تعقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بتشخيص الوضع في سوريا اجتماعاً في القاهرة يوم السبت، للاطلاع على تقرير من المراقبين العرب. وعلى الأرجح لن يطلع الوزراء على أكثر من وصف لمعاملة المرافقين الحكوميين للمراقبين وضيافة النظام السوري لمندوبي الجامعة. ولن يخرج التقرير عما رآه المراقبون الذين لم يشاهدوا سوى ما يود النظام السوري أن يروه، إذ كانوا محاصرين بالمرافقين الحكوميين وبالمرشدين الحكوميين وبالأمن الحكومي، وما كان بإمكان أي مراقب التخلص من هذا الحصار والتوجه بإرادة حرية لما يود مشاهدته، أو ما يود السوريون أن يشهد به. وعرضت شاشات الفضائيات مواطنين سوريين شجعان حضروا إلى المراقبين على الرغم من وجود الأمن السوري، يطلبون من المراقبين الذهاب إلى أماكن ساخنة تدور فيها مواجهة حية بين الناس وميلشيات النظام إلا أن المراقبين لم يكن بإمكانهم الذهاب إلى أماكن لا يسمح لهم النظام بزيارتها، بحجة أمن المراقبين والمحافظة على سلامتهم، بينما المواطنون السوريون يذبحون في الميادين والشوارع. والعجيب أن الأشهر الثمانية من القتل اليومي لعشرات الأبرياء السوريين في مدن محاصرة بالكامل بقوات النظام السوري، لم تقنع الأمين العام للجامعة العربية أن النظام السوري يستبيح مدن سوريا ودماء مواطنيها الأحرار. فقد صرح الأمين العام نبيل العربي أمس الأول، أنه «لا يعرف من يطلق النار على من؟»، بينما كل الدنيا تعرف من يطلق النار، وتعد الضحايا الذين تنشر يومياً صور مآسيهم في الفضائيات العربية. ولا نعلم ما هي الوسيلة التي يصدق فيها العربي أن سوريا تتحول إلى ميدان مذبحة؟.. وهل ينتظر العربي من النظام السوري أن يتبرع بالاعتراف أنه يفتك بمواطنيه العزل، ويسلط عليهم نيران قواته وميلشياته منذ تفجر الاحتجاجات في درعا في مارس الماضي. وإذ كان لدى العربي شك فيما يتيقن منه الناس طوال شهور ولياليها الدامية في سوريا، عليه أن يفك الارتباط بين المراقبين العرب والنظام السوري. بمعنى أن تجهز حماية خاصة من الجامعة للمراقبين ويمنع المراقبون من مصاحبة ضباط الأمن السوري، وأن يقيم المراقبون في المدن وأن تستمر جولاتهم طوال اليوم، وأن يتمكنوا بإرادة حرة من الالتقاء بالناس وبأولياء الضحايا. وقبل هذا وذلك يتعين أن يتم اختيار المراقبين بعناية تامة خاصة المراقبين القادمين من دول تتعاطف مع النظام السوري وتدافع عنه.