سوق "السمبوسة" بمدينة أبها يعتبر من أبرز وجهات أهالي وزوّار منطقة عسير خلال شهر رمضان المبارك منذ سنوات، ويمتاز بوجوده في موقع يسهل الوصول إليه، حيث يمكن الوصول إليه من 4 طرق مختلفة، ويبرز فيه حضور الأكلات الشعبية العسيرية مثل الخبز البلدي والحنيذ والحلبة وغيرها والعديد من الأعمال الحرفيّة والتراثية الجنوبية. وقامت أمانة عسير الجهة المشرفة على تنظيم وضبط آلية تشغيل السوق بتقسيمه إلى 4 أجزاء تحوي في مجملها 200 بسطة وكشك مجّانية، يختصّ القسم الأول منها بالأسر المنتجة، فيما يهتمّ الثاني بالجهات ذات العلاقة بالصحة العامة (إنتاج الأغذية وفروع المطاعم)، وتباع في الثالث المنتجات الزراعية، إضافة إلى المواد الاستهلاكية والمشغولات اليدويّة والحرفيّة أخيراً، واشترطت فقط الحصول على نسخة من التراخيص للمنشآت والمطاعم إضافة إلى الشهادات الصحية للعاملين بأقسام التغذية.وقال المشرف العام على السوق عبد الله علي مبارك: إن الأمانة حرصت على المساواة في تقسيم الأماكن وتوزيعها على المواطنين دون فرض أي رسوم على المساحات المخصصة لكل فرد، كما أنهم لم يغفلوا الجانب الصحي والتنظيمي، حيث انحصرت اشتراطاتهم في التأكد أولاً من سلامة العاملين في إنتاج الأغذية بتسلّم تقارير وشهادات تثبت صحّة العاملين، مع وجود التراخيص النظامية سارية المفعول للمنشآت الراغبة في فتح الفروع بالسوق، والهدف من ذلك الحفاظ على صحة المواطن والمقيم، إضافة إلى وجود فريق عمل مكلّف بالإشراف على السوق يقوم بجولات دوريّة مستمرّة بين البسطات؛ لرصد المخالفات الصحيّة، وبحسب توجيهات سمو أمير المنطقة فيصل بن خالد "حفظه الله" إضافة إلى أمين عسير المهندس إبراهيم الخليل، فقد نالت الأسر المنتجة القسم الأكبر من الخطّة التوزيعية رغبة في تفعيل دور الأمانة في دعم الأنشطة الأسرية الصغيرة للمواطنين، والتي تعزّز ثقافة الاعتماد على النفس في إيجاد مصادر دخل نظامية وتدفعهم معنوياً لمواصلة هذه الأنشطة الرائعة.كما لفت فيصل عسيري مالك حديقة الحيوانات الوحيدة بالمنطقة الأنظار واستطاع جذب أعداد كبيرة من الزوّار للقسم الذي خصّصه لعرض جزء من هذه الحيوانات النادرة والمتنوّعة، وأشار إلى أن هدفه من الحضور للسوق ليس تجارة، إنما هو إدخال جو من المرح على مرتاديه وتسليتهم وقضاء الوقت في معرفة المعلومات عن الحيوانات التي يعرضها، وأضاف: إن الحديقة يتواجد بها أكثر من 200 نوع من مختلف الحيوانات وتصنيفاتها المفترسة والأليفة، كما أشار إلى زيادة الإقبال على الحديقة من مواطنين ومقيمين وزوار من دول الخليج ومن دول أوروبية، وذكر فيصل العسيري أن من أسباب عدم تواجده في مهرجان صيف أبها، هو حاجة موقع الحديقة إلى تحسين وافتقاد الحديقة إلى مركز بيطري متخصّص يضمن سلامة وعلاج الحيوانات بشكل فعال والتي تحتاج إلى دعم مالي بسبب تكاليفها الباهظة. وأشار حسن القيسي أحد ممثّلي الأسر المنتجة بالسوق الى آلية توزيع الأقسام بأنها احترافية وضمنت للكثير الحق في عرض منتجاتهم، وأشاد بالتنظيم الذي انتهجته أمانة عسير لهذا العام والذي تطوّر كثيراً عن العام الماضي، كما ذكر أنهم تلقّوا دعماً معنوياً وتسهيلات غير مسبوقة مع متابعة دوريّة لأبرز ما يعطّل عمل المنتفعين من الأقسام، وطالب بالمزيد من هذا التشجيع للشباب السعودي من أجل كسب رزقهم بطرق مشروعة وبناء أنفسهم شيئاً فشيئاً إلى أن يصلوا إلى تحقيق أهدافهم المنشودة وأحلامهم، وتمنّى دعم المشاريع الصغيرة لهذه الأسر لتزاول أنشطتها على مدار العام.