بعد انتشار الإسلام وممارسة الصيام الإسلامي عند كثير من الأمم تبين فضل هذا الصيام وفوائده « فوصف الطبيب المسلم (ابن سينا) الصوم لمعالجة جميع الأمراض المزمنة. ووصف الأطباء المسلمون في القرنين العاشر والحادي عشر (الميلادي) صوم ثلاثة أسابيع للشفاء من الجدري، ومرض الداء الإفرنجي (السيفلس) وخلال احتلال نابليون مصر جرى تطبيق الصوم في المستشفيات للمعالجة من الأمراض التناسلية». وفي عصر النهضة في أوروبا، أخذ علماؤها يطالبون الناس بالحد من الإفراط في تناول الطعام وترك الانغماس في الملذات والشراب ويقترحون الصوم للتخفيف من الشهوات الجامحة. وفي ألمانيا وجد الطبيب (فريدريك هوفمان) (1660-1842م) أن الصوم (الذي يقصد به التجويع المتواصل وهو ما يعرف بالصيام الطبي) يعين على معالجة داء الصرع والقرحة والسرطانات الدموية والساد الذي يصيب العينين وأورام اللثة ونزيفها والقرحة الجفنية، كما أعلن أنه ينصح المريض في أي مرض كان، ألا يأكل شيئا. وفي روسيا، توصل الأطباء إلى نتيجة مماثلة، في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين. فلقد تقدم الدكتور (بيترفينيا مينوف) من جامعة موسكو بتقرير نشر في سنة 1769م نصح فيه المرضى بالتوقف الكلي عن الطعام أثناء فترة المرض، وعلل ذلك بقوله : «إن الصوم يعطي المعدة فترة راحة تمكن المريض من الهضم بشكل مناسب عندما يتعافى، ويعود إلى الأكل ثانية». بعد ذلك أعلن الدكتور (ب . ج . سباسكي) الأستاذ في جامعة موسكو، عن النجاح في معالجة (الحمى الراجعة) بالصوم، وقال: «إن الصوم يسمح بحدوث المعالجات المتزايدة داخل الجسم، دون تدخل من الخارج، وهذا في الحقيقة علاج للأمراض المزمنة». وفي القرن التاسع عشر أعلن الطبيب الروسي (زيلاند) أن الصوم قد أثر إيجابيا على الجهاز العصبي للمريض. كما أثر تأثيرا لا بأس به على هضمه ودمه بوجه عام، وكتب قائلا : إن الصوم يسمح للجسم بأن يرتاح، ثم يستأنف نشاطه الطبيعي بقوة متجددة. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأ الاهتمام بالصوم باعتباره علاجا للمرضى، منذ القرن الماضي. فقد عالج الدكتور (إدوارد ديوي) قبل قرن بالصوم كلا من الاضطرابات المعدية والمعوية، وداء الاستسقاء، والالتهابات العديدة، بالإضافة إلى الضعف والترهل الجسدي. وكان يرى أن الراحة من الطعام - وليس الطعام - هي التي ترمم الجهاز العصبي، في حين أن الطعام - بالنسبة للمريض - يسبب توترا شديدا بقدر التوتر الذي يسببه العمل المتعب، ويؤكد على أن الطعام خلال المرض، يصبح عبثا على المريض. وقد انتشرت المصحات الطبية التي تعالج الأمراض بالصوم في كثير من بلدان العالم الشرقي والغربي.