اختارت جمعية تنشيط التبرع بالأعضاء «إيثار» منتصف تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، موعداً لإطلاق حملة «خلونا نحييها»، وتقام الحملة، التي وجّه بها أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف، بالتعاون مع «المركز السعودي لزراعة الأعضاء» في الرياض وجهات حكومية وخاصة. وتسعى الحملة «لتشجيع التبرع بالأعضاء، عبر توعية جميع شرائح المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء من الأحياء والمتوفين دماغياً، لمصلحة المرضى الذين يعانون من الفشل العضوي، سواءً أكان فشلاً قلبياً أم رئوياً أم كبدياً أم كلوياً، وغيرها من الأعضاء التي تساعد المرضى في تحوّلهم من أشخاص عاجزين إلى فاعلين في المجتمع، إضافة إلى توضيح النواحي الشرعية والاجتماعية والصحية والاقتصادية المتعلقة في التبرع بالأعضاء، لتشجيع المجتمع على دعمه». وأوضحت جمعية «إيثار» أن «نسبة المتبرعين لا تزال متدنية في المملكة، التي تحوي 15 ألف مريض يعانون من الفشل الكلوي، فيما نجد عدد حالات الموافقة على التبرع للمصابين لا يتجاوز ال50 حالة سنوياً»، مشيرة إلى «الفجوة الكبيرة» بين الحاجة الفعلية وعدد المتبرعين». وأكدت الجمعية سعيها «لزياد التواصل مع ذوي المتوفين دماغياً، من خلال لجنة الشفاعة الحسنة في الجمعية، لزيادة أعداد المتبرعين ورفع نسبة التبرع بالأعضاء، خصوصاً إذا علمنا أن كل متوفى دماغياً يمكنه إنقاذ تسعة أشخاص في أمسِّ الحاجة إلى تلك الأعضاء مثل القلب والكبد والكلى والرئة، إضافة إلى القرنية وغيرها من الأعضاء الأساسية»، مؤكدة أن الحملة فيها «إحياء لروح التكافل بين أفراد المجتمع وتحضيرهم على رفع المعاناة عن بعضهم، وذلك من خلال تكامل الدور بين المؤسسات المجتمعية في الحث على التبرع بالأعضاء، واستنهاض القيم والهمم الإسلامية والبشرية». وقالت نائب رئيس جمعية «إيثار» الدكتورة حنان الغامدي، خلال مؤتمر صحافي عقدته أمس: «إن التبرع بالأعضاء أحد الروافد التي تعيين المركز السعودي لزراعة الأعضاء على تقليص أعداد مرضى الفشل العضوي»، معتبرةً الفشل العضوي «من أكثر المشكلات الطبية والتحديات التي يواجهها النظام الصحي». بدوره، أوضح رئيس لجنة الشفاعة الحسنة المهندس محمد الدبل، أن اللجنة التابعة لجمعية «إيثار» تقوم بدور كبير في المجتمع من خلال إقناع ذوي المتوفين دماغياً للتبرع بالأعضاء. ويشرف على هذه اللجنة مجموعة من القضاة وأئمة المساجد ورجال الأعمال، موضحاً أن «الجمعية تسعى إلى غرس مفهوم التبرع من خلال الزيارات التي يقوم بها أعضاء الجمعية والمتعاونون معها للجهات الحكومية والوجود في المجمعات التجارية، وذلك للحثّ على التبرع»، كاشفاً عن قيام اللجنة وأعضائها بمقابلة ذوي 21 متوفى دماغياً للحث على التبرع، وحصلت على موافقة تسعة منهم، وتم زرع 28 عضواً لمرضى الفشل العضوي باختلاف أنواعه.