مشروع تطوير النظام السنوي للتعليم (النظام الفصلي) لمحة عامة تمهيد : الحمد لله الذي علم بالقلم ، علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على من علم الناس ولم يزل معلماً .. وبعد: فقد أسهم النظام السنوي للتعليم الثانوي (الحالي) منذ تطبيقه في دفع عجلة التنمية بتخريج خريجين ملائمين لطبيعة الحياة ومتطلباتها في الوقت الذي أسس فيه هذا النظام؛ وخلال السنوات الطويلة التي طبق فيها النظام السنوي للتعليم الثانوي ظهر العديد من الاحتياجات التطويرية التي تستدعي تطوير عدد من عناصر نظام التعليم الثانوي ومناهجه؛ ليكون أقدر على مواكبة المتطلبات المتجددة، ومنها: التطور المستمر لخطط التنمية الوطنية الشاملة الذي يحتم بذل مزيد من الجهود لرفع مستوى مساهمة التعليم الثانوي بدوره في تحقيق أهدافها وتطلعاتها. المستجدات الاجتماعية والاقتصادية التي تتطلب تهيئة المتعلمين لمتطلباتها. التطورات المستمرة في المجالات التربوية والتقنية والمعلوماتية التي تتطلب التحسين المستمر للتعليم الثانوي ومناهجه وأدواته. التغيرات العالمية والإقليمية تؤكد الحاجة إلى إعداد المتعلمين للتفاعل الواعي معها. ويأتي مشروع تطوير النظام السنوي للتعليم الثانوي (النظام الفصلي) واحداً من المشروعات التطويرية؛ لإحداث عمليات تحسين وتطوير للمساهمة في تلبية تلك الاحتياجات التطويرية، وليواكب مسيرة التطوير التي طبقتها الوزارة على جميع مدارس التعليم الابتدائي والمتوسط، وتحقيق التتابع بين ما تعلمه الطلاب في المرحلة المتوسطة وما يتعلمونه في المرحلة الثانوية. وجاءت الموافقة السامية الكريمة على تطبيق النظام الفصلي في المرحلة الثانوية ليحل بديلا للنظام السنوي بعد أن أكملت الوزارة كافة استعداداتها خلال السنتين الماضيتين، إيذاناً باستمرار القيادة الحكيمة في الدفع بعجلة التطوير المستمر للتعليم وتأكيدا للرعاية الدائمة لجيل الحاضر والمستقبل. وقد أكدت الموافقة السامية الكريمة على أن يتم تطبيق النظام الفصلي في المرحلة الثانوية تدريجياً بدءًا من العام الدراسي المقبل 1435-1436ه، ابتداء من الصف الأول الثانوي، وليحل تدريجياً محل النظام السنوي الحالي؛ ليكتمل التطبيق بنهاية ثلاث سنوات دراسية تتحول معها جميع مدارس النظام السنوي للتعليم الثانوي الحالية إلى النظام الفصلي الجديد؛ مع استمرار تطبيق نظام المقررات المعتمد من المقام السامي الكريم؛ ليكون موازياً لهذا النظام. الغرض من المشروع: تحقيق المواءمة والاتساق بين مناهج التعليم الأساسي ومناهج النظام السنوي للتعليم الثانوي، بما يعزز القيم والمهارات والاتجاهات التربوية الحديثة، ويهيئ المتعلمين لمتابعة التعلم والحياة والعمل، ويدعم التحول إلى النظام الفصلي المبني على تحسين التقويم من أجل التعلم. مرتكزاته: التحول من نظام الدراسة المعتمد على السنوات الدراسية إلى النظام المعتمد على الفصول الدراسية المبني على المستويات الدراسية المستقلة بمقرراتها ودرجاتها ونتيجتها ، وتقسيم المرحلة الثانوية إلى ستة مستويات دراسية يستغرق كل منها فصلا دراسياً كاملاً، مع إتاحة فرصة الفصل الصيفي وفق ضوابط محددة؛ وتوحيد الخطة الدراسية والمناهج بين مدارس البنين والبنات، وتخفيف الأعباء لزيادة التركيز على عمليات التعلم وتنمية القيم والمهارات وتخفيض الخطة الدراسية في المستويات الدراسية بحيث تتضمن خطة الفصل الدراسي في الأول الثانوي 14 مادة دراسية فقط بدلاً من 21 مادة في الوضع الحالي؛ واعتماد تعزيز القيم والمهارات المهنية والحياتية عبر جميع المناهج الدراسية، وتحديث المحتوى التعليمي للمواد الدراسية وإعادة تنظيم مصفوفات المدى والتتابع بما يحقق النمو والاتساق مع التعلم السابق واللاحق، وإعادة التصميم التعليمي للكتب الدراسية لتحسين دورها في عملية التعلم، إضافة إلى استحداث مادة "المهارات التطبيقية" التي تركز على تنمية مهارات متجددة يحتاجها الطلاب والطالبات، وتساعد في تنمية ميولهم واهتماماتهم وتهيئهم لسوق العمل مع تخصيص مئة درجة للمادة ودخولها في المعدل التراكمي للطالب واحتسابها ضمن نصاب التدريسي للمعلم. نظام التقويم الجديد: تتضمن ملامح التقويم الجديد في النظام الفصلي: اعتماد تطبيق المعدل التراكمي لجميع السنوات الدراسية بنسبة 25 ٪ في السنة الأولى و35 ٪ في السنة الثانية و40٪ في السنة الثالثة، وإلغاء نظام التجاوز المعمول به في النظام القائم لزيادة كفاءة النجاح النوعي ، وتوحيد النهاية الصغرى لجميع المواد الدراسية بمقدار 50 درجة بشرط دخول الطالب الاختبار النهائي وحصوله على 20٪ من درجة الاختبار على الأقل، وإتاحة فرصة إعادة الاختبار في الدور الثاني لكل مستوى دراسي ومع بداية كل عام دراسي لمن لم يتمكن من الاجتياز في الدورين الأول والثاني لتأكيد أحقية الطالب بالنجاح وليس من خلال التجاوز. وفق لصحيفة المواطن