اليوم لامس الأب القائد عبد الله بن عبد العزيز، احتياجات وطن يقوده، وهموم مواطن يرعاه. وعندما يقول القائد : إنه وهو يضيف هذه اللبنة الأساسية، فإنه يؤكد حرصه الشخصي "على توفير مزيد من فرص العمل للمواطنين وتعزيز مسيرة التنمية" كذلك تأكيده المستمر "على التنمية المتوازنة بين القطاعات وبين المناطق مع مراعاة النظرة المستقبلية للمالية الحكومية وتوازنها، حيث تضمنت مشاريع جديدة ومراحل إضافية لعدد من المشاريع التي سبق اعتمادها". بهذه الكلمات القيادية المسئولة، يرفد المليك، أبناء وطنه بأضخم ميزانية قياسية للعام السادس على التوالي، وبحجم نفقات غير مسبوقة في تاريخ المملكة عند 690 مليار ريال، يضخ أغلبها في القطاعات الخدمية أساساً، فإنه بذلك يؤكد استمرار منهجيته الحكيمة في الحكم، التي تقوم على الرفع من شأن المواطن، وتلبية احتياجاته وتحقيق تطلعاته. رؤية منهجية، اعتدنا عليها، من الأب القائد، طيلة مسيرته، ناصعة البياض، التي يكون المواطن محورها الأول، والمواطن هدفها النهائي، ومجمل نتيجتها واستراتيجياتها التي تتغلغل في كل المستويات وتراعي كافة الشرائح الاجتماعية بكل أطيافها وتنوعاتها. والمثير في تفاصيل الميزانية الجديدة، أنها تواصل نفس الرؤية المنهجية التي يتبعها قبل وبعد توليه المسؤولية، إذ أنها تتضمن كسابقاتها غير المحاور الخدمية من صحة وتعليم وطرق، اعتمادات مستمرة لمواصلة العمل في تنفيذ الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، و"الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات". كما ستواصل صناديق وبنوك التنمية الحكومية المتخصصة تقديم القروض في المجالات الصناعية والزراعية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة بما يدعم التنمية الاقتصادية ويحفز التمويل التجاري .. ما يعني تركيز الرؤية ليس على المشروعات الخدمية فقط، لكنها أيضا تراعي البعدين المستقبلي والعلمي لما يفيد الأجيال، إضافة لرعاية وتشجيع العمل الاقتصادي، للأفراد والهيئات القائمة. ولعل ما قاله خادم الحرمين الشريفين أيضاً من أن هذه الميزانية «وتدعم ما أصدرناه مؤخراً من أوامر ملكية نأمل عند تنفيذها أن تسهم في تحسين مستوى معيشة المواطن. كما تؤكد استمرار نهجنا في إعطاء التنمية البشرية الأولوية التي هي أساس التنمية الشاملة، وتبعاً لذلك فقد تم اعتماد ما يزيد على (168) مليار ريال من النفقات العامة للتعليمين العام والعالي وتدريب القوى العاملة». يلقي الضوء بوضوح على أن التركيز على أن الاستثمار في العنصر البشري الوطني، هو ملخص كل الجهود، بكل ما تعنيه الكلمة. إننا، الآن أمام مرحلة جديدة، وبأعباء ضخمة، تضعنا أمام مسؤولية نتشارك في تحمل ضريبتها كما بالضبط نتشارك في قطف ثمارها، لأن الخير الذي ننعم به، ليس وليد لحظة عفوية، لكنها نتاج رؤية وإستراتيجية وفكر وعمل دؤوب، يسهر عليه القائد، من أجل الوطن الذي نعيش على أرضه، ومن أجل المواطن الذي هو الأداة والهدف في كل الأحوال.