ضمن أنشطة الجمعية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء، استضاف مركز التنمية الاجتماعية بالروضة أعضاء الجمعية لإلقاء الضوء حول الجهود التي يقوم بها تجاه المرضى بالفشل العضوي بتخفيف آلامهم، ورعايتهم إلى أن يتم إيجاد العضو الصالح للزراعة، وقد أقيمت ندوة (شرعية - طبية) بحضور أهالي الحي بعد أدائهم صلاة الجمعة بجامع الهدى لقيت تفاعلاً وترحيباً واسعاً. آلاف المرضى حث فضيلة الشيخ «محمد الخميس» إمام مسجد الهدى بحي الروضة بالدمام المصلين على التبرع بالأعضاء لما له من فضائل مصداقا لقوله تعالى: (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)، وقد قص الشيخ الخميس في خطبة الجمعة قصصا عن معاناة مرضى الفشل العضوي من واقع تجربة لجنة الشفاعة الحسنة، التي تعنى بإقناع ذوي المتوفين دماغيا بالتبرع بالأعضاء لإنقاذ النفوس، بالإضافة إلى بيان الرأي الشرعي بخصوص الوفاة الدماغية، وأنها وفاة كاملة لا رجعة فيها بحسب فتوى مجمع الفقه الإسلامي، وأن التبرع بالأعضاء يعتبر من الضروريات التي ينبغي على الفرد المسلم الحث عليها، سعيا لعموم الخير ورفع الأذى عن مرضى الفشل العضوي. وقد اجتمع أهالي حي الروضة بممثلي جمعية (إيثار) و(لجنة الشفاعة الحسنة) بمركز حي الروضة الاجتماعي بعد الصلاة، ليعرض عليهم مسؤولو الجمعية أهداف إنشائها، وبيان الإحصاءات الحديثة التي توضح الحاجة الكبيرة للتبرع بالأعضاء والتي تقابلها ندرة في المتبرعين، فيما أن الآلاف من مرضى الفشل العضوي يرضخون لآلامهم ومعاناتهم في انتظار عضو يتم زراعته لهم. خلونا نحييها و ابتدأت الندوة بكلمة رئيس الجمعية الشيخ عبدالعزيز التركي، أشاد بجهود أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز على دعمه اللامحدود في كافة مناشط جمعية (إيثار)، والذي يدعو العاملين بها إلى السعي جاهدين على تتبع خطوات سموه للوصول إلى الريادة بمثل هذه الجمعيات التي هي الأولى من نوعها في المنطقة، وتحدث عن الجمعية ودواعي نشأتها مبينا آخر إحصاءات أمراض الفشل العضوي المختلفة حسب آخر إحصائية رسمية صادرة عن المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالرياض. كما أكد على العمل التعاوني مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام ومستشفى العيون التخصصي بالظهران، كما قدم حملة التبرع بالأعضاء التي تقام برعاية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز في شهر أكتوبر 2014م بعنوان (خلونا نحييها) والتي يشارك فيها عدد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بالمنطقة الشرقية، ودعا الحضور للمشاركة في فعالياتها التي تقام في الأسبوع الثالث من أكتوبر في عدد من المواقع في المنطقة. حملة (خلونا نحييها) تهدف لتوصيل رسالة التبرع بالأعضاء لأكبر عدد من أفراد المجتمع وتسليط الضوء على أهمية التبرع بالأعضاء، وإزالة الخوف الذي يحس به من هم لا يعلمون الكثير عنه، للوصول إلى رفع المعاناة عن المرضى المحتاجين للزراعة. مجتمع الخير ثم تقدم الشيخ خالد العبدالكريم نيابة عن لجنة الشفاعة الحسنة، بالشكر لفضيلة الشيخ محمد الخميس على استضافته لدوة التبرع بالأعضاء، وأشاد بمثل هذه المبادرات التي تعمل على إرساء مبادئ ديننا الحنيف الذي يحثنا على حب الخير للغير والأعمال الصالحة وكل ما يعود بالنفع على إخواننا في الله، وحث العبدالكريم الحضور للتفاعل مع الحملة وتحقيق أهدافها ومقاصدها النبيلة بما يعود على المصابين بالفشل العضوي بالنفع وتخفيف معاناتهم وآلامهم، وإنقاذ أرواحهم بإذن الله، والمساهمة بنشر الوعي الصحي وثقافة التبرع بالأعضاء. إشكالات فقهية ثم بيّن نائب رئيس اللجنة الشيخ الدكتور محمد البيشي دور (لجنة الشفاعة الحسنة) في إقناع ذوي المتوفين دماغيا بالتبرع بالأعضاء، وآراء الفقهاء في مسألة التبرع بالأعضاء، وكيف أن الرأي الفقهي قد حسم المسألة بجواز التبرع بالأعضاء درءاً للشبهات التي يتم تداولها، فالعلماء هم أعلم الناس بحاجة الناس للناس، حيث صدرت فتوى من هيئة كبار العلماء بإجازة التبرع بالأعضاء والتي تعتبر الرأي الشرعي المعتمد في المملكة، بالإضافة لمجمع الفقه الإسلامي، والذي يجيز للإنسان التبرع بأعضائه قولا واحدا، وأن المتبرع بأعضائه يجازى بإذن الله بالخير على تبرعه هذا، حيث إنه قد قدم أعظم صدقة لغيره وهي إحياء النفس، و علّق على التساؤل المتبادر للذهن (هل يملك الإنسان أعضاءه حتى يتبرع بها) بما يكشف الغموض بإجابة تفاعل معها الحضور. وعرض البيشي قصة فتاة متوفاة باشرت حالتها لجنة الشفاعة الحسنة ووافق ذووها على التبرع ليتم إنقاذ 7 مرضى محتاجين من تبرعها لينعموا بحياة طبيعية مرة أخرى، ويجدوا اليسر بعد العسر بفضل الله. وختم بحث الحاضرين على التبرع بالأعضاء ونشر رسالة جمعية (إيثار) لعموم المصلحة ولنجدة 15.000 مريض فشل عضوي من معاناتهم. دور الخطباء تحدث المهندس محمد الدبل -رئيس لجنة الشفاعة الحسنة- عن حملة (خلونا نحييها) والدور الذي يشكله خطباء الجوامع في حث المجتمع السعودي على التبرع بالأعضاء، حيث إن الدور الديني في هذه القضية هو محور أساسي للتشجيع وإزالة اللبس عند الكثيرين، وفصل المهندس الدبل عمل لجنة الشفاعة الحسنة الآلية التي يتم بها التبليغ بحالات الوفاة الدماغية الموثقة في المنطقة، ومن ثم مقابلة ذوي المتوفين بعد تأكيد الوفاة الدماغية لهم لإقناعهم بالتبرع بالأعضاء، وأن اللجنة تعتبر كيانا منفصلا عن أقسام المستشفيات المختصة بتوثيق الوفاة الدماغية لتفادي تضارب المصالح وللتوثق من الوفاة الدماغية درءا للشبهات الدينية، حيث تتحرك اللجنة للمقابلة بعد ثبوت الوفاة التي تعتبر وفاة كاملة أو بالوصف الشرعي خروجا للروح من الجسد لا عودة للحياة من بعده. وفي الختام حث المهندس الدبل الحضور على التوقيع على بطاقات التبرع بالأعضاء ونشرها لأهليهم ومعارفهم ليعم الخير بإذن الله، و قد أثمرت الندوة توقيع 50 شخصا من الحاضرين على بطاقة موافقة على التبرع بالأعضاء عقب الوفاة المدمجة في كتيب الجمعية.