عزا صيادون بسوق الأسماك في الدمام ارتفاع اسعار الاسماك في المنطقة الشرقية منذ بداية شهر رمضان إلى المزادات التي تشهدها الاسواق والتي تعد العامل الرئيس في الارتفاعات، حيث تعتبر المقياس الاساسي في تحديد الاسعار اليومية للأسماك بعد دخولها إلى الاسواق، وأضافوا ان ابتعاد الاسماك عن مواقع الصيد التي تتواجد فيها الاسماك نتيجة لارتفاع حرارة الاجواء يعد سببا آخر في شح الاسماك، مشيرين إلى أن أرباحهم لا تتجاوز ال10 %. العوامل الجوية وقال الصياد خالد الدوسري ان أسعار الأسماك يتم تحديدها على حسب المزادات والدلالين وليس على حسب الصيادين، فمثلا سمك الشعري يتراوح سعره مابين 25 إلى 30 ريالا للكيلو الواحد، وكيلو الهامور يبلغ 55 ريالا، وهذه الأسعار موجود حتى في الأيام قبل رمضان ولم تتغير، مشيرا إلى أن حرارة الجو المرتفعة تسهم في ابتعاد الأسماك عن أماكن الصيد المعروفة الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع السعر. وعن أرخص الأسماك سعرا في السوق أوضح أن الصافي هو الأكثر تراجعا في السعر بسبب موسم تكاثره المعروف حاليا الذي زاد من وفرته في السوق وجعل سعر الكيلو منه يبلغ 25 ريالا بعد أن كان يباع قبل رمضان ب35 ريالا. وأكد تاجر الأسماك في سوق الدمام علي درويش أن الأسعار حاليا متفاوتة وغير ثابتة بسببب ارتفاع درجات الحرارة والتقلبات الجوية التي تتحكم في عمليات الصيد، إضافة إلى المزادات التي إذا اشترى منها التاجر أسماكا على سبيل المثال بقيمة 100 ريال فإنه يبيعها بالسوق ب110 ريالات أي أن ربحه لا يتجاوز 10%، وأسعار السوق الحالية ليست بسبب أصحاب المحلات كما يعتقد المستهلكون. وأوضح درويش أن سمك الهامور هو الأكثر ارتفاعا، فقد بلغ سعر الكليو 65 ريالا، ولكنه لا يزال يعتبر أرخص من سعره قبل رمضان والذي كان يصل إلى 75 ريالا، مشيرا إلى أن التجار المحليين لا يتعاملون مع المزارع التي تنتج الأسماك في المنطقة بسبب استخدامها للماء العذب والتحكم في الغذاء، وإنما الذي يتعامل معها هم تجار من جنسيات عربية خصوصا في سمك البلطي. استغلال حاجة وبين المستهلك ناصر العاثم أن الصياديين والباعة هم من يعملون في الحراج ويتحكمون بارتفاع الأسعار، والأسماك الحالية بالسوق التي تم صيدها عن طريق طراداتهم، أي أن الأعذار التي يطلقونها غير صحيحة وإنما هي لاستغلال المستهلكين في موسم رمضان. وقال إن سعر الكيلو من سمك "الشعري" كان قبل رمضان حوالي 30 ريالا والصافي أيضا بنفس السعر لأن الجهات المعنية لم تسمح بدخول الصيادين إلى البحر بسبب التغيرات الجوية التي أدت إلى عمل ركود في السوق وجعلت الصيادين يستغلون الوضع لتعويض تلك الفترة. وطالب العاثم الجهات المختصة بإجبار الصيادين والباعة في أسواق السمك على خفض الأسعار خصوصا وأنها دعمتهم في تخفيض قيمة الديزل التي كانت العذر الأساسي لهم في تغيير الأسعار. أما فيصل الدوسري فقد أوضح أن سوق الأسماك بالدمام بدأ برفع الاسعار منذ اليوم الأول من شهر رمضان، حيث وصل سعر كيلو الروبيان إلى 30 ريالا مع أنه مستورد من دول خليجية مجاورة حيث كان يباع قبل رمضان ب25 ريالا، وسمك الشعري كان ب30 ريالا وارتفع إلى 35 ريالا، وكذلك سمك الحمراء سعره ليس ثابتا حيث يترواح من 40-60 ريالا للكيلو الواحد، مطالبا بوجود مقر دائم في السوق لوزراة التجارة متخصص بمراقبة الأسعار والتفتيش على الجودة، إضافة إلى وجود مؤشر أسعار بالسوق يبين للمستهلكين القيمة الحقيقية للأسماك يوميا. من جهته أكد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد القحطاني أنه بالرغم من ارتفاع قيمة المعيشة بدولة قطر والتضخم الكبير الذي يتحلى به اقتصادها وبلغ مؤخرا إلى أكثر من 35% على العكس من التضخم بالمملكة الذي يبلغ حوالي 23% الا أنه لا تزال أسعار الأسماك بها أقل بكثير من أسواقنا المحلية، فعلى سبيل المثال إذا كان سعر الكيلو في دولة قطر ب20 ريالا فإنه يتم شراؤه من الأسواق المحلية ب30 ريالا أي أن نسبة الارتفاع تتجاوز ال40% في جميع أنواع الأسماك التي يحتضنها بحر الخليج العربي. وقال لا بد أن تتخذ وزارة الزراعة استيراتيجية بعيدة المدى لتبني تنمية حقيقية مستدامة للثروة الحيوانية؛ لأن هناك تزايدا في النمو السكاني واستهلاكا مفرطا للحوم في ظل سوء التعامل مع الأغذية، وبالتالي في ظل هذه الظروف فإن هناك حاجة ماسة لهذه الاستراتيجية لتأسيس تنمية ثروة حيوانية كبيرة سواء في الأسماك أو الدواجن أو الأغنام، حتى لا يأتي عام 2020م إلا ولدينا اكتفاء ذاتي من الثروة الحيوانية، فالمملكة تعتبر حاليا من أكبر الدول استيرادا للحوم والغذاء لأنها تستحوذ على 60% من فاتورة الغذاء بالشرق الأوسط بسبب هذا الاستيراد، لذلك يجب أيضا على وزارة التخطيط والاقتصاد معرفة ما تحتاجه المملكة في المستقبل والتنسيق مع كافة الوزارات المعنية حتى يكون لدينا مايعرف بالاكتفاء الذاتي.