مشاعر الطلاب وإعادة تدريسهم للمادة من جديد. فيما تطرق الكاتب ياسر المعارك إلى أن الاشكالية الكبرى التي تواجه وزارة التربية والتعليم هي تعبئة عقول الطلاب من مصادر خارج أسوار المدرسة، مشيراً إلى أن هذا تحد حقيقي ينبغي أن تعد له الوزارة برامج مكثفة مع تفعيل دور المدرسة في الاحياء بشكل أكبر. وتساءل المعارك هل لدى الوزارة العدد الكافي من الكادر البشري الذي يستطيع تقييم المدارس في جميع مناطق المملكة حيث ان عدد المعلمين والمدارس كبير والامر يحتاج لمهارة عالية، كما أشار إلى التباين الواضح في المناهج بين المدارس العالمية في المملكة والمدارس الحكومية ومدى فاعليتها وجودة مخرجاتها وخصوصا اللغة الانجليزية. وقال نائب وزير التربية والتعليم ان كل ما تم ذكره مأخوذ بالحسبان ولدينا حلول ونعمل على تفعيلها، وبعضها قد فعل مسبقاً، والمناهج التي نقوم بتدريسها هي مناهج عالمية تمت مراعاة المواءمة والاتساق فيها، كما أن لدينا تعديلات على التقويم المستمر سيطبق العام القادم ويشمل العديد من التحسينات. وحول النظام الفصلي للتعليم الثانوي الجديد، بين آل الشيخ أن التحول من نظام الدراسة المعتمد على السنوات الدراسية إلى النظام المعتمد على الفصول الدراسية المبني على المستويات الدراسية المستقلة بمقرراتها ودرجاتها ونتيجتها يهدف إلى تخفيف الأعباء لزيادة التركيز على عمليات التعلم وتنمية القيم والمهارات وتخفيض الخطة الدراسية في المستويات الدراسية، واعتماد تعزيز القيم والمهارات المهنية والحياتية عبر جميع المناهج الدراسية، وتحديث المحتوى التعليمي للمواد الدراسية وإعادة تنظيم مصفوفات المدى والتتابع بما يحقق النمو والاتساق مع التعلم السابق واللاحق، وإعادة التصميم التعليمي للكتب الدراسية لتحسين دورها في عملية التعلم، إضافة إلى استحداث مادة "المهارات التطبيقية" التي تركز على تنمية مهارات متجددة يحتاجها الطلاب والطالبات، وتساعد في تنمية ميولهم واهتماماتهم وتهيئهم لسوق العمل، مع تخصيص مئة درجة للمادة ودخولها في المعدل التراكمي للطالب واحتسابها ضمن النصاب التدريسي للمعلم.