كثيرا ما نسمع أو نرى أو نستشف مدى الحرج الذي يشعر به الرجل وهو يتحدث مع زوجته أو إحدى أخواته من خلال هاتفه في وسط رجالي بحت فهو يحاول إنهاء المكالمة في أسرع وقت ممكن. وبالطبع يعرف من حوله انه يتحدث إلى أنثى من خلال الرموز والإيحاء بلغة نعم أو لا أو حتى حدود الخجل الذي يصيبه إذا علم أحد أصدقائه ما اسم أمه أو زوجته أو حتى أخته. فالرجل يعتبر اسم المرأة عيبا لا يمكن أن يصرح به أو هي عورة لا بد من سترها وغالبا ما يستخدم الرجل عند مناداة زوجته بعبارات يحاول من خلالها أن يخفي اسمها أو شيئا يختص بها فكأنه قانون ينص على عدم تصريح إعلان المرأة وتحريمه، ومثل هذه التصرفات قد تحجب بعضا من حقوق المرأة وتجرح شعورها وتسيء إلى أحاسيسها. فالتصريح باسم المرأة على أي حال ليس بإحراج كما هو في تصور الرجال إنما هي نظرة قاصرة من قبل الرجل تجاه المرأة، وإلا فما الفرق بين اسم المرأة والرجل أهي تاء التأنيث، أم أن الفرق نظريات وأسس رسمها الرجل لتسيده فقط ؟ إذا لماذا هذا الحرج؟ أليست هذه المرأة هي الأم الحنون والمرأة العظيمة التي تقف وراء كل رجل؟ أنا أستغرب انه بعد كل هذه الأهمية والمكانة للمرأة بالنسبة للرجل تلاقى بهذه النظرات وبالإحراج وإنها سببت للرجل الكثير من المواقف التي لا تحسد عليها كما يتصور. ولو نظرنا إلى الموضوع من الناحية العقلية والتصور المنطقي لوجدنا أن الرجل لديه حساسية مفرطة من أن يذكر اسم زوجته أو أخته أو حتى أمه. تصوروا أمه، ولم التصور والكثير ممن سيقرأ هم رجال وهذه النظرة مليون بالمائة لديهم تجاه النساء، إذا هل هو خلل في تركيبة الرجل من الناحية الفكرية أم العقلية أم ماذا ؟ وليس تحاملا ما سأقوله إنما تصريح بالكثير من التجريح الذي يطال المرأة خاصة إن كان الرجل يرسم الكثير من الكلمات المنمقة محاولا التملص بأعذار واهية. في تصوري - على الأقل - أن من يقدم على مثل هذه الأفعال إنما هو يصدر نظرية الشك في الطرف الآخر محاولا بذلك عكس الصورة من على صفحته التي يرتسم بها دوما الشك. لأنه يخشى أن يكون الطرف الآخر - وطبعا المقصود به المرأة - التي قد تكون غافلة عن كل الشكوك التي تدرج تحت قائمة الخوف على المرأة، وكأن المرأة قابعة في دائرة شك متواصل من قبل الرجل الذي هو في الأصل من يصدر كل هذه الأمور. وقد يخرج عنتري محاولا الدفاع عما يفعله الرجال وسط هذه النظرية المتسيدة على عقولهم، فيقول: هذا من عاداتنا وتقاليدنا، لكني سأرد عليه بقولي: كل ذلك ليس من الدين في شيء فما معنى أن نعرف أسماء زوجات الرسول (صلى الله عليه وسلم) وبناته وأسماء الصحابيات والفاضلات، أين نظرية الشك هنا ؟ أم أن من في قلبه مرض هي القاعدة لديه فقط، أفهم .. وبس.