إذا كان من حقنا كمواطنين، أن نفرح ونسعد، بما قرأناه عن أضخم ميزانية في تاريخنا السعودي الحديث، حاول من خلالها قائد الوطن، أن يواصل مسيرته الإنجازية للعام السادس على التوالي، باستكمال كافة مراحل النهضة والتنمية الشاملة، إلا أننا يجب أيضاً أن نسأل أنفسنا بوضوح وبكل صراحة: ماذا بعد تلك الميزانية القياسية؟ لا يشك أحد، في أن العبء ثقيل، وفي هذه المرحلة الحساسة تحديداً، ذلك أن البناء عملية متواصلة تستوجب تضافر جميع الجهود، وعلى كافة المستويات، لتحويل المفردات والأرقام إلى محاور ملموسة على الأرض، يستشعر معها المواطن حجم ما يُبذل من أجله، ويلمس أيضاً عملية التحول من مجرد أرقام إلى عناصر بناء وتنمية. الملك القائد، عندما يضع كل مفردات التنمية في الواجهة الأولى، فإنه بذلك، يرسل رسالة مهمة للمسؤول والمواطن أيضاً، مفادها.. أن لا شيء يعدل قيمة الوطن، وأن ما أنعم الله به علينا من خيرات، إنما هو نتاج طبيعي للاستثمار في البنية الأساسية، وتوفير عناصرها لتكون في خدمة العملية النهضوية الشاملة والجادة. ليس عيباً أن تكون لدينا طبقات محتاجة، لأنها سنة من سنن التنوع الاجتماعي، ولكن العيب أن نسمح باستمرار هذا الوضع، وهنا تبرز مشاريع القائد الاجتماعية الأخرى، والتي يمكن أن تقود عملية تغيير متساوية مع الجهد الحكومي، صندوق مكافحة الفقر مثلا، ومشروع بنك الطعام، ومشاريع اجتماعية أخرى، يشارك فيها العنصر الأهلي أو القطاع الخاص والأهم من كل ذلك، أن لا حجّة لأحد لادعاء التقصير أو النقص، وهنا تبدو المسؤولية الكبرى في أوضح صورها، ذلك أننا غالباً ما نشكو ونتبرّم من تأخير مشروع، أو إهمال في مرفق، مع أننا جميعاً نعرف أن الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تضع كل ثقلها في صناعة التغيير الملموس على الأرض، والذي يشعر من خلاله كل فرد، بأن ثروته تعود إليه في شكل مشروع أو فرصة عمل، أو تعليم أو صحة أو صناعة أو تدريب واستثمار بشري، مع تركيزٍ موازٍ على سد الفراغات في احتياجات الشرائح الاجتماعية الدنيا والمحتاجة. ليس عيباً أن تكون لدينا طبقات محتاجة، لأنها سنة من سنن التنوع الاجتماعي، ولكن العيب أن نسمح باستمرار هذا الوضع، وهنا تبرز مشاريع القائد الاجتماعية الأخرى، والتي يمكن أن تقود عملية تغيير متساوية مع الجهد الحكومي، صندوق مكافحة الفقر مثلا، ومشروع بنك الطعام، ومشاريع اجتماعية أخرى، يشارك فيها العنصر الأهلي أو القطاع الخاص، يمكن أن ترفد الوضع الاجتماعي بدعم مماثل لا يقل أهمية. الميزانية، أقرت بشكل هائل، ومن قراءتها بحياد نلحظ ملامستها للهم العام، وتركيزها على البعد الأوسع أفقياً بما يشمل كل الشرائح القادرة وغير القادرة، وتوسعها الرأسي عبر أرقامها المالية، يؤكد استمرار التركيز على نهج الارتقاء بالمستوى الخدماتي بكل قطاعاته، ولهذا تتضاعف مسؤوليتنا، في تنفيذ محاورها بكل دقة وأمانة، كلّ من موقعه، والنجاح في تحقيق ذلك، يلبي أولا أمنية المليك القائد في مجتمع آمن ومطمئن ويعيش على أرضه مستفيداً الاستفادة القصوى من كل ثرواته، ويحقق أخيراً تطلعات مواطن سعودي لا يزال يتمنى أن يحقق مسؤولوه ما يحلم به قائده، من أجل كل رجل وامرأة، من أجل كل طفل وكهل، من أجل كل عجوز وشاب. مذكراً هنا أن شبح الفساد «موجع جداً» في جسم التنمية. ** تذكر!! تذكر يا سيدي إن أردت أن تختبر رجلاً فأعطه سلطة. ** وخزة.. التاريخ يكتب الحاضر للمستقبل.