فتح موقع تويتر للتواصل الاجتماعي ذراعيه ليضم أطيافا مختلفة من شرائح المجتمع حيث تحول ذلك العالم الافتراضي الى جنة خضراء غناء جاهزة للتغريد في أي وقت، لم يكن الاقتصاديون والمحللون والتجار متخلفين عن الركب فأخذت أطروحاتهم ومناقشاتهم وتحليلاتهم تغوص في البحر الافتراضي يعلمون ويتعلمون من معين لا ينضب يصيب الواقع أحيانا ويعكسه ويتجاوزه إذا لزم الأمر ويقدمون الحلول للعديد من المشاكل مثل تفشي البطالة وأزمة الاسكان. التفاعل في العالم الافتراضي بدأ يدب في المؤسسات والوزارات واخذت تستقبل الملاحظات عبر المغردين في تويتر حيث استجابة وتفاعلت وزارة التجارة والصناعة من خلال 32 تغريدة وكتب الوزير توفيق الربيعة مغردا «اشكركم على جميع ملاحظاتكم ونحن نتابع ما يكتب على تويتر من ملاحظات مفيدة». كما أنشأت هيئة السوق المالية حسابا لها عبر العالم الافتراضي ومزيد من المؤسسات ذات الشأن الاقتصادي وعالم المال والاعمال والبقية ستأتي. الى ذلك حظيت أضخم ميزانية في تاريخ المملكة بمناقشات واراء مختلفة عبر «تويتر» طرح خلالها النخب واهل الاختصاص والمحللون والمهتمون من المواطنين أفكارهم بكل شفافية ووضوح. وبمناسبة الميزانية غرد نائب رئيس تحرير جريدة اليوم والكاتب الصحفي سليمان أباحسين قائلا «ان المملكة لديها ثروات غير النفط والغاز, فقط أعطوا الفرصة لجيل الشباب, وسترون الثروة الحقيقية». ونالت الميزانية السعودية تفاعلا كبيرا من مستخدمي «تويتر» طيلة الأيام التي تلت الإعلان عنها حيث تناول بعض «التويتريين» طموحات المواطنين التي توجه جزء منها على الصرف للبنى التحتية لأراضي المنح لتتم الاستفادة المباشرة للسكن لتلافي بيعها لسوق المضاربة. كما تفاءل البعض من خلال تغريداتهم على سبل وطرق التركيز على انفاق الميزانية التي خصصت على سبيل المثال على التعليم والتدريب 168 مليارا حيث قال رجال الأعمال خالد البواردي مغردا «ميزانية تبشر بالخير باذن الله وخصوصا ان التركيز في الإنفاق سيكون في مشاريع الصحة والتعليم». كما نشرت الصحف الورقية والالكترونية توقعاتها وتحليلاتها عبر تويتر بالاضافة الى ان «اليوم» وعبر هاش تاق خاص من الملحق الاقتصادي طرحت أسئلة لابداء الرأي كان منها تساؤل عن «مستوى استفادة المواطن المباشرة من ميزانية المملكة». وقد عبر المشاركون عن ارائهم وطموحاتهم واطلعوا على نص البيان التفصيلي الصادر من وزارة المالية حيث تم تداوله بشكل كبير داخل العالم الافتراضي في دلالة على ان هناك حراكا اقتصاديا افتراضيا سينعكس على الواقع بثقافة تساعد على تعزيز النمو الاقتصادي للبلاد. وغرد المغردون في اقتراحات عدة كانت من ضمنها مناقشة اقتراح فرض رسوم على الأراضي البيضاء وتتابعت اراؤهم بين الفائدة منها وبين مشكك عن حل ناجم من هذا الاقتراح ولم يغفل حديثهم قرار تأنيث المحال النسائية متسائلين «هل يعبر هذا القرار ام للتمديد بقية». ولم يكف الطرح بمختلف القضايا الاقتصادية ذات العمق المبني على استراتيجيات قد لا تهم المواطن البسيط كثيرا وصولا أهم القضايا التي تناقش هموم المواطن اليومية والمتعلقة بسكنه وأكله ودخله. كما استحوذ برنامج حافز من ضمن بعض القضايا المطروحة التي تحظى بمتابعة حاليا فجمع المغردون بين الثناء الهادف والنقد الواقعي والمجحف احيانا وكانت بشرى إيداع إعانات حافز للدفعة الأولى من المستفيدين لها الأثر البالغ في تغريد الاغلبية. الى ذلك اكد اقتصاديون ان الناتج من خلال الحوارات الاقتصادية المطروحة في العالم الافتراضي «تويتر» ستبني قاعدة معلوماتية لدى الشباب السعودي وتخلق أفكارا جديدة تساعد في النمو الاقتصادي في البلد.