قال نشطاء في المعارضة السورية إن نحو 62 شخصا لقوا مصرعهم يوم الأحد، في تزايد موجة العنف التي تشهدها البلاد والتي أدت إلى تجميد عمل بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية. وقتل 16 شخصا في ريف دمشق، و19 في حمص، و15 في حماة، وأربعة في إدلب، وخمسة في درعا، وشخص واحد في كل من دير الزور، وسراقب، ومدينة دمشق، وفقا لما ذكرته لجان التنسيق المحلية. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن بين القتلى شخص لقي حتفه تحت التعذيب، وامرأة وطفلين، بينما قالت لجان التنسيق المحلية إن القوات الحكومية كانت تنتشر في مواقع من بينها جامعة حلب وضواحي العاصمة دمشق. وتأتي الحصيلة الجديدة بعد يوم واحد من مقتل ما لا يقل عن 98 شخصا، وفقا لمصادر المعارضة، وهي روايات لا يمكن لشبكة CNN التأكد من صحتها من مصدر مستقل بسبب القيود التي تفرضها الحكومة السورية على دخول الصحفيين إلى البلاد. وقال علي عرفان، كبير مستشاري الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربى إنه قد تم تعليق نشاط المراقبين في سوريا، وجميع المراقبين الذين كانوا خارج دمشق نقلوا إلى العاصمة، لافتا إلى أن بعضهم سيغادر البلاد، بينما سيبقى آخرون في دمشق. وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/آذار الماضي احتجاجات تطالب بالديمقراطية قابلها النظام بحملة قمع عسكرية أوقعت أكثر من 5 آلاف قتيل، وفق حصيلة للأمم المتحدة، محملاً "جماعات إرهابية مسلحة" مسؤولية العنف الدموي الذي يجتاح البلاد منذ أكثر من عشرة أشهر. الجامعة العربية توقف عمل بعثة مراقبيها في سوريا قررت جامعة الدول العربية أمس، وقف عمل بعثة مراقبيها في سوريا بشكل فوري لحين عرض الموضوع على مجلس الجامعة، فيما رجح مسؤول بالجامعة العربية أن يجتمع وزراء الخارجية العرب خلال أيام. ويعقد مجلس الأمن الدولي غدا الثلاثاء جلسة خاصة بسوريا ويشارك فيها أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربى ورئيس اللجنة العربية المعنية بسوريا الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر. ودارت اشتباكات أمس بين الجيش الحر السوري وميليشيات النظام في بلدة حتيتة التركمان، على الطريق إلى المطار، ما دفع ميليشيات الأمن إلى إغلاق الطريق لفترة. وتسود حالة ترقب شديدة ضمن محيط المطار. ووردت أنباء عن تطويق حلب بالدبابات والحواجز الأمنية، حيث صحا الأهالي في المناطق الشرقية على حدود المدينة على أصوات ناقلات الدبابات التي تتمركز على حدود المدينة، وتوقفت القوات في بلدة دارة عزة القريبة من المدينة. وأفادت مصادر المعارضة بأن الحملات الأمنية استمرت في الريف الشمالي في حلب، وأقيمت الحواجز في العديد من المناطق، وقطعت أوصال الريف واعتقلت العشرات، وذلك بهدف محاصرة مدينة حلب. إلى ذلك، أعلنت هيئة الثورة السورية سقوط 40 قتيلًا على الأقل، برصاص الأمن السوري. وفي وقت سابق، قال نشطاء وسكان في بلدة قريبة من بلدة رنكوس السورية إن القوات الحكومية قتلت 33 شخصًا على الأقل في رنكوس الواقعة قرب الحدود مع لبنان خلال الأيام القليلة الماضية في هجوم استهدف ملاحقة جنود منشقين عن الجيش. وأضافوا أن رنكوس وهي بلدة جبلية يسكنها 25 ألف نسمة وتقع على بعد 30 كيلو مترًا شمالي دمشق تتعرض لقصف بالدبابات منذ يوم الأربعاء الماضي عندما حاصرها عدة آلاف من قوات الجيش «الفرقة الرابعة» التي يقودها ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد. وفي التفاصيل أعرب العربي في تصريحات صحافية قبيل مغادرته القاهرة متوجها إلى نيويورك عن امله في ان يتغير موقفا روسيا والصين من مشروع القرار الذي يجري اعداده في مجلس الامن الدولي لدعم المبادرة العربية الجدية لانهاء الازمة في سوريا، مشيرا إلى اتصالات تجرى مع روسيا والصين حول الوضع فى سوريا. وفي وقت لاحق، صدر بيان عن الأمانة العامة للجامعة، بوقف عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا بشكل فوري لحين عرض الموضوع على مجلس الجامعة، وأن العربي أعطى توجيهاته لرئيس البعثة محمد الدابي لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان أمن وسلامة أفراد البعثة. وأضاف البيان أن القرار اتخذ لتدهور الأوضاع بشكل خطير في سوريا واستمرار استخدام العنف وتبادل القصف، وإطلاق النار الذي يذهب ضحيته المواطنون الأبرياء بعد أن لجأت الحكومة السورية إلى تصعيد الخيار الأمني في تعارض كامل مع الالتزامات المنصوص عليها في خطة العمل العربية وبروتوكول مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية مما زاد من تدهور الأوضاع الأمنية بشكل خطير وارتفاع عدد الضحايا واتجاه الأحداث نحو منحى يبتعد تماما عن طبيعة مهمة بعثة الجامعة التي كانت كلفت بالتحقق من التزام الحكومة السورية بتعهداتها. وأكد العربي أنه أجرى مشاورات مع عدد من وزراء الخارجية العرب اتخذ على ضوئها قرار وقف عمل بعثة الجامعة العربية في سوريا بشكل فوري إلى حين عرض الموضوع على مجلس الجامعة العربية.