حلّت يوم الثلاثاء الذكرى الثالثة للعملية العسكرية التي شنّتها إسرائيل على قطاع غزة وخلّفت أكثر من 1400 قتيل فلسطيني وعشرة إسرائيليين. وبدأت الحرب قبل ثلاثة أعوام بشن الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات كثيفة استهدفت أكثر من 60 مقراً أمنياً تديرها الحكومة المُقالة التابعة لحركة حماس في وقت متزامن. وسادت تهدئة غير مُعلنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل منذ انتهاء الحرب رغم اندلاع موجات عنف في أوقات زمنية متباعدة سرعان ما كانت تتوقف بفضل اتصالات مصرية. وتراجع بشكل كبير إطلاق المسلحين الفلسطينيين قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل التي غالباً ما كانت تردّ على مثل هذه الحوادث بغارات ليلية على مقار ومواقع وأنفاق بعد إخلائها. كما شهد حصار إسرائيل لقطاع غزة تراجعاً حاداً بعد ثلاثة أعوام من الحصار، إلا أن الدولة العبرية لا تزال تمنع دخول مواد البناء اللازمة للإعمار إلا بكميات محدودة لمنظمات دولية تنشط في القطاع. وقال وزير الأشغال العامة والإسكان في الحكومة المقالة يوسف المنسي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن محاولات إعادة إعمار غزة تركّزت على إعادة ترميم المنازل المتضررة بفعل الحرب الإسرائيلية بنسبة وصلت إلى90 في المائة، فيما لم يتجاوز اعمار المنازل المدمرة كلياً نسبة 10 في المائة. دعا المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري ، في مؤتمر صحفي عقده في غزة بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على شن إسرائيل عملية «الرصاص المصبوب» على القطاع، الأطراف المعنية والشعوب في العالم إلى «التعامل مع الاحتلال على أنه الكيان الإرهابي الأخطر في العالم».وأوضح المنسي أن غزة تحتاج لأكثر من مائة ألف وحدة سكنية لمواجهة النمو السكاني الحاصل فيها وتعويض سنوات الحصار وتوقف حركة إعادة الإعمار عقب الحرب الإسرائيلية. وشدّد المنسي على أن إعادة الإعمار بحاجة إلى رفع شامل للحصار الإسرائيلي بما في ذلك السماح بإدخال مواد البناء والمعدات والمستلزمات الخاصة بعمليات الإعمار التي لا يمكن إدخالها عبر أنفاق التهريب مع مصر. واعتبرت حركة حماس الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل ثلاث سنوات «صورة من صور حرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني منذ احتلال أرضه في عام 1948». ويوافق اليوم الذكرى السنوية الثالثة لانطلاق العمليات العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة والتي استمرت 22 يومًا. ودعا المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري، في مؤتمر صحفي عقده في غزة بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على شن إسرائيل عملية «الرصاص المصبوب» على القطاع، الأطراف المعنية والشعوب في العالم إلى «التعامل مع الاحتلال على أنه الكيان الإرهابي الأخطر في العالم». وأكد أبو زهري تمسّك حركته بتقرير بعثة الأممالمتحدة برئاسة القاضي الجنوب أفريقي ريتشارد جولدستون باعتباره «وثيقة دولية ودليل إدانة على ارتكاب الاحتلال جرائم حرب في غزة». ودعا المتحدث إلى تفعيل هذا التقرير واتخاذ كل الإجراءات لملاحقة «مجرمي الحرب» الإسرائيليين. وشدّد على «فشل الحصار والحرب في تحقيق الأهداف الإسرائيلية أمام صمود الشعب الفلسطيني وثباته، وأصبحت غزة اليوم وبدلًا من أن تشطب من الخريطة أصبحت هي قبلة الأحرار في العالم ونموذجًا للعزة والكرامة والتحدّي وهو ما يؤكده الثوار العرب بأن ثوراتهم هي إحدى ثمرات صمود غزة واستبسالها». وأضاف: «تؤكد حركة حماس في ذكرى الحرب أنها ماضية في مشروع المقاومة، وهي أشد قوة وأكثر تمسكًا بالحقوق والثوابت الوطنية، وأنها لن تقبل المساومة عليها بأي حال من الأحوال». من ناحية ثانية قالت مصادر فلسطينية إن اشتباكات مسلحة وقعت فجر امس على الأطراف الحدودية لوسط قطاع غزة بين مسلحين فلسطينيين وقوات من الجيش الإسرائيلي. وذكرت المصادر أن الاشتباكات اندلعت لدى توغل القوة الإسرائيلية معززة بعدة آليات عسكرية لمئات الأمتار على أطراف مخيّم المغازي للاجئين وسط القطاع. من جهتها قالت «ألوية الناصر صلاح الدين» الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية إنها هاجمت بالأسلحة الرشاشة المتوسطة قوة إسرائيلية حاولت التسلل فجراً قرب أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية على الحدود. وفي الأثناء أعلن الجيش الإسرائيلي عن سقوط قذيفة صاروخية أطلقت من قطاع غزة على جنوبي إسرائيل في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية.