على هامش الملتقى الثاني للمثقفين السعوديين أقيمت مساء الاربعاء الندوة الثانية عن «المراكز الثقافية» شارك فيها د. عبد الله الوشمي، ود. عبد الله بن علي الخطيب، ود. عائشة الشمري، ود. حمود أبو طالب، وقد تمت مناقشة العلاقة بين الأندية الأدبية والمراكز الثقافية ودور الإعلام في إبراز دورهم، والعقبات التي تقف أمام تطور المؤسسات الثقافية من جمعيات ثقافة وفنون وأندية أدبية وهل المراكز الثقافية تلغي دور الأندية الأدبية؟ انتقد د. عبد الله الوشمي رئيس النادي بالرياض وزارة الثقافة والإعلام في عدم وضوحها خلال طرح مفهوم المراكز الثقافية، إضافة إلى عدم إشراك الوسطين الثقافي والإعلامي في تفاصيل ذلك. وأشار الوشمي في كلمته التي ألقاها الى أن تضمين الملتقى محور المراكز الثقافية دليل على أن وزارة الثقافة وقعت في مأزق فعلا ورغبة منها في تحليل الموقف الثقافي قبل الموقف الإداري وأن من الإشكالات التي تتصل بالمفهوم أن هناك من طرحه خلال التعبير بأنه مكان جغرافي تجتمع فيه المؤسسات الثقافية مع بقاء هويتها وآليات عملها من خلال إدارة تنسيقية تنظم الأنشطة. وواصل الوشمي انتقاده لوزارة الثقافة، حيث لم تستطيع أن توفر لبعض الأندية الأدبية مقرا لها منذ تأسيسها مدللا على ذلك بأدبي الرياض الذي تأسس منذ عام 1357بل إن الوزارة حولت أرض المشتركة مع الجمعية إلى وكالة الأنباء وأعطت النادي والجمعية أرضا أصغر مساحة وتساءل الوشمي: كيف يتم طرح فكرة تأسيس مركز ثقافي يجمع كل المؤسسات الثقافية في مقر واحد. وأكد الوشمي أن دراسة المسارات الثقافية في بلادنا تأخرت نوعا ما وكان من الواجب إلا تتأخر إلا تتنازعها الجهات وإنما تكون فعلا يوميا يفحص المسارات ويقوم المسيرة ويسدد الخطط وتلك طبيعة الفكر الحر الناقد وتحدث الوشمي عن فكرة المراكز الثقافية مستعرضا بعض الآراء والرؤى التي طرحت من قبل المثقفين وتساءل الدكتور الوشمي: هل مفهوم المراكز الثقافية يتناقض مع مفهوم الأندية الأدبية وأنشطتها ؟ وهل مفهوم المراكز لا يتحقق إلا بإلغاء الأندية الأدبية ؟ فيما تساءلت عائشة الشمري عن إنشاء المراكز الثقافية وهل يؤثر ذلك على اختلاف الأطياف وتلون المشاهد الذي يصبغ الحراك الثقافي بالتنوع الحيوي المنشود ؟ وهل ستخول الى كل مؤسسة صلاحيتها على حدة بمعنى ان يحتفظ النادي الأدبي بهيكله التنظيمي وجمعيات الثقافة كذلك؟ وأضافت الشمري ان الجمعيات الثقافية حتى تحقق أهدافها المعلنة عليها ان تبلور رؤية متكاملة لحضور غير تقليدي من شأنه ان يجعل أطروحاتها الثقافية والفنية ضرورة حقيقية غير ترفيه لا يستغني عنها المجتمع، وطالبت بأن تكون مباني الجمعيات روح لجانها الثقافية والفنية فتوضع لها تصميمات خاصة مستوحاة من الفن الإسلامي العريق. فيما جاءت المداخلات تكملة للنقد الموجهة لوزارة الثقافة والإعلام فكانت البداية مع د. عبد المحسن القحطاني الذي أكد ان هناك تقاطعات بين المراكز الثقافية وجمعية الثقافة والفنون، ونحن الآن هل نطلب الفرقة، بينما طالب مجلس التعاون الاتحاد، أطلب السرعة في إنشاء المراكز الثقافية. فيما طرح محمد الرصيص معوقات تواجه الجمعيات الثقافية رغم اقتراب أربعين عاماً على إنشائها هو أن جميع مبانيها مستأجرة. أما المشكلة الثانية فهي قصور الإعانة من الدولة لها، التأخير والصبر في إنشاء مراكز الثقافية ليس في صالحنا. فيما أعلنت سهام القحطاني انها ضد الدمج لأن الأدباء سوف يستعمرون تلك المراكز عوضاً عما استعمروه، وكذلك سوف يتسبب ذلك في عدم وجود خطط واضحة لتلك المراكز، وأنا أطالب بفك الارتباط بينهما.
المثقف حزمة معلومات إن لم يشارك في صناعة الثقافة فسينتهي!! عدد كبير من المثقفين كانوا خارج الألف مثقف الذين تمت دعوتهم لحضور الملتقى، وقد عبر بعض المثقفين عن استيائهم، وخاصة للمثقفين في منطقة الرياض العاصمة، وكذلك الاستغراب من عدم وجود المثقفين في الندوات وفعاليات الملتقى مما يطرح سؤال أين هم؟ وقد قمنا بطرح السؤال على بعض المثقفين في الملتقى. في البداية عبر احمد الحربي رئيس نادي جازان الأدبي عن استيائه من عدم إرسال دعوات لعدد كبير من المثقفين الأدباء والشعراء واستنكر من كون الدعوة وزعت على ألف مثقف وتساءل هل يوجد في المملكة ألف مثقف؟ ولو افترضنا انه كذلك أين هم؟ كما استغرب من عدم توجيه دعوات للمثقفين في منطقة الرياض والاكتفاء بالإعلانات الموجودة بالشارع. وأضاف: نلوم من في وضع البرنامج بصورة حصص مدرسية متلاحقة جامدة افتقدت المتعة وكان يتمنى لو تخلل الجدول جولة تعريفية في الرياض أو زيارات مفتوحة لبعض المراكز العلمية أو التاريخية. كما اعتبر أن اللجنة التنظيمية القائمة على الملتقى سقطت في دائرة عدم إجادة الضيافة واستقبال الضيوف في المطار. فيما ذكر الكاتب سعيد الوهابي أن الثقافة جزء من التنمية وجزء من السياسة فهي تدمج بالحياة ولابد أن تكون مطلب الجميع حتى الرجل العادي, وتمنى أن نكون أكثر تفاؤلا وطموحا وان يفسح المجال للنخب المثقفة بالالتقاء والمشاركة في وضع أوراق عمل جادة فالمثقف حزمة من المعلومات والخبرات والأفكار والتنوير وإذا ما استخدمها صناعة الثقافة ستندثر. وأضاف أن الملتقى بشكل عام جيد ومشجع ومحفز ولكن ينقصه ورش العمل بين المثقفين أنفسهم ومناقشة همومهم المهنية الخاصة بالثقافة واعتبر أن لقاءات المثقفين مع بعضهم البعض في الفندق أو حافلات النقل لا يخرج منها بقرارات أو حلول لمشكلات بل هي لا تتجاوز (السوالف) الشخصية. وتمنى الوهابي: أن تختلف طريقة عرض أوراق العمل فهي توزع مطبوعة ويقرأها الضيف المحاضر وتشاهد معروضة على شاشة العرض أي سماعيا ونظريا ومرئيا وهذا ممل لماذا لا يعرض شيء مختلف عن المذكرة ويتحول كلام الضيف إلى نقاش وحوار بدل الجمود وأن تكون في وقت اقصر وأكثر دقة وتركيزا مع استخدام التقنية والتكنولوجيا في صالح تحسين العمل. فيما يرى الشاعر عبدالمحسن الحقيل أن أوراق العمل لم تكن أوراقا نقدية تحمل معنى الثقافة وتعكس تصورا عن المشهد الثقافي والأدبي السعودي. ووجه تساؤلا: من حدد قيمة المثقف الذي يدعى والذي لا يدعى. ما معيار الثقافة هل هو الظهور الإعلامي أم عراقة المثقف وفكره؟ وكم عدد المثقفين في المملكة فإذا أخذناها بمفهومها الدقيق والشامل لا يوجد لدينا ألف مثقف وإذا أخذناها بمعناها المطاطي هناك مليون مثقف. وذكر الحقيل أن هناك فجوة فالإقامة في الفندق والفعاليات في المركز لماذا لا يكون مكان طرح الأوراق في قاعات الفندق في مقر الإقامة اختصارا للوقت والجهد. كما أن توزيع المثقفين في ثلاثة فنادق افقد الملتقى قيمة التواصل مما يتنافى مع مسماه.
مشاركون في الملتقى: الثقافة جمعت أكثر من ألف مثقف بعد انقطاع التواصل يشارك عدد كبير من المثقفين من الوطن العربي في الملتقى الثاني للمثقفين السعوديين المقام حاليا في الرياض ومن هؤلاء وزراء ثقافة وشعراء وكتاب، وقد أبدى عدد منهم حرصه على الحضور حتى يرى عن قرب التطور الثقافي والفكري في المملكة العربية السعودية. في البداية يؤكد وزير الثقافة القطري د. حمد الكواري نجاح الملتقى السعودي الثاني للمثقفين الذي تشهده العاصمة الرياض حاليا، وقال :الملتقى يغطي الثقافة السعودية من جميع جوانبه , مشيرا إلى الوقفة الرائعة لِلمسة الوفاء التي تضمنه حفل الافتتاح بتكريم كوكبة من المثقفين الذي اختارهم الله إلى جواره. وأضاف الوزير القطري :يهمنا أيضا في هذا العرس الثقافي هو أن نطّلع على التطور للثقافة السعودية وهو أمر نعتز به كوننا ننتمي إلى مجتمع واحد. ويضيف الوزير: إنه قد ناقش مع نائب معالي الوزير والإعلام د. عبدالله الجاسر في حديث طويل على إقامة معارض متبادلة بين السعودية وقطر ،وذلك خلال فترة وجيزة وسيكون هناك برنامج حول ذلك ليطلع الجمهور في قطر على هذا المستوى الرفيع الذي وصلت إليه المملكة، رغم ان المملكة ليست مجهولة لدينا فهي بلدنا وهم إخواننا وأهلنا. ولكن هذا المستوى شجعنا على ان نسعى لتبادل المعرفة وتبادل المعارض. فيما أعربت الشيخه مي محمد آل خليفة وزيرة الثقافة بمملكة البحرين بعد حضورها حفل افتتاح فعاليات الملتقى الثاني للمثقفين السعوديين الثاني بمركز الملك فهد الثقافي، عن سعادتها بحضورها للمسرحية النسائية «همس المسيار» التي قامت بمعالجة إحدى الظواهر الاجتماعية في الوطن العربي. وعن تعاطي بعض المثقفين للمواضيع الاجتماعية بفوقية قالت: المثقف هو أولا وأخيرا مواطن ولا يعيش بعزله عن المجتمع والمثقف الذي لا يتعاطى مشاكل مجتمعه ويسعى لإيجاد حلول لها لا يعي أهمية المسؤولية الاجتماعية والبرامج المشتركة بين دول الخليج العربي، في السابقة كان لها مبادرات رائعة ومؤثرة ويتضح ذلك من خلال البرامج التي كانت تنتج مثل «افتح ياسمسم» ونتمنى عودة مثل هذه البرامج. وأوضحت، بأن المبادرات الفردي لها تأثير فاعل وعدم انتظار مبادرات المؤسسات فكل له دوره في التطوير ، والمؤسسات الأهلية رافد للمؤسسات الحكومية. وعن المثقفة السعودية، قالت : ما نراه ونسمعه ونقرأه عن المرأة السعودية يوضح لنا النهضة التي وصلت لها ،فمثلا في مجال الرواية وأنا من قرّاء الرواية ،وفعلاً المرأة السعودية لها حضور فاعل في مجال الرواية وفي شتى المجالات الثقافية وهذا شيء نفتخر ونعتز به . فيما قال الشاعر عبد العزيز الشريف: سعيد جداً بتواجدي في العاصمة الرياض لحضور الملتقى الثاني للمثقفين السعوديين ونحن نعلم أهميه مثل هذه الملتقيات التي بلا شك ستثري النقاشات بين المثقفين في ظل الظروف المتغيرات المتسارعة على المثقف ومن خلال ما رأيته من هذا الزخم للحضور المثقفين من كافة أرجاء الوطن بشكل غير مسبوق وعلى المثقفين الاستفادة من هذا اللقاء والخروج بتصورات ورؤى تسهم في رسم إستراتيجية المر حلة المقبلة إذا الكرة في ملعب المثقف. ويضيف: لقد لمست شخصياً مدى رضا المثقف عن مثل هذه اللقاءات ويكفي وزارة الثقافة والإعلام أنها جمعت أكثر من ألف مثقف بعد انقطاع التواصل بين المثقفين ،و أعادوا جسور التواصل وخلق أرضية مشتركة للحوار والتي تواصلت أيضا مع الإنتاج الفكري من خلال المعرض المصاحب لحفل الافتتاح ،والذي أفرحني كثيراً بأن أرى نتاجا أدبيا واحتفاءً بالراحلين من المبدعين الذي غادروا دنيانا بعد أن أدوا الأمانة، وقد شاهدنا لمسة وفاء صادقة هذا المساء ،نتمنى الاستمرار في مثل هذه اللقاءات لأجد مساحات أعمق للحوار، شكراً لوزارة الثقافة و الإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية شكراً لإدارة الإعلام والنشر التي برز دورها من خلال هذا التواجد للمثقفين ،حيث شاهدنا أسماء حضرت بعد انقطاع طويل عن الساحة الثقافية شكراً لكل من أسهم في هذا التجمع الثقافي الرائع.
مشادة كلامية في حافلة نقل المثقفين بين د. باقادر وملحة عبدالله امتد النقاش بعد ورقة العمل المعنونة العلاقات والاتفاقات الدولية إلى خارج القاعة واحتدم النقاش بين د. أبو بكر بن احمد باقادر ود. ملحة عبدالله في حافلة نقلهم إلى مقر الإقامة وقد اعترض د. باقادر على بعض المداخلات واعتبرها غير منصفة ولا تحمل مصداقية وقد ذكرت د. ملحة عبدالله أن النقاش يفترض أن ينتهي بنهاية الفعالية وبعد الخروج من مقر الحدث واستمر باقادر في الاستياء والاعتراض بينما كانت ملحة عبدالله محافظة على هدوئها واعتبرت أن رأيها لا يوجه لشخص معين بل هو حديث عام وشامل الهدف منه تصحيح الخطأ ووضع النقاط على الحروف فيما يخص المسرح واضافت ان كثيرا من النصوص والجهود مفقودة ولم يهتم بها وان المسرح السعودي لم ينل النصيب الذي يستحقه للنهوض به ليس على المستوى الوطني فحسب بل العربي والعالمي وقد تدخل الدكتور زهير محمد جميل كتبي الكاتب الصحفي في النقاش وذكر أن هذه المؤتمرات هدر للمال العام وقال: منذ أن عرفت المؤتمرات في بلادنا لم اعرف أنها قدمت أي نوع من الخدمات التي ترقى لمستوى هذا الوطن العظيم فلا نملك إلا أن نلتزم الصمت فهذه الفعاليات أبرزت من هم في الضوء ومن في الظل فأما من هم في الضوء فقد احرقوا أنفسهم لضعف مستوى أوراقهم وما قدموه من أفكار وأما من هم في الظل فقد تجمدوا من منطقة الثلج التي وقفوا عليها, وانا أرى أن نكتفي بما أقمناه من مؤتمرات وملتقيات ونعود للفكر الأوروبي الذي يعتمد على الحرية والديمقراطية. وأضاف أن هذا الملتقى لم يخدم الوطن في قضايا حساسة مثل تناول هزيمة المثقف السعودي وتعريته وانكشافه وضعفه وموقفه حيال ذلك، أيضا قضية علاقة المثقف السعودي بالسلطة والصراع بينهما واعطائه حقه, وقضية الصراع المحموم بين المؤسسات الدينية بمعظم أشكالها ومستوياتها والمثقف السعودي وما ينشر في صحفنا المحلية ووسائل الإعلام هذا الصراع المحقون والمشحون بينهما كل ذلك يؤدي إلى تصدع أرضيات الوطن ما لم نفق مبكرا لإيجاد حالة من التصالح الحقيقي وليس المزيف عبر حوارات متوازنة ومتساوية تعطي كل طرف حقه, ومسمى ملتقى المثقفين السعوديين غير مناسب كيف ندعو أكثر من 100 مثقف من خارج الوطن ونقول ملتقى سعودي لماذا ضعفنا في الاهتمام والعناية بالمثقف ووجهنا اهتمامنا للمثقف الأجنبي وانا كمثقف سعودي لم أجد أي تقدير من أي دولة عربية أو خليجية لحضور مؤتمراتهم وملتقياتهم لماذا أصبحنا صناعا للنفاق والمجاملات وجبر الخواطر ان ستمر الوضع على ما هو عليه فان المثقف السعودي سيختفي حتى ينتهي. وقد تدخلت أطراف أخرى في هذا النقاش من الرجال والنساء حتى النزول من الحافلة.