كشف انور مالك الحقوقي الجزائري الذي انسحب من بعثة المراقبة العربية في سوريا الخميس 12 يناير 2012 ان هناك زملاء له قرروا الانسحاب من سوريا اما خوفا على حياتهم او احباطا مما شاهدوه . وكان مالك قد وصف في تصريحات سابقة عمل البعثة في سوريا بانه مسرحية ان بعثة المراقبة كيان بلا أنياب يساعد الرئيس بشار الأسد في كسب الوقت. وقال مراقب عربي آخر طلب ألا ينشر اسمه إنه ربما ينسحب من البعثة وتحدث اثنان اخران عن فزعهما مما شاهداه من استمرار للعنف وأعمال القتل والتعذيب . قال المراقبان إن إراقة الدماء لم تنحسر نتيجة لوجود بعثة الجامعة العربية ووصف الرجلان معاناة السوريين بأنها لا يمكن تخيلها وان مهمة بعثة المراقبين لم تثبت فاعليتها في إنهاء معاناة المدنيين. وقد تعثر عمل البعثة بسبب هجوم على المراقبين في مدينة اللاذقية الساحلية في غرب البلاد هذا الأسبوع ما ألحق إصابات طفيفة بأحد عشر مراقبا ودفع الجامعة العربية لتعليق إرسال مراقبين آخرين. وقالت هيومن رايتس ووتش إن على جامعة الدول العربية أن تقوم على وجه السرعة بإدانة قوات الأمن السورية بسبب إطلاقها النار على المتظاهرين السلميين الذين حاولوا الوصول إلى مراقبي الجامعة في مدينة جسر الشغور شمالي سوريا. وقالت المنظمة انه على ضوء هذه الانتهاكات وغيرها من الانتهاكات البيّنة للاتفاق المبرم بين دمشق والجامعة يتعين الكشف علناً عن نتائج البعثة وتقييمها لإمكانية استمرارها. قال متظاهران أصيبا في جسر الشغور وفرا إلى جنوب تركيا للمنظمة انه عندما اقتربا مع المتظاهرين من نقطة تفتيش في الطريق إلى الساحة، منعهما أفراد من الجيش من التقدم واطلقا النار على الحشد، فأصيب تسعة متظاهرين على الأقل. كان مراقبي جامعة الدول العربية في ساحة حزب البعث، لكن غادروا في سيارة بعد أن بدأ إطلاق النار، على حد قول الشاهدين. ورغم عدة محاولات، لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من الاتصال بالمراقبين للتأكد من صحة الواقعة التي رواها الشهود. وقالت آنا نيستات، نائبة قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش ان مثل هذه الحوادث وعدد الوفيات المتزايد باستمرار يُظهران بوضوح أن وجود مراقبي الجامعة العربية لم يفد كثيراً . من جانبه قال وزير الخارجية الجزائرى مراد مدلسى إن مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في سوريا لم تنته بعد, وإنها معقدة وخطيرة كانت تقارير إعلامية قد ذكرت فى وقت سابق أن جامعة الدول العربية قررت تعليق إرسال مراقبين جدد إلى سوريا, فى أعقاب هجوم استهدف فريقها في اللاذقية الاثنين الماضي. وحول استقالة أنور مالك العضو الجزائري في بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في سوريا قال مدلسي إن تشكيل أية بعثة للمراقبين يتطلب عادة تعيين ممثلين عن الدول وعن المجتمع المدني. وأضاف أنه علاوة على المراقبين الجزائريين العشرة الذين يمثلون الدولة الجزائرية جندت جامعة الدول العربية أعضاء يمثلون منظمات غير حكومية من بينهم أنور مالك. جاء ذلك في الوقت الذي اعرب فيه الامين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي عن تخوفه من نشوب حرب أهلية في سوريا بسبب استمرار أعمال العنف وقال ان سوريا دولة مؤثرة وسيكون للوضع بها تداعيات على دول الجوار والمنطقة بأكملها. واستبعد العربي تكرار سيناريو التدخل الأجنبي في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا موضحاً أن سوريا ليس بها مغريات بالنسبة لدول تستخدم السلاح وتجد من يدفع الفاتورة. وأضاف العربي أنه ليس هناك عصا سحرية لحل الأزمة إذا رفعت الجامعة العربية يدها عنها، لأن مجلس الأمن إذا كان يريد التدخل لكان قد تدخل بالفعل وهو ليس بحاجة لقرارات الجامعة لكي يتصرف . وفي واشنطن ادان كل من نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، ومستشار الأمن القومي، توم دونيلون، ورئيس الوزراء القطري، حمد بن جاسم آل خليفة، خلال لقائهم في البيت الأبيض العنف المستمر في سوريا . وأضاف بيان للبيت الابيض أنهم ادانوا بشكل خاص العنف المستمر في سوريا على يد نظام الأسد، وأشاروا إلى أهمية التقرير النهائي لمهمة المراقبين التابعين لجامعة الدول العربية المنتظر صدوره في 19 يناير الجاري . في الوقت نفسه ,أعلنت الأممالمتحدة إن نحو 400 شخص لقوا حتفهم في سوريا منذ وصول بعثة مراقبي الجامعة العربية للبلاد فيما قالت سفيرة أمريكا لدى الأممالمتحدة سوزان رايس إن هذه الإحصائية أظهرت أن معدلات القتل أصبحت أعلى . ودعا النائب الايطالي المعارض ماسيمو دونادي المجتمع الدولي إلى التحرك إزاء ما أسماه المذبحة الجارية في سوريا وقال إنه على المجتمع الدولي ألا يقف مكتوف الأيدى وعاجزا أمام المذبحة الجارية في سوريا . في المقابل , ذكرت مصادر سورية مطلعة انه سيتم الإعلان نهاية الشهر الحالي عن تشكيل حكومة سورية جديدة تضم شخصيات من المعارضة وأن اتصالات ستبدأ مطلع الأسبوع القادم تمهيداً لتشكيل الحكومة. إلى ذلك، دعت الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، التي تضم عدة أحزاب سورية برئاسة قدري جميل، الى ضرورة تشكيل حكومة موسعة بسرعة، للخروج من الأزمة الراهنة في البلاد. وعلى نهج المراوغة الذي تتبعه منذ بداية الازمة , اتهمت السلطات السورية ما وصفتها بمجموعة إرهابية مسلحة بإطلاق قذائف هاون على وفد إعلامي أجنبي وتجمع للمواطنين بحمص ما أدى إلى مقتل تسعة بينهم الصحفي فرنسي. وقد دعت كاثرين اشتون منسقة الاتحاد الاوروبي ووزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه بالتحقيق في مقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكييه اثناء تغطيته لاحداث الثورة السورية امس الاول . كان جاكيه الذي عمل في السابق مراسلا بالعراق وأفغانستان وكوسوفو ومناطق صراعات أخرى قد ذهب الى سوريا بدعوة من الحكومة وانه كان في حمص مع صحفيين آخرين يغطي الوضع في المدينة. وحظرت سوريا دخول معظم وسائل الإعلام الأجنبية الى البلاد بعد قليل من اندلاع المظاهرات ضد الرئيس بشار الاسد في مارس اذار لكن سمح لمزيد من الصحفيين بالدخول منذ ايفاد بعثة المراقبين التابعة للجامعة العربية الشهر الماضي. من ناحية اخرى ,أبدى فاروق طيفور نائب المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية أسفه لما صدر على لسان مطران حلب للروم الملكيين الكاثوليك يوحنا جنبرت الذي قال إن المسيحيين لا يثقون بسلطة سنية متطرفة ونخشى هيمنة إخوان مسلمين دغمائيين. وقال طيفور نأسف أن يصدر على لسان مسئول ديني مسيحي موقف سلبي من المسلمين بشكل عام ومن جماعة الإخوان بشكل خاص رغم أنه لم يصدر باسمنا أو على لسان أي جهة مسلمة أي موقف عدائي من المسيحيين. وأضاف انه لطالما كان المسيحيون مرشحين على قوائمنا في الانتخابات عندما كان في سوريا نظام ديمقراطي فالمسلمون السنة الذين يشكلون السواد الأعظم من المكونات السورية المتعددة كان وجودهم في السلطة يشكل عامل استقرار بعيدا عن التمييز والفتنة .