وثق كتاب "قصة التلفزيون في المملكة العربية السعودية" للدكتور عبدالرحمن الشبيلي أهم المراحل التي مرت على تلفزيون المملكة، بعد أن عرضت القناة الثقافية برنامجاً اسبوعياً من فكرة مدير القناة محمد بن إبراهيم الماضي، ويوثق قصة إنشاء التلفزيون بعد انقضاء خمسين عاما على تأسيس التلفزيون الرسمي في المملكة العربية السعودية، وكانت على شكل 7 حلقات عبارة عن مقابلات أجراها مذيع القناة عبدالرحمن السعد مع عدد ممن واكبوا فترة التأسيس، منهم الدكتور الشبيلي الذي ذكر في مقدمة الكتاب أنه حرص منذ البداية على الجوانب التاريخية التي قد تخفى على المشاهدين، وهي الجوانب التي تخصص في جمعها والكتابة فيها على مدى العقود الماضية، وذلك منذ أن بدأ الدراسة العليا في أمريكا (بين عامي 1967و1971)، حيث تمحورت رسالته للماجستير حول تاريخ التلفزيون السعودي، بينما رسالة الدكتوراة حول الإعلام في المملكة. وعرضت الحلقات السبع تباعا على قناة الثقافية أيام الجمع بدءا من تاريخ 27 جمادى الثانية 1433ه (الموافق 18 مايو 2012)، ليطرح بعد ذلك الكتاب مع حذف المقدمات والنهايات الترحيبية المتكررة لكل حلقة وذلك لدواعي الاختصار، مع تدارك ما أمكن من المعلومات الناقصة والأخطاء، مع الإبقاء على الصيغة المحكية في المقابلات كما عرضت تلفزيونيا، والتي عرضت لاحقا على "اليوتيوب". وتناول الكتاب مرحلة انطلاق محطة ارامكو وتحولاتها، حيث ذكر الشبيلي أن المنطقة الشرقية كانت تحتوي على محطتين، الاولى تابعة للبعثة الأمريكية في الظهران وبدأت عام 1955، وكانت تبث باللغة الانجليزية في نطاق منطقة الظهران، وتعتبر أول محطة أنشئت في الشرق الأوسط، ثم بعد ذلك في عام 1957م تأسس تلفزيون ارامكو، الذي امتد البث فيه من الظهران إلى الهفوف وصولا لبعض أنحاء الخليج، وكانت المحطة تبث باللغتين العربية والإنجليزية، وأتت بعد نحو ثلاثة أشهر من إنشاء تلفزيون بغداد، والتي تعتبر اول محطة باللغة العربية في منطقة الشرق الاوسط ومن بعدها محطة ارامكو التي تحولت بعد افتتاح التلفزيون الحكومي لمحطة تبث برامجها بالانجليزية واستمرت حتى 31 ديسمبر 1998م. وتطرق إلى اول محاولة جادة في مطلع عام 1963 عندما تأسست وزارة الإعلام وعين الشيخ جميل الحجيلان وزيرا لها، وكانت لديه ثلاث اولويات، هي إنشاء التلفزيون السعودي وإعادة تنظيم وضع الصحافة التي تحولت من صحافة الأفراد إلى المؤسسات الأهلية، وإنشاء إذاعة العاصمة الرياض. وذكر الشبيلي أنه رغم ارتفاع اسعار اجهزة التلفاز في تلك الفترة، إلا ان كثيراً من الناس حرصوا على تزيين مجالسهم به وكان رمزا للوجاهة المجتمعية إن جاز التعبير. كما اوضح الشبيلي حجم الموظفين والعاملين في عام 1965م والذي بلغ قرابة 60 موظفا في كل محطة بجدة والرياض، مقسمين على أربعة تقسيمات إدارية مشابهة للتصنيف المعمول به في المحطات الامريكية، (قسم للبرامج وقسم للإدارة وقسم للهندسة وقسم للإنتاج)، مشيرا لأبرز اسماء الرواد الذين عملوا وساهموا في تأسيس التلفزيون، إضافة للبرامج التي تنتج وتقدم في التلفزيون. ولم ينس الشبيلي في العديد من المواضيع التي تناولها ان يعرج على البرامج الترفيهية في السنتين الاوليين من عمر التلفزيون خلال 1965 إلى 1967م، والتي كانت على حد وصفه فقيرة نوعا ما، حيث اعتمد التلفزيون على الإنتاج المحلي لعدم استطاعته الإتيان ببرامج مستوردة كافية لعدة اسباب، منها كثرة المحظورات في تلك البرامج، ومن ضمنها صورة المرأة التي لم تظهر على الشاشة في الشهور الاولى سواء في برامج منتجة محليا او مسجلة خارجيا، وما أن تعدى التلفزيون الأشهر الاولى من عمره حتى انطلق تصاعديا، فلم يمض عامان حتى بلغ البث مدة تزيد على أربع ساعات يومية معظمها برامج وثائقية منوعة، وبعد ذلك بدأ في عرض المهرجانات الغنائية اللبنانية والحفلات الكويتية، إضافة لبرامج مدبلجة مثل "بيري ميسون" و"أوليفر تويست" ومسلسلات أخرى بعضها مدبلج والاخر مترجم، ليظهر فيما بعد ممثلون من الرياض كمحمد العلي وعبدالرحمن الخريجي ومحمد سعد المفرح "ابومسامح" وسعد خضر وحمد واحمد الهذيل وعبدالرحمن الخطيب وغيرهم. ووصف الشبيلي مرحلة دخول الصورة الملونة على التلفزيون السعودي بعد أن انتابت الفكرة القائمين على تلفزيونات الخليج العربي في عام 1972م، وتساؤلهم عن الأنظمة السائدة في ذلك الوقت في العالم، والذي يمكن اختياره، والذي دعا وزارة الاعلام القطرية لعقد اجتماع عام 1973م للاتفاق على نظام موحد لدول الخليج ليتم اختيار نظام PAL بعد توافق المجتمعين عليه، وكان الوفد المشكل من المملكة يتكون من عبدالرحمن الشبيلي وعلاء العسكري من الشؤون الهندسية محمد الملا مدير محطة الدمام وكان ذلك بعد وزير الاعلام إبراهيم العنقري. واحتوى كتاب "قصة التلفزيون في المملكة العربية السعودية" الذي يقع في 240 صفحة على كم من الصور الارشيفية من أحداث في تاريخ التلفزيون، كتوقيع اتفاقية البث الملون وتوقيع اتفاقية خطة تطوير التلفزيون، ومخاطبات، وصور احتفالية لافتتاح محطة تلفزيون الشرقية برعاية الملك خالد بن عبدالعزيز عندما كان وليا للعهد في عام 1969، وصور لقصاصات صحفية تتحدث عن التلفزيون وتطوره، واخرى من داخل المحطات اثناء تصوير البرامج، إضافة لصور لشخصيات ورواد خدموا مسيرة التلفزيون. د. عبدالرحمن الشبيلي تلفزيون ارامكو يغطي إحدى المناسبات في المنطقة غلاف الكتاب